الام والطفل

سيكلوجية اللعب عند الأطفال

يعد اللعب مع حقوق الطفل من الأنشطة الهامة التي ينشأ بها الطفل فطريا، حيث يحب التعرف على الأشياء ويرغب حقا في معرفة طبيعة كل ما يحيط به، ويسعى إلى الاستكشاف باستمرار. لذلك، يمسك الأطفال الألعاب بأيديهم ويمسكون بالأشياء الصلبة ويمسكون بأيدي والديهم ويتفاعلون مع الألعاب التي يلعبون بها معهم. وهذه الأنشطة الهامة للأطفال تزيد من نموهم العقلي والجسدي، وتنصح بها جميع منظمات الأطفال العالمية بضرورة وعي الآباء والأمهات بمتابعة تطور أبنائهم منذ الولادة وتفاعلهم مع كل ما يحيط بهم، ومراقبة التطور الحاصل في عملية التنمية العقلية والحسية للطفل، والتي يمكن أن يشير أي تأخر فيها إلى الحاجة للحصول على المشورة الطبية من أهل الخبرة.

جدول المحتويات

أهمية اللعب لدى الطفل

اللعب هو نشاط هام يمارسه الأطفال بشكل طبيعي ويساهم في تشكيل سلوكهم وتفاعلهم مع أقرانهم وأفراد أسرهم. يتأثر تأثير اللعب على الأطفال بطريقة تفاعل الأهل وإدراكهم لأهمية اللعب كنشاط مهم يجب أن يكون لدى الأبوين والأمومة وعي تجاه تطوير حواس الطفل المختلفة والمهمة لنموه، بما في ذلك السمع والشم والأكل والبصر وغيرها .

وكيف يتفاعل الطفل مع الأصوات من حوله و كيف يتفاعل الطفل عندما يستمع إلى صوت أمه و أبيه و إذا سمع أي صوت كيف يتجه برأسه نحو الصوت و كيف يعرف اتجاهه؛ كل هذا من أمور التطور السمعي و البصري للطفل و التي إذا تخلف أحد هذه التطورات لفترة غير طبيعية فهو مؤشر سلبي يجب على الأباء الانتباه له و اللجوء إلى طبيب الأطفال المعالج لمعرفة مؤشر التطور لدى الطفل و ما يجب علينا فعله.

يعد لعب الأطفال مؤشرا هاما من مؤشرات مراحل الطفولة الفطرية، إذ يتعرف الطفل على أمه التي كان جنينا في بطنها، ويتعلم كيفية ممارسة الألعاب البسيطة والحركات الأساسية للمشي والحركة بينما يحاول اللمس والتذوق، وهو يتحرك بطريقة طبيعية بقدر ما يستطيع.

يجب على الأطفال معرفة مدى خطورة الأشياء المحيطة بهم،حتى وإن كان ذلك يشكل خطورة شديدة على حياتهم، مثل لمس الكهرباء أو النار، ويجب عليهم الحرص على الإبلاغ عن أي شيء يعتبرونه خطيرًا للغاية للحصول على المساعدة من الأهل.

و لذلك تعمل شركات و مصانع لعب الأطفال على تصنيع الألعاب التي تتناسب مع كل مرحلة عمرية من مراحل تطور الطفل للمساهمة في العمل على تطوره قدر الإمكان و لذلك على الأباء و الأمهات المقبلين على قدوم حادث سعيد أن يكون لديهم الوعي بأنواع الألعاب التي تتناسب مع الطفل الرضيع في هذه المرحلة الهامة للعمل على تطور وعي الطفل إجتماعياً و ذهنياً.

تفسير سيكلوجية اللعب لدى الأطفال

هناك الكثير من العلماء الذين أسهموا بشكل كبير في تطوير الوعي لدى الآباء والأمهات، كما عملوا على تدريس هذه النظريات للطلاب في الجامعات بما يساهم في التطور الحاصل في علم الطفل وسلوكياته.

نظرية الحركة الزائدة لدى الطفل

هذه النظرية تم وضع أسسها من قبل الفيلسوف الألماني هربرت سبنسر في أواخر القرن العشرين. وتتلخص هذه النظرية في أن اللعب لدى الأطفال، بالرغم من أهميته في تطوير الطفل عقليا وذهنيا، يلعب أيضا دورا في توظيف الطاقة الزائدة لدى العديد من الأطفال. وغالبا ما يعاني الآباء والأمهات من السلوك الزائد والحركة المفرطة للأطفال، والتي تؤثر بشكل كبير على الأشخاص المحيطين بهم وتسبب العديد من المشاكل للأبوين .

يحاولون دائما كبت هذا النشاط الهام ولا يدركون أهمية اللعب لتوظيف هذا النشاط الزائد بطريقة صحيحة لتطوير الطفل. وهذا النشاط الزائد ليس سلبيا بل هو علامة جيدة، إذ يشير إلى طاقة الطفل وسلامة استخدامه لحواسه بالشكل الصحيح. وهو أفضل بكثير من أن يكون الطفل قليل الحركة والكلام والتفاعل في كل شيء ومع الآخرين .

و من هنا تأتي المشكلة الحقيقية، و في هذه الحالة من النشاط المفرط في الحركة يعمد الأطباء بالعديد من التوصيات الهامة للأباء و الأمهات في هذه المرحلة الهامة و هي العمل على توظيف هذه الحركة المفرطة في ممارسة أنواع من الألعاب التي يميل لها الطفل بدنياً ومنها رياضة كرة القدم و السباحة و الألعاب الذهنية التى تعمل على تشغيل خلايا المخ للطفل و تساهم في تطور نسبة ذكائه و توصيات الأطباء أيضاً بعدم كبت الأطفال أو تعنيفهم على نشاطهم الزائد و حركتهم المفرطة و إذا لم يعرفوا كيف يتعاملوا مع الطفل في هذه الحالة عليهم باستشارة الأطباء المختصين في مشاكل الطفل السلوكية.

نظرية توجيه الطفل مستقبلياً

تعتمد نظرية كارل جروس الفرنسية في مضمونها على طريقة تفاعل أعضاء جسم الطفل الداخلية والتطور العقلي الحاصل مع عملية اللعب وأهمية الحركة، ومدى تأثير الحركة الزائدة على تطور الطفل جسديًا وعقليًا.

يقول العالم صاحب النظرية أن لعب الطفل يلعب دورا أساسيا في نموه الجسدي، مع تطور الهرمونات التي تؤثر في نمو العظام والأنسجة في الدماغ والأعضاء الداخلية وغيرها من الجوانب الهامة في هذه المرحلة. ويستند إلى ذلك من خلال مشاهدتنا لسلوكيات المخلوقات الأخرى، مثل الطيور الصغيرة في محاولاتها البسيطة للطيران، والقرود الصغيرة وطريقة تفاعلها ودفاعها عن نفسها حين الضرورة، وكيفية التنزه والحركة واللعب والتنقل من شجرة إلى أخرى بطرق بسيطة وآمنة ليتعلم الحركة بنفسه عند السقوط.

وبعد ذلك نجد الطفل أو الطفلة وخصوصا الطفلة وهي بفطرتها الطبيعية وهي تحاول أن تتعامل مع الألعاب الأخرى وألعاب العروس وكأنهم أبناء لها فتعمل على تمشيط شعرهم واللعب معهم وإطعامهم كأنهم أطفال صغار يحتاجون الرعاية والإهتمام وقال الفيلسوف في هذه النظرية أن لهذه الألعاب دورا هاما في تطوير الأطفال ويجب على الأهل التعامل معها بالشكل الصحيح.

في النهاية، هناك العديد من النظريات التي تركز على الدور الحيوي لحركة الطفل وتفاعله مع الأشياء المحيطة به، وأن الأهل يجب أن يكونوا على دراية بتطورات الحركة والنمو النفسي والسمعي والبصري للطفل في مراحل النمو الأولى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى