سيرة الصحابي سليط بن قيس
هو سليط بن قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن النجار، الصحابي الجليل الذي ينتمي إلى رجال الأنصار. وأمه هي الصحابية الجليلة زغيبة بنت زرارة بن سعد بن عبيد الله بن ثعلبة النجارية، وتلقب بأم باسم. وخاله هو الصحابي الجليل أسعد بن زرارة رضي الله عنه. ولد في بيثرب، وكان سليط بن قيس من رواة الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وتوفي رضي الله عنه في العام 13 هـ.
نبذة عن الصحابي سليط بن قيس
كان يعرف رضي الله عنه بشجاعته الشديدة وإقدامه المتناهي في المعارك، كما أنه كان صاحب رأي واستشارة في المعارك، بما لديه من حكمة وعقل فطن، وقد شهد الصحابي الجليل جميع الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها غزوة بدر والتي وقعت في العام الثاني من الهجرة النبوية الشريفة، وغزوة الخندق التي وقعت في العام الخامس من الهجرة النبوية الشريفة، وغزوة أحد التي وقعت عام ثلاثة من الهجرة النبوية، والعديد من المشاهد.
في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، شارك سليط في حروب الردة، ومنها موقعة اليمامة التي وقعت في العام الحادي عشر للهجرة النبوية الشريفة، والتي كان يحارب فيها مسيلمة الكذاب وأتباعه، حيث بعثه أبو بكر ليكون رداء أو حاميا لمؤخرة الجيش الذي كان يقوده خالد بن الوليد رضي الله عنه. وفي عهد عمر بن الخطاب، شارك الصحابي الجليل في فتح المدائن، وكان ذلك تطوعا منه، ومن أهم تلك الفتوحات فتح العراق، حيث دعاه عمر بن الخطاب، وأبا عبيد الثقفي، وسعد بن أبي وقاص ليقود واحدا منهم الجيش، ولكن سليط وسعد بن أبي وقاص تأخروا عن أبي عبيد الثقفي، فأخذ أبو عبيد القيادة قبلهما.
رأي سليط بن قيس في معركة الجسر
يظهر الحكمة الواضحة للصحابي سليط بن قيس في موقعة الجسر، التي وقعت في العام الثالث عشر من الهجرة النبوية الشريفة. حيث أراد أبا عبيد الثقفي عبور الجسر بجيش المسلمين لمواجهة العدو بعد أن أقسم بقطع نهر الفرات الواقع بينهم وبين جيش العدو. وذلك بعد أن أرسل جيش العجم رسولا يدعى رستم وقال لهم إما أن تعبروا إلينا أو نحن سنعبر إليكم. ولكن بسبب شجاعة أبا عبيد الثقفي، أراد عبوره لمواجهتهم، ولكن سليط بن قيس قلق على المسلمين وقال لأبا عبيد: أتوسل إليك بالله ألا تفعل ذلك، فالعرب تحارب كرا وفرا، أي أن الجسر ضيق وغير مناسب للقتال، خاصة مع وجود جيشين كبيرين. ولكن اعتقد أبا عبيد أن سليط خاف من مواجهته للعدو واتهمه بالجبن.
لكنه أجاب قائلا إنه لم يخف ولم يصبه الجبن، وإنما كان ذلك رأيا ورؤيا واضحة لما قد يحدث لجيش المسلمين. وأضاف أنه إن أراد أن يتبع رأيه أو لا، فسيترك لهم تنفيذ ما يرونه مناسبا. وبالطبع، قام الصحابي أبو عبيد الثقفي بتنفيذ ما كان يعتزمه وعبر الجسر بالجيش الذي كان يضم تسعة آلاف مقاتل. وكانت النتيجة أن جيش المسلمين خسر أربعة آلاف مقاتل في تلك المعركة. تحققت المخاوف التي أعرب عنها، وثبت أنه قاتل حتى آخر نقطة في دمه أمام جيش العجم الذي كانت قوته الهائلة تخيف فرسان جيش المسلمين، واستشهد داخل المعركة.
وكذلك استشهد القائد أبا عبيد الثقفي، رضي الله عنهما، وكانت تلك هي المرة الأولى التي ينتصر فيها جيش العجم على المسلمين، ورغم الخسارة الفادحة التي أصابت المسلمين في تلك الواقعة، إلا أنها تدل على شجاعة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين لم يفكروا يومً سوى في رفع راية الإسلام مهما كلفهم الأمر.
وفاته رضي الله عنه
استشهد الصحابي سليط بن قيس في معركة الجسر عام 13 هـ، وكان آخر من قتل فيها، واستشهد إلى جانب الصحابي الجليل أبي عبيدة الثقفي رضي الله عنه.