سورة ” الطلاق ” سورة التفاؤل والتثبيت رسالة لكل حزين ومهموم
على الرغم من أن اسم السورة `الطلاق` يوحي بأنها سورة تشريعية تهدف لتحديد المبادئ العامة للحياة الزوجية في حالة الطلاق والآداب التي يجب على الزوجين اتباعها في حالة وجود خلاف بينهما وأيضا تشريع الطلاق في حالة انهيار العلاقة الزوجية، إلا أن علماء التفسير واللغة يشيرون إلى جانب آخر في هذه السورة قد يكون خفيا أو غير واضح للكثير من الناس العاديين، وهو أن هذه السورة تحمل العديد من الآيات التي تحمل رسائل التفاؤل والتشجيع للثبات، ولذلك سميت بسورة التفاؤل والثبات
رسائل ربانية تدعو للتفاؤل
لا تعلم عسى أن يحدث الله بعده أمرا
في هذا الموضع، يخبرنا الله عز وجل أنه مهما كانت الصعاب التي تواجهك وتتعرض لها، فلا ينبغي لك الاستسلام أو الحزن، لأنك لا تعلم ما الذي يحمله لك الغد، وربما يكون هناك تغيير في هذا الوضع المؤلم الذي تمر به، لذا يجب عليك الصبر والاحتساب.
من يتق الله يجد له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
فقط ثبت تقوى الله في كل ما تفعل أو تقول، وانتظر الفرج بعد الضيق. فالله وحده هو الذي يرزقك من حيث لا تحتسب. وهذا بشرى لكل مسلم ومسلمة يدعوهم للتفاؤل، فالله الكريم يرزق من حيث لا تحتسب.
ومن يتوكل على الله فهو محفوظ، إن الله يبلغ أمره
التوكل على الله يعني الاعتراف والاستسلام لقدرة الله عز وجل على التصرف في كل شيء بما ينفعك ولا يضرك، فالخالق سبحانه وتعالى هو الذي يدير الكون ويعلم ما يخفيه النفوس والصدور، ويعلم ما هو صالح لك. لذلك، عليك أن تتوكل على الله وتثق به، كما قال تعالى: “قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا.
ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا
هذه دعوة مفتوحة لأصحاب الذنوب والمعاصي، حتى لو وصلت إلى السماء، فباب التوبة مفتوح دائما، لذا اتق الله وابتعد عن خطوات الشيطان، فإن رب العزة يكفر عنك جميع سيئاتك، وليس هذا فقط، بل سيعظم أجرك ويمنحك الأجر الوفير العظيم على توبتك.
لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها
في حقيقة الأمر، يقوم الله تعالى بحساب العبد على أفعاله ويفرض عليه ما يستطيع تحمله، وكما يقول الإمام الطبري، لا يلزم الله أحدا بتكاليف الإنفاق على الأقرباء والأرحام إلا بما أعطاه، إذا كان لديه القدرة فلينفق، وإذا كانت إمكانياته محدودة فلينفق مما رزقه الله وفقا لقدرته، ولا يلزم الفقير بتكاليف الغني، ولا يفرض على أحد من خلقه شيء إلا ما فرضه عليه
6- سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا
تحمل السورة إحدى البشارات التي تقول إن الله يجعل بعد العسر والضيق اليسر والفرج، فهو الرحمن الرحيم بعباده اللطيف بهم والخبير بحالهم، وقد كتب على نفسه الرحمة، لذا لا تحزن ولا تيأس وضع ثقتك في رب الأرباب عالية، فليس هناك عسر إلا وسيأتي بعده يسر
رسالة إلى كل حزين ومكروب
جعل الله لنا وسيلة لتجاوز جميع الهموم والصعاب، وهي الصلاة والاستغفار. فكل عبد يتوضأ ويصلي لله ويدعوه بإخلاص، فإن السماء تنفتح له وتنزل عليه الخيرات وتحل جميع مشاكله. وكذلك الاستغفار والذكر يزيلان الهموم والحزن من القلب. قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من استغفر الله كثيرا، جعل الله له مخرجا من كل ضيق وفرجا من كل هم، ورزقه من حيث لا يحتسب`. لذا، يا أخي المسلم، لا تحزن ولا تيأس، ولا تجعل الدنيا همك الأساسي، واعلم أن الله، رب الكون ورب البرية، هو الذي يهتم بأمورك.