تحتوي اللغة العربية على العديد من الأساليب التي تستخدم لتسهيل وتأكيد المعنى، مما يضفي بعض الجمال على الكلام، ولذلك يجب أن ينتبه المستمع، ومن هذه الأساليب أسلوب الإغراء.
تعريف أسلوب الإغراء
الإغراء يهدف إلى حث المخاطب على القيام بأمر محمود، مثل حثه على الصلاة في وقتها لتحقيق الثواب.
أركان الإغراء
يتكون الإغراء من ثلاثة أركان وهم :
المغري (بكسر الراء وبعدها ياء) هو المتحدث أو المخاطَب.
يشير المغرى (بفتح الراء وبعدها ألف قصيرة) إلى الشخص الذي نخاطبه.
المغري به هو الشيء الذي نحث المخاطب على فعله وهو الأمر المحمود.
مثال
– أيها الطالب الإخلاص فإنه صفة حميدة : المُغري هو المتحدث، والمُغرى هو الطالب الذي يُوجه إليه النصيحة، وأما المُغرى به فهو الإخلاص أي الصفة المحمودة التي نحث بها الطالب على تطبيقها.
– التعاون على البر والتقوى : هنا المغري هو الشخص المتحدث، والمغري به هو الشخص الذي يستمع للنصيحة، والمغري به هو الخلق الذي يشجع على التعاون من أجل الخير والتقوى والعمل الصالح لكي يسعد الإنسان بثوابهما.
– التضحية في سبيل الله يا رجال : المغري هو الشخص الذي يوجه النصيحة، أما المغرى فهم الرجال الذين يستمعون إلى النصيحة، والمغرى به هو التضحية في سبيل الله لكسب رضا الله.
إعراب المغرى به
يتم التعبير عن المغري به (الأمر المحمود) عن طريق المفعول به المنصوب بفعل محذوف تقديره (الزم) أو أي فعل مناسب لمعنى تلك الجملة.
صور الإغراء
يأتي الإغراء على ثلاث صور قياسية وهي :
1- صورة الإفراد : في هذه الحالة، يأتي المغري به فرادى وغير مكرر، وفي هذا السياق يمكن حذف فعله جوازا، أي يجوز ذكر الفعل أو حذفه.
مثال: في العمل يجب أن يكون الإخلاص موجودا، ويعني هنا أن الإخلاص هو مفعول به منصوب على الإغراء، والفعل المحذوف هو الزام الإخلاص، وبمعنى آخر، يمكننا أن نقول: يجب الالتزام بالإخلاص في العمل.
2- صورة التكرار : هو أن نتذكر المغرى بشيء ما مرارا وتكرارا، وفي هذه الحالة يتم تأكيد اللفظ الثاني كتأكيد للأول، ويتم حذف الفعل بشكل مفروض لأن التكرار يحل محل الفعل المحذوف، حيث لا يمكن جمع العوض والمعوض عنه.
مثال: البر بالوالدين هو الإحسان إلى الوالدين: الإحسان الأول يعرب كمفعول به منصوب على الإغراء لفعل محذوف وجوبا، وتقديره الزم. الإحسان الثاني يعرب كتوكيد لفظي منصوب، بالوالدين جار ومجرور متعلق بالفعل المحذوف وجوبا. وفي هذه الصورة لا يمكن ذكر الفعل.
3- صورة العطف : يتم ذكر المغرى معطوفا عليه بمغرى آخر، وفي هذه الحالة يتم حذف الفعل بشكل ضروري، لأن المعطوف يؤدي دور الفعل المحذوف، وتنص القاعدة على أنه لا يمكن الجمع بين الشيء وما ينوب عنه ويغني عنه.
مثال: البر بالوالدين وطاعتهما: يقصد بالبر التعامل الحسن مع الوالدين وطاعتهما، وهو فعل محذوف وجوبه تقديره الزاما، وبالوالدين تعرب كمصدرين ومجرورين متعلقين بالفعل المحذوف وجوبا، والواو هي حرف عطف يستخدم للربط ولا يحتاج إلى تفسير نحوي، وكلمة “طاعتهما” تعتبر معطوفة على البر وتأتي منصوبة بمثابة البر.
ومن هذا المكان نصل إلى أن الاسم المغرى به يكون دائما منصوبا، ويتوقف حذف الفعل الناصب له على حالة أسلوب الإغراء، فإن كان الأسلوب على شكل الفرادة يتم حذف الفعل الذي ينصب الاسم جوازا، أما إن كان على شكل التكرار والتعاقب فيتم حذف الفعل وجوبا، وذلك لأن التكرار والتعاقب يحلان محل الفعل المحذوف ولا يمكن الجمع بين المراد والمراد عنه.