اسلاميات

شرح منتهى الإرادات

يعرف كتاب منتهى الإرادات بأنه جمع بين كتاب المقنع لابن قدامة وكتاب التنقيح المشبع لعلاء الدين المرداوي، وقام بإضافة بعض الفوائد والزيادات عليهما. وقد ألف هذا الكتاب الفقيه ابن النجار الفتوحي في القرن الثامن عشر، وينتمي إلى المذهب الحنبلي الذي يعتمد على أقوال الإمام أحمد بن حنبل. يعتبر هذا الكتاب من الكتب المختصرة والمعتمدة في المذهب الحنبلي، ويعتبر تابعا للقضاء والفتوى والدراسة والتدريس .

نبذة عن منتهى الإرادات

يُعدّ هذا الكتاب من الكتب المختصرة والمعتمدة في الفقه الحنبلي ، وهو من تأليف الشيخ محمد بن أحمد الفتوحي ، والمعروف بابن النجار ، ولقد جمع فيه بين كتابي المُقنِع لابن قدامة 620ﻫ  و التنقيح المُشبِع للمَرداوي 885ﻫ ، مع ضم بعض الفوائد والزيادات مبيِّناً القولَ الصحيح والراجح والمعمول به في المذهب .

اعتمد المتأخرون من عصرمؤلف هذا الكتاب، حتى أصبح والد المؤلف يقرأه للطلاب ويثني عليه. ولقد كان هذا الكتاب مشهوراً جداً بحيث قد يُنسى ما قبله من متون المذهب المطوّلة، ولذلك بدأ الناس في شرحه وتحشيته واختصاره وجمعه مع غيره من الكتب .

تجتمع في هذا الكتاب جهود الأئمة ابن قدامة والمرداوي وابن النجار، في تحرير المذهب وتنقيح الأقوال فيه، وبيان القول الراجح الصحيح عند الحنابلة. جاء الكتاب كأحد أهم كتب الحنابلة المعتمدة في القضاء والفتوى والدراسة والتدريس، وحظي بالقبول من قبل العلماء وانتشر بينهم. كتبه الفتوحي في الشام بعد رحلته إليها، ثم عاد إلى مصر بعد أن حرر مسائله على الراجح من المذهب .

مقدمة منتهى الإرادات

يقول ابن النجار في مقدمته كتابه ، فالتنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع في الفقه على مذهب الإمام المبجل أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه، قد كان المذهب محتاجاً إلى مثله ، إلا أنه غير مستغن عن أصله، فاستخرت الله تعالى أن أجمع مسائلهما في واحد، مع ضم ما تيسر عقله من الفوائد الشوارد ، ولا أحذف منهما إلا المستغنى عنه والمرجوح وما بني عليه ، ولا أذكر قولاً غير ما قدم أو صحح في التنقيح إلا إذا كان عليه العمل أو أشهر أو قوي الخلاف ، فربما أشير إليه ، وسميته منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات .

نبذة عن المؤلف ابن النجار الفتوحي الحنبلي

هو الأبو للبقاء، محمد بن شهاب الدين، أحمد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي المصري الحنبلي المشهور بابن النجار. كان فقيها ثابتا في الأصول واللغة، ولد في مصر عام 898 هـ. تلقى المعرفة من والده، شيخ الإسلام وقاضي القضاة، ومن كبار علماء عصره. غمر نفسه في العلوم الشرعية ومتعلقاتها، وتميز في فنون الفقه والأصول. وصار رئيسا في مذهب الإمام أحمد بن حنبل، حتى وصفه ابن بدران بأنه كان فريدا في علم المذهب .

صفاته وأخلاقه

كان صالحًا تقيًا وعفيفًا وزاهدًا في الدنيا ومهتمًا بالآخرة وصالح الأعمال، ولا يشغل نفسه بشيء في غير طاعة الله، ومن هنا كانت حياته مخصصة للتعلم والتعليم والإفتاء والتصنيف، ويجلس في إيوان الحنابلة لفصل الخصومات .

يقال إنه لم يقبل ولاية القضاء إلا بعد أن أشار إليه بعض العلماء الكبار في عصره بوجوب قبولها وتعيينه عليها، وبعد أن سأله الناس والحوا عليه في قبولها. كان خلفا لوالده في الإفتاء والقضاء في الديار المصرية، وحج قبل بلوغه عندما كان بصحبة والده في الحج، ثم حج حجة الفريضة في عام 955 هـ وعاد مكبا على ما هو بصدده من الفتيا والتدريس لانفراده بهذا الأمر .

ظل مكبوا على العلم، ينهل من معينه، ويدرس ويصنف ويفتي، حتى أتاه المرض الأخير ووافته المنية في عصر يوم الجمعة الثامن عشر من صفر سنة 972 هـ، فصلى عليه ولده موفق الدين بالجامع الأزهر ودفنه بقرافة المجاورين، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته .

منتهى الإرادات

يقع منتهى الإرادات في ثلاث مجلدات ، ولقد أحسن فيه ابن النجار الفتوحي الحنبلي وأجاد ، وكان غالب استمداده فيه من كتاب الفروع لابن مفلح ، وقد طبع الكتاب طبعة علمية مدققة بتحقيق الشيخ عبد الغني محمد عبد الخالق ، ومن أبرز شروح المنتهى شرح العلامة منصور بن يونس البهوتي المتوفى سنة 1051 هـ وذلك في ثلاث مجلدات كبار وهو مطبوع مشهور متداول .

أهم من قام بشرح منتهى الإرادات

يُعد ابن النجار الفُتوحي واحدًا من أهم الشُرَّحة لمنتهى الإرادات، حيث وُصفِيه بالثناء من قِبَلِ ابن بدران، الذي وصف شرحه بأنه مفيد جدًا وموجود في ثلاثة مجلدات ضخمة، واستمد فيه الكثير من مادته من كتاب الفروع لابن مفلح .

شرح تلميذ الفتوحي تاج الدين البهوتي منتهى الإرادات، وشرحه أيضًا الشيخ منصور البهوتي في 1051 هـ، ومن بين الأشخاص الذين قاموا بشرح منتهى الإرادات الشيخ العوفي إبراهيم بن أبي بكر الذنابيفي 1094 هـ وهو تلميذ البهوتي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى