سمات شبهات المخالفين في توحيد القصد والطلب
أقسام التوحيد
التقسيم المعروف عند أهل العلم للتوحيد هو تقسيمه إلى ثلاثة أقسام، وهي توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، أو تقسيمه إلى قسمين، وهما توحيد المعرفة والإثبات وتوحيد القصد والطلب. هذا التقسيم صحيح في كلا النوعين، ولا يوجد خلاف بين هذه الأنواع لأن النظر إلى التوحيد يتعلق بجانبه المتعلق بالله، فإذا نظرنا إلى التوحيد من جانب تعلقه بالله، فإننا نقسمه إلى ثلاثة أقسام وهي الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، بينما إذا نظرنا إليه من جانب تعلقه بالعبد، فإننا ننظر إلى قسمين وهما توحيد المعرفة والإثبات وتوحيد القصد والطلب.
هل هناك علاقة بين تلك التقسيمات؟
نعم، لأن توحيد المعرفة والإثبات يعني توحيد الربوبية والأسماء والصفات، ويعني توحيد القصد والطلب توحيد الألوهية.
- هذا التقسيم واستخدامه للألفاظ لم يذكر في الكتاب والسنة، ولكن معناه صحيح لأن المصطلحات تستخدم ألفاظا محددة وترتيبا معينا لأقسام محددة لمفاهيم معينة، فإذا كانت المفاهيم المدرجة في هذه المصطلحات صحيحة، فإن المصطلح صحيح، وإذا كانت هذه المفاهيم غير صحيحة، فإن المصطلح باطل. فلا تكون جميع المصطلحات صحيحة ولا تكون جميعها باطلة، وذلك وفقا للمفاهيم التي تدخل في تعريفها.
- التوحيد هو مفهوم لا يمكن فصله إلى أجزاء، فهو يتضمن العديد من المفاهيم التي يستفيد منها المسلم، حيث يعرف ما يجب عليه فعله وما يحققه عند اتباع مفهوم التوحيد. كما يعرف مراتب التوحيد وأهميتها، ويتعرف على أخطاء الناس في فهم مفهوم التوحيد بسبب عدم معرفتهم بمعناه وحدوده وأمور مشابهة لذلك.
معنى توحيد القصد والطلب
التوحيد هو تأكيد التفكير في أن الله سبحانه وتعالى هو الواحد الأحد الذي لا يشاركه أحد في وجوده أو في صفاته. وهذا يعني أن الوحدة ليست بمجرد جعل الله واحدا، ولكنها تعني الاعتراف بالوجود الذاتي لله بلا شريك.
يعرف التوحيد في اللغة العربية باسم التوحيد، ويشير إلى تفرد الله وعظمته في الإسلام، فالله هو سيد الكون الوحيد وخالقه، ويعني التوحيد بالضبط عدم وجود كائن آخر أو إله يستحق العبادة سوى الله.
توحيد القصد والطلب التوحيد العملي أي توحيد الألوهوية وتوحيد الألوهوية توحيد العبادة وأنه مطلوب من العباد أن يتوجهوا إلى الله بعبادتهم وأن يقصدوا بها وجه الله تبارك وتعالى “مخلصين له الدين” والمعرفة والإثبات وتمثله سورة الكافرون قال تعالى “قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ” كلها أشياء عملية “لا أعبد لا تعبدون”.
يطلق على التوحيد هذا الاسم لأن العبد يتوجه بقلبه ولسانه وجوارحه إلى الله سبحانه وتعالى، ويقصد بذلك وجه الله ويطلب رضاه. وهناك عدة مسميات لهذا النوع من التوحيد، مثل التوحيد القصدي الطلبي، والتوحيد في العمل، والتوحيد الفعلي، والتوحيد الإرادي الطلبي، وتوحيد الجوارح وعمل القلب، وغيرها من التعبيرات، ورغم اختلاف التسميات، إلا أنها متفقة على المعنى.
من سمات شبه المخالفين في توحيد القصد والطلب
إن الرد على المخالفين في جميع وسائل الاعتقاد مطلوب وخاصة في هذه القضية، لأنها تتعلق بأصل الدين وأول دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم. وتجد أن سنة الجماعة عندما يردون على المخالفين في توحيد القصد والطلب، يوضحون أسباب التراجع وكذلك الشبه التي يلقيها المخالفون، وكذلك ما يؤدي إلى ارتفاع هذه الشبه، مما يجعلها غير مستقرة على أساس.
نفي صفة التركيب “الله واحد في ذاته لا قسيم له”:
- هل المراد بقولهم أن الله عز وجلَّ ذات واحدة لا تشيه أي ذات أخرى ولكنهم ليس ذلك مقصدهم أنهم يريدون نفي صفة التركيب والزعم لديهم في إثبات الصفات الخبرية وذلك يقتضي التركيب فإثبات أن الله لديه عينين ووجه ويد من الصفات الخبرية وذلك نفي للتوحيد لأن التوحيد أن الله لا قسيم له أنهم يريدون أن يحطموا عقيدة أخبرنا أن الله سبحانه وتعالى بها.
- يثبتون صحة ذلك من خلال قوله تعالى في سورة الرحمن `وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ`، وكذلك في سورة طه `وَلِتَصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي`، وفي سورة القمر `تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا`، وأن الله عز وجل له يدان كما جاء في سورة المائدة `بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ`، ويريدون بذلك نفي الأسماء والصفات الإلهية.
إنكار الصفات “واحد في صفاته لا شبيه له”:
يريد المخالفون إنكار الصفات التي أثبتها الله عز وجل لنفسه، وفي ذلك الوقت يتعين تفسير هذه الصفات بمصطلحات مجازية
- إذا أكد الله سبحانه وتعالى أن لديه وجه، فإن المخلوقات لديها وجه أيضًا.
- إذا أعلن الله سبحانه وتعالى أن لديه يدين، فيتوجب تفسير اليدين بأنها تعبر عن القدرة والنعمة التي يتمتع بها عباد الله.
- إذا قال الله سبحانه وتعالى إن له تأويل للرؤى فهذا دليل على علمه.
الأفعال “واحد في أفعاله لا شريك له”:
- – يرون أن الله يمتلك القدرة على الاختراع وإلغاء قدرة العبد على الفعل، وأن العبد ليس له أي قوة أو قدرة، ومن المقصود بهذا توحيد الربوبية وإثبات قضية لا يمكن نفيها.
منزلة التوحيد واهميته
تظهر أهمية التوحيد في دين الله سبحانه وتعالى في العديد من الأمور، منها أنها أول واجب على العبد أن يوحد الله سبحانه وتعالى في عبادته، وذلك بناء على قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)، وكان النبي يأمر رسله بدعوة الكفار أولا إلى التوحيد، ومن أهمية التوحيد أيضا حكمة خلق الإنسان والجن للعبادة وحدها، كما قال الله عز وجل في سورة الذريات (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
- الحكمة في خلق الإنسان وإنشائه هي إظهار مكانة التوحيد، كما قال تعالى في سورة النحل: “لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت” وفي سورة الأنبياء: “وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون”. وهذا يدل على أن التوحيد هو الأمر الأول الذي وصى الله به في الوصايا العشر في نهاية سورة الأنعام، والنهي عن الشرك والأمر بالتوحيد في قوله: “وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون.
- ومن دلائل مكانة التوحيد وأهميته أنه يأتي في المرتبة الأولى من بين الحقوق العشرة التي ذكرها الله تعالى في سورة النساء (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا)، ولا يعني أن كل من يدعي العبادة لله تعالى أنه قد تخلص من الشرك، فقد يعبد الله تعالى ويعبد معه غيره وهو بذلك مشرك.
- ومما يدل على أهمية التوحيد ومنزلته أنه أول وصايا الأنبياء وآخرها لأبنائهم واعبدوا الله ما لكم من آله غيره وقال الله تعالى في توصية”(7191)” “إبراهيم وبنيه ويعقوب في سورة البقرة { يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون }.
أقسام التوحيد عند أهل السنة والجماعة
ملامح أهل السنة والجماعة:
- يفصلون بين الأشياء المتشابهة ولا يجمعون بينها، وفيما يتعلق بتوحيد القصد والطلب، لا يجمعون بين توحيد الربوبية والألوهية أو العكس، بل يعتبرون توحيد الربوبية دليلاً على توحيد الألوهية.
- نشأ النزاع والخلاف حول توحيدالألوهية، وتكرر ذكر توحيد الربوبية كدليل على توحيد الألوهية في القرآن بكثرة.
- يسعون لحماية التوحيد ويحافظون على جناب التوحيد الأصلي ويحمون التوحيد وسائله.
- التوسل لأولياء الله الصالحين يعني جعل الإنسان في دعائه يظن أنهم هم السبب في إجابة الدعاء، وهذا ليس شركًا وإنما هو توسل بدعاء واعتقاد.
- يسهل عرض وبيان التوحيد وحث الناس عليه وتشجيعهم عليه، وذلك من خلال التركيز على أساسياته وتوجيهات القرآن والرسول، دون تعقيد.