كتاب زاد المستقنع هو كتاب ضخم يناقش المذهب والفقه الحنبلي ويحظى بأهمية كبيرة في مجال الفقه، ولذلك وجد العديد من الشروح لهذا الكتاب، وسنوضح هذا بالتفصيل في السطور التالية.
كتاب زاد المستقنع في اختصار المقنع
زاد المستقنع هو كتاب معروف باسمه الجامع لمعظم الفروع في الفقه الحنبلي، وهو من تأليف العلامة الشيخ شرف الدين أبي النجا موسى بن أحمد بن موسى بن سالم المقدسي الحجاوي ثم الصالحي الدمشقي الحنبلي، ويعتبر أحد الكتب الأساسية في المذهب الحنبلي، ويقتصر القول فيه على الراجح في مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وتم حذف المسائل الفقهية التي قد تكون صعبة ومختلف عليها، وزاد المؤلف بعض الفوائد التي يمكن أن تعتمد عليها والتي لم تذكر في الكتاب الأصلي المعروف باسم المقنع.
أقوال عن كتاب زاد المستقنع
يقول البعض عن كتاب زاد المستقنع وعن كتاب بلوغ المرام ( متن زاد وبلوغ كافيان في نبوغ)، ويقول الشيخ علي الهندي في كتابه الذي يعلق فيه على الزاد ( لم أر في مذهبنا أحسن تنسيقاً وترتيباً وأكثر فائدة مع الاختصار مثل زاد المستقنع في اختصار المقنع وبالجملة فقد قيل: من حفظ زاد المستقنع مع الفهم صار أهلاً للقضاء، وقد أورد فيه مسائل خالف فيها الراجح في المذهب المعمول به عند المتوسطين كصاحب الإنصاف ومن سبقه، في أكثر من سبعين موضعاً، وخالف فيها الراجح في المذهب المعمول به عند المتأخرين وهو ما أخرجه هو في الإقناع وابن النجار في المنتهى والمرداوي في التنقيح في اثنين وثلاثين مسألة أذكرها هنا للفائدة).
أهم شروح زاد المستقنع
يعد كتاب المختصر من الممتع شرحا لكتاب زاد المستنقع للعلامة بن عثيمين. إنه من الشروح الهامة لزاد المستقنع، ويجمع فيه المحاضرات والدروس التي ألقاها على الطلبة حول المذهب الحنبلي. إنه من الكتب التي تناقش المذهب الحنبلي والمتون الحنبلية في الفقه بطريقة ممتعة لا نظير لها من كتب المتأخرين، وذلك لأن العالم رحمه الله كان لديه ملكة تذليل العلم. وأصبح المختصر من الكتب المتاحة لطلبة العلم، برغم كبر حجمه وكثرة أجزائه (حيث يصل إلى 15 مجلدا)، ولذلك تم إختصاره ليسهل الاطلاع عليه، وحذفت الأدلة وأقوال الخلاف، وتم البقاء على بيان المذهب فقط.
وفي مقدمة كتابه، بن عثيمين يقول: إن الحمد لله حمدا لا ينفد، وهو أفضل ما ينبغي أن يحمد. وصلي الله وسلم على أفضل المصطفين، محمد، وعلى آله وأصحابه. وأما بعد، فهذا مختصر في الفقه من مقنع الإمام الموفق، أبي محمد، على قول واحد. وهو الراجح في مذهب أحمد. وربما حذفت منه بعض المسائل النادرة الوقوع، وزدت ما عليه مثله يعتمد. وتحدث عن عدد من الأمور وخصص لكل جزء بابا. ومنها باب المياه والآنية وباب الاستنجاء. وقال في باب الاستنجاء: يستحب عند دخول الخلاء قول بسم الله، أعوذ بالله من الخبث والخبائث، وعند الخروج منه غفرانك. الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني. ويجب تقديم القدم اليسرى عند الدخول والقدم اليمنى عند الخروج، على عكس المسجد.
وفي عام 1969، وصف طريقة الوضوء قائلا: “ينوي الوضوء، ثم يسميه، ويغسل كفيه ثلاث مرات، ثم يتمضمض ويستنشق، ويغسل وجهه من منبت شعر الرأس إلى ما انحدر من اللحيين والذقن، ومن الأذن إلى الأذن عرضا، ويغسل الشعر الخفيف والكثيف مع ما استرسل منه، ثم يديه مع المرفقين، ثم يمسح كل رأسه مع الأذنين مرة واحدة، ثم يغسل رجليه مع الكعبين، ويغسل الأقطع الباقية من المفروض الغسل، وإذا قطعت من المفصل فإنه يغسل رأس العضد منها، ثم يرفع بصره إلى السماء ويقول ما ورد، إلى أخره.
يتحدث الكتاب عن العديد من المسائل الفقهية من وجهة نظر المذهب الحنبلي، ويتألف الكتاب من خمسة عشر مجلدًا لينفع الطلاب والباحثين عن العلم.
هناك العديد من التفاسير لشرح منصور البهوتي في كتاب الروض المربع، ويوجد شرح لصالح الفوزان في 4 مجلدات ويعتبر من المحاضرات التي قدمها للطلاب كالعالم ابن عثيمين.
الحواشي التي كتبت على كتاب زاد المستقنع
العديد من العلماء كتبوا الحواشي على الكتاب ومنهم عبد الغني العتيلي، وعبد العزيز بن عبد الرحمن بن بشر، وفيصل بن عبد العزيز أل مبارك النجدي في كتاب (كلمات السداد)، ومحمد بن عبد الله بن حسين أبا الخيل في كتاب (الزوائد على الزاد) وهو عبارة عن مجلدين وهم (زوائد على متن الزاد، تعليقات على الزاد وزوائده).
في كتاب صالح البليهي المكون من 3 مجلدات، تم ذكر المؤلف في المقدمة وأشير إلى أنه لا يتبع المذهب الحنبلي في 37 مسألة. وأشار الشيخ بكر في المدخل إلى أنه قد قام بتحقيق هذا الكتاب بدقة وعناية، وبين فيه الدليل والتعليل وتصحيح المذهب في معظم مسائله، وذكر اختيارات الشيخين ابن تيمية وابن القيم. ويتضمن الكتاب أيضا أعمال بن محمد الهندي الحائلي والمكي المدرس في المسجد الحرام.