شرح ظاهرة الديجا فو ” وهم سبق الرؤية “

 ظاهرة الديجا فو(déjà vu): هو مصطلح فرنسي يعني “حدث بالفعل”، ويعبر عن الشعور بالألفة بشيء لم يحدث من قبل، والشعور بأنه حدث، كما في المثال:

هناك شخص سافر إلى إنجلترا للمرة الأولى، وأثناء تجوله في أحد الكنائس شعر فجأة أن الذي يفعله يبدو كما لو أنه زار هذا المكان من قبل، أو ربما ذهب لتناول العشاء مع مجموعة من الأصدقاء وناقش أحد المواضيع، فظاهرة الديجا فو توحي للشخص أنه ذهب إلى نفس المكان من قبل مع نفس الأصدقاء وتناول نفس العشاء وتحدث في نفس الموضوع.

شرح ظاهرة الديجا فو ” وهم سبق الرؤية “:
– تعتبر ظاهرة الديجا فو واحد من أحد الظواهر المعقدة، وهناك العديد من النظريات المختلفة حول سبب حدوث ظاهرة الديجا فو déjà vu، ويشير العالم السويسري آرثر فونخوسر أن هناك العديد من تجارب حول الديجا فو، ويؤكد  من أجل دراسة هذه الظاهرة بشكل أفضل، يجب ملاحظة الفروق الدقيقة بين التجارب في الأمثلة المذكورة أعلاه:

في حالة شخص يسافر لأول مرة إلى إنجلترا ويشعر بأن المكان مألوف، فهذا ما يسمى بـ “ديجا فيزيت”، حيث يشعر الشخص بأنه قد زار هذا المكان من قبل. وفي المثال الثاني، يعرف هذا الشعور باسم “ديجا فيكو”، حيث يشعر الشخص بأنه قد حدث هذا له من قبل.

يرتبط ظاهرة الديجا فو بشكل وثيق بالخيال والتكهنات، إذ يفسر العديد من المحللين النفسيين هذه الظاهرة على أنها نوع من عدم توافق الدماغ، مما يؤدي إلى خلط الدماغ بين الحاضر والماضي، على الرغم من أن علماء التشابك يرى أن هذه الظاهرة ترتبط بتجربة ماضية.

– تعتبر ظاهرة الديجا فو من الظواهر الشائعة بشكل ملحوظ، حيث يعاني اثنان من كل ثلاثة أشخاص سواء كانوا رجال أو نساء من هذه الظاهرة في مرحلة ما من حياتهم، كما أن هذه الظاهرة تحدث مرة واحدة على الأقل في السنة، وعلى الرغم من أنها ظاهرة تستدعي القلق وتعطي الشعور بعدم الراحة إلا أن تواترها يتناقص مع التقدم في العمر.

تم شرح ظاهرة الديجا فو `وهم سبق الرؤية`، وهي تحدث في حالة الأشخاص الذين يعانون من كثرة التفكير، أو بسبب صرع الفص الصدغي، وهناك عدة أسباب لحدوث هذه الظاهرة وتتضمن الانتباه والذاكرة والمعالجة المزدوجة والعصبية.

 الانتباه : إذا حدث تشتت في الانتباه بشكل مؤقت وتمت إعادة التركيز مرة أخرى، فقد يحدث هذا الظاهرة، على سبيل المثال: شخص كان على وشك إغلاق باب المنزل الخارجي، ولكن سحب انتباهه بسبب ضجة في الشارع قريبا، فعندما عاد ليغلق الباب، شعر بالإزعاج لأنه شعر أنه حدث من قبل.

 الذاكرة: تفترض الذاكرة الكثير من التفاصيل حول تجارب جديدة حتى تصبح عادية، ولكن لا يوجد مصدر لهذه التفاصيل، وقد يؤدي مشاهدة الكثير من الصور وتلقي المعلومات دون جمعها إلى تسجيلها في الذاكرة، وقد يؤدي ذلك لحدوث ظاهرة الذاكرة المعاد تجديدها.

 المعالجة المزدوجة: تؤدي إجراء عمليتين إدراكيتين في نفس الوقت إلى معالجة مزدوجة لهما، مما يؤدي إلى عدم تزامنهما لبضع لحظات، وبالتالي يشعر الشخص بأنه لا يستطيع استرجاع الحدث من الذاكرة بشكل متزامن، ويصبح الإدراك والذاكرة غير متزامنين.

العصبية: يحدث ظاهرة الديجا فو في الأشخاص الذين لا يعانون من الصرع نتيجة صغر حجم الفص الصدغي، أو بسبب تأخر في انتقال الخلايا العصبية بين العينين والأذنين أو بين الأعضاء الإدراكية الأخرى ومراكز المعالجة العليا في الدماغ.

تلقت التفسيرات المزدوجة المعالجة اهتمامًا كبيرًا، حيث إنها نظرية فلسفية أكثر من الآلية، وتبدو التفسيرات العصبية ذات الأساس العصبي أكثر منطقية، ولكن لم يتم التأكد من هذه التفسيرات حتى الآن.