اسلامياتشخصيات اسلامية

سيرة الصحابي الجليل مرثد بن ابي مرثد الغنوي

الصحابي مرثد بن أبي مرثد
هو مرثد بن أبي مرثد بن الحصين الغنوي ، يرجع نسبه إلى قبيلة بني غنى بن يعصر بن سعد بن قيس عيلان، ولد في مكة المكرمة، ودخل الإسلام في سن صغير، وهاجر مع أبيه وسائر المسلمين إلى المدينة المنورة، وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين أوس بن الصامت، وكان من أمراء السرايا وهو من الصحابة الكرام.

مهمة مرثد بن أبي مرثد في مكة
– كان مرثد رضي الله عنه ذو بنية قوية، يتميز بالقوة والسرعة والقدرة على التحمل ، لذلك اختاره الرسول عليه الصلاة والسلام وكلفه بالذهاب إلى مكة وتحرير أسرى المسلمين هناك.

وبالفعل كان يسافر مرثد من المدينة المنورة إلى مكة ليلا، ويبحث عن البيوت التي يوجد فيها أسرى المسلمين، ويقتحمها ليلا في سرية، ويحمل الأسير على ظهره حتى يبتعد عن البيت بعض الشيء ويفك عنه قيوده ويهربه إلى المدينة.

قصة مرثد بن أبي مرثد وعناق
كان الصحابي مرثد بن أبي مرثد يحب فتاة باغية تُدعى عناق قبل إسلامه، وكان متعلقًا بها حتى أسلم وتركها، ثم هاجر مع بقية المسلمين إلى المدينة ونسيها.

– وبينما كان يهرب الأسرى من مكة ليلاً، رأته عناق من بعيد ونادته باسمه فأجابها أنه هو مرثد، فتهللت اسرارها  وأخبرته مدى اشتياقها اليه  ودعته للإقامة في بيتها هذه الليلة، ولكنه قال لها ( يا عناق لقد حرم الله الزنى)، فهددته إن لم يأتي معها فسوف تصرخ تخبر قريش بتسلله ليلا لتحرير الأسرى، لكنه أعاد كلماته عليها مرة اخرى ، فصرخت ( يا أهل مكة يا أهل مكة هذا الذي يهرب أسراكم ) فسارع مرثد في الهروب.

أخذ المشاركون أسلحتهم وذهبوا يبحثون عن مرثد الذي دخل إلى كهفٍ ودخلوا خلفه، ولكن لم يروهم الله تعالى فنجا مرثد منهم، ولكنه لم يعد إلى المدينة، بل عاد إلى الأسير الذي حرره وعاد به إلى المدينة.

– عندما وصل سيدنا مرثد إلي المدينة  ذهب الي الرسول صلى الله عليه وسلم وقال (يا رسول الله إن عناق امرأة  مشركه، هل يحل لي ان أتزوجها) لم يجب عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنزل الله تعالى في سورة النور(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ).

بعد نزول الآية الكريمة، نصح الرسول صلى الله عليه وسلم مرثد بعدم الزواج من الزانية، على الرغم من حبه لها، وأدرك أن الحب الحقيقي ليس مجرد حب للأشخاص، بل يجب أن يكون الحب الأعلى والأبقى هو حب الله ورسوله.

الغزوات التي اشترك فيها مرثد
شارك مرثد بن أبي مرثد في غزوة بدر في العام الثاني من الهجرة، كما شارك في غزوة أحد، وكان حليفًا لحمزة بن أبي طالب هو وأبوه في غزوة أحد عند استشهاده.

استشهاد مرثد بن أبي مرثد
– استشهد مرثد بن أبي مرثد في صفر عام 4هـ، عندما أرسله الرسول صلى الله عليه وسلم مع عشرة من الصحابة الكرام ، وجعله قائدًا لهذه السرية  ليتجسسوا على أخبار قريش، فاعترضتهم  بعض من قبائل (هذيل وعضل والقارة)، واستشهد في يوم عرف بـ (يوم الرجيع)، وبعد مقتله رثاه  حسان بن ثابت بقوله:

صلى الإله على الذين تتابعوا                يوم الرجيع، فأكرموا وأثيبوا
رأس السرية مرثد وأميرهم                  وابن البكير أمامهم وخبيب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى