صفة التفاؤل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أُرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط بيئة متسمة بالتشاؤم والطيرة، والتي كانت تنتشر في أغلب الأمور، وكان ذلك النبي الكريم نقطة النور في هذا الظلام .
التفاؤل في حياة
– يعتبر التفاؤل هو إحدى السمات الإيجابية التي تعرف في الأنفس السوية ، هذه الصفة التي تترك آثارها في تصرفات الإنسان و صفاته ، و تمنحه صحة النفس و هدوئها ، و هناك ثمة علاقة بين التشاؤم و المشاكل النفسية و قلة الاستقرار ، فمن المعروف أن الأشخاص الأسوياء نفسيا ينظرون للمواقف باعتدال ، و يبحثون عن الفرص التي تمكنهم من اجتياز المواقف الصعبة .
نركز على الاستفادة من مثال نبينا الكريم كضوء في وسط ظلام حالك، إذ نهى عن الطمع والتفاخر، وعرف بقدرته الفائقة على التفكير في أصعب الظروف والبحث عن الحلول الجيدة، بالإضافة إلى العديد من المواقف التي ظهر فيها كشخص متفائل .
التفاؤل بالكلمة الطيبة
ذكر عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يتوقع الخير و يتمناه ، و أنه كان يتفائل عند سماع كلمة طيبة ، فقد روي عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “َ لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ” ، هذا فضلا عن أن أبا هريرة قد حدثنا عن مواقف تروي عن تفاؤل رسول الله ، فكان منها ” أَخَذْنَا فَالَكَ مِنْ فِيكَ ” ، و الفأل يعني توقع الشخص لما يسره و يبعده عن القلق و يقوده للاطمئنان .
الفأل بالرؤية الحسنة
كان النبي صلى الله عليه وسلم يشعر بالتفاؤل عندما يروي رؤية جميلة مثل تلك التي نراها في الأحلام. وقد قال الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت في ليلة ما، كما يراها النائم، أنني في بيت عقبة بن رافع، وقد أتينا بتمرة من تمر بن طاب. فأعطينا الرفعة في الدنيا والخير في الآخرة، وأن ديننا قد أصبح طيبا.” ويذكر أيضا أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يقول إن الرؤيا إما تكون بشارة أو تحذير من الشيطان .
التفاؤل بالأسم الحسن
كان صلى الله عليه وسلم يحثنا عن البحث عن التفاؤل في تسمية أبنائنا ، و تجنب الأسماء التي لها دلالات غير مناسبة ، فعلى سبيل المثال قام بتغيير اسم امرأة من عاصية إلى جميلة ، و قد ذكرت العديد من المواقف في السنة النبوية تحمل أشياء تشبه هذا الأمر ، فكان منها قوله صلى الله عليه وسلم عندما جاء له أحد الرجال فسأله عن اسمه ، فرد الرجل قائلا حزن و معنى هذه الكلمة صعب ، فاسماه صلى الله عليه وسلم سهل ، و في حديث آخر جاءه رجل اسمه أصرم ، فقال له بل أنت زرعة ، و كذلك ذلك الرجل الذي كان اسمه غراب فاسماه مسلم ، و غيرهم العديد من الأشخاص .
التفاؤل في المواقف الصعبة
عندما نجد التفاؤل عند شخص ناجح فهو أمر طبيعي ، و لكن عندما نجده في أعين شخص في مصيبة فقد يكون الأمر غريب ، و هذا ما كان يميز رسولنا الكريم ، فقد كان يرى الخير في قلب السوء ، و ظهر هذا في عدة مواقف ، منها موقفه مع أبي بكر الصديق في الغار ، حينما قال له لاتحزن إن الله معنا ، و كذلك موقفه عند رجوعه من رحلة الطائف ، عندما سئل عما حدث له فكان رده أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا ، هذا فضلا عن عدد كبير من المواقف الأخرى .