شروط كفالة اليتيم
اليتيم هو الشخص الذي توفي والده وهو في بطن أمه، أو الشخص الصغير الذي لم يبلغ سن الرشد وينتهي اليتم بعد بلوغه، ولكي يتم كفالة اليتيم، يجب توفير عدة شروط، مثل توفير مكان لليتيم في منزل الكافل، أو توفير مكان لليتيم في مكان آخر ولا يعتبر الكافل واليتيم على أنهما قرابة، ولا يجوز للكافل الإساءة إلى اليتيم أو فعل أي شيء يحرم عليه، وذكرت الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية الكريمة فضل كفالة اليتيم على المسلم، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة” وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.
شروط كفالة اليتيم
يتمثل شرط اليتيم في عدم قدرته على تلبية احتياجات حياته اليومية والشخصية مثل الطعام والشراب والمسكن، وعجزه عن توفير الأموال اللازمة لاستكمال دراسته.
يجب على الكفيل توفير كافة احتياجات اليتيم من ماله الخاص حتى يتم إكمال دراسته أو تنتهي حاجته للكفالة، مثل توفير مسكن وملابس ونفقته الخاصة وعلاجه وتعليمه، وفقًا لقدرات الكفيل.
إذا كان الكفيل فقيرا، فيتم السماح له بأخذ مال اليتيم بقدر الإنفاق عليه وتلبية حاجاته المادية، وهذا بالتأكيد ليس لأن أكل أموال اليتيم من الأفعال الصالحة، ولكن يتم ذلك لضمان توفير الإنفاق اللازم لهذا اليتيم. وقد ذكر الله في القرآن الكريم أن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما فإنهم يأكلون في بطونهم نارا، وسيصلون سعيرا.
يحق لكافل اليتيم استلام الأموال التي يتبرع بها المحسنون لليتيم، شريطة أن ينفق منها فقط على اليتيم دون أن يصرفها الكافل لأغراض أخرى تتعلق بشخص آخر غير اليتيم.
عندما يصل اليتيم إلى سن الرشد، يجب على الكفيل أن يفصل الأيتام الذكور عن نساء الكفيل وبناته، وإذا كان الأيتام بنات فيجب على الكفيل أيضًا أن يفصلهم عن أبناءه الذكور حتى لا يقعوا في المحظور.
ينبغي على الكفيل تحسين وضع اليتيم وتربيته بشكل جيد، وتعليمه دينه وفقًا لكتاب الله تعالى، وتنشئته على الأخلاق الحميدة الفاضلة، وبعده عن رفقاء السوء.
يجب أن يكون اليتيم أقل من سن البلوغ، ويختلف ذلك حسب الدولة التي يقيم فيها، فقد يتم تحديده عند بلوغ الثامنة عشرة في بعض الدول وعند بلوغ الحادية والعشرين في بعض الدول الأخرى.
يتم إسقاط شرط سن البلوغ لليتيم لإجراء الكفالة في حال كان اليتيم غير مؤهل للعيش بمفرده، أو مصاب بأحد الأمراض العقلية، أو يعاني من احتياجات خاصة، حيث لن يتمكن من تلبية احتياجاته الحياتية الأساسية.
لا يجوز أن ينسب الطفل اليتيم إلى كافله، بل يجب أن ينسب إلى والده الحقيقي الذي ولد من صلبه، وإذا لم يكن معروفًا، فيجب أن ينسب إلى منطقته التي جاء منها، أو يمكن أن يكون له أخ في الإسلام.
إذا تطلبت الحاجة كتابة اسم الكفيل بدلاً من اسم اليتيم في سجلات الأحوال المدنية، يتم تسمية اليتيم باسم “عبد الله” أو “عبد الرحمن”، لأن جميع العباد عبيد الله، حتى والد اليتيم نفسه.
عندما تصل اليتيمة إلى سن البلوغ، يجب عليها الالتزام بالحجاب أمام كافلها، ما لم يكن من المحارم أو بنت زوجته.
إذا كان اليتيم ذكرًا ولم يكن من أقارب المرأة التي تقوم بتربيته، فيتوجب عليها الالتزام بالحجاب تجاهه.
يجب أن يكون الكفيل عادلاً في التعامل مع الطفل اليتيم وأن يعامله كأنه واحد من أفراد عائلته، وأن يتحمل جميع احتياجاته ويعامله بالعدل كما يفعل مع أبنائه.
يجب أن يتعامل الشخص بلطف ورفق مع اليتيم ويتحدث معه بلغة هادئة، ويظهر له العطف والحنان، دون تخويفه أو رفع صوته عليه، ويقوم بتقويمه بلطف إن ارتكب خطأ، دون إيذائه بشدة حتى لا يخاف.
الفرق بين التبني والكفالة
يتم التبني عندما يتولى الكفيل رعاية يتيم من الأيتام ويقوم بتسجيله باسمه ويعامله مثل أولاده البيولوجيين، وتصبح بنات المتبني إخوته، وهذا الفعل كان من أفعال الجاهلية القديمة.
– الكفالة هي أن يقوم الكفيل برعاية اليتيم في بيته أو رعايته خارج بيته دون ذكر اسمه، ولا يجوز له أن يمنعه من الحلال أو يحرم عليه الحرام، ويكون الكافل كالمنعم والمتفضل على اليتيم بعد الله تعالى.
حكم التبني
يُحرم التبني في الإسلام، وفقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:
إذا ادعى رجل أن شخصا هو أبوه وهو يعلم أن ذلك غير صحيح، فإنه يكفر بالله، وإذا ادعى رجل أنه من قوم دون أن يكون له نسب، فعليه أن يتوجه إلى موقع في النار، والكفر هنا يشير إلى فعل بعض الأعمال التي تعتبر منافية للإيمان وليس الخروج من الدين. ويتم حظر التبني لأن الله حرم بعض الأشياء، ومنها الزواج بين اليتيم وابنة الرجل المتبني له، وهذا يعود إلى حق الميراث الذي يحصل عليه المتبني والذي لا يحصل عليه في حال التبني.