سبب نزول الآية ” وأنذر عشيرتك الأقربين “
{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:تناولت الكثير من الأحاديث النبوية سبب نزول هذه الآية وما حدث بعد نزولها، وذلك من خلال أكثر من راوٍ للقصة والحديث، وسوف نذكر معظم هذه الأحاديث.
سبب نزول الآية:
وردت الكثير من الأحاديث في سبب نزول هذه الآية الكريمة وهي:
1. عن ابن عباس رضي الله عنه قال: عندما أنزل الله عز وجل قوله “وأنذر عشيرتك الأقربين”، اقترب النبي صلى الله عليه وسلم من الصفا وصعد عليها. ثم نادى قائلا: “يا صباحا” ليجتمع الناس إليه. وكان هناك رجل يتوجه إليه وآخر يبعث رسالته. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي، أتظنون لو أخبرتكم أن هناك خيلا بسفح هذا الجبل، تتجه نحوكم، هل تصدقونني؟”. فأجابوا قائلين: “نعم”. فقال: “فإني نذير لكم بوقوع عذاب شديد”. فقال أبو لهب: “تبا لك طوال اليوم، أليس هذا ما دعوتنا إليه؟”. وأنزل الله قوله: “تبت يدا أبي لهب وتب” [المسد: 1] [رواه البخاري].
2. عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: عندما نزلت الآية التي تقول: (وأنذر عشيرتك الأقربين)، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: `يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئا، فاسألوني ما شئتم من مالي`، وهذا حديث صحيح رواه مسلم.
3. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: عندما نزلت آية: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش وخص بعضهم، وقال: “يا معشر قريش، انقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني كعب، انقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني عبد مناف، انقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني هاشم، انقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني عبد المطلب، انقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة بنت محمد، انقذي نفسك من النار، فإني والله، لا أملك لكم من الله شيئا إلا أن أبلغكم رسالة منها.
4. عن قبيصة بن مُخارق وزهير بن عمرو قال: – عندما نزلت هذه الآية: “وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ”، صعد النبي صلى الله عليه وسلم رضمة من جبل ووقف على حجر عليها، ثم بدأ ينادي: “يا عبد مناف، أنا نذير. مثلي ومثلكم كرجل رأى العدو، فذهب يربأ أهله خشية أن يسبقوه، ثم بدأ ينادي ويهتف يا صباحاً.
5. عن علي رضي الله عنه قال: عندما نزلت هذه الآية: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، دعا النبي صلى الله عليه وسلم أفراد أسرته واجتمعوا ثلاثين شخصا، وتناولوا الطعام والشراب، ثم قال لهم: “من يتعهد بأن يحمي ديني ويحافظ على مواعيدي، ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي بين أهلي؟” فقال رجل: “يا رسول الله، أنت بحر، فمن يستطيع ذلك؟” فقال الآخر: “وأنا معه.” ثم عرض الأمر على أفراد أسرته، فقال علي: “أنا أتعهد بذلك.
المستفاد من الآية:
جاءت الآية كتحذير عام للأمة الإسلامية وعلى وجه الخصوص لعشيرة الرسول، صلى الله عليه وسلم.
لا يوجد مفرٌ من العذاب إلا بعمل الصالحات ، وليس قرابة النبي لأهله ستنفع في ساعة الحساب.
يأتي التحذير من الآخرة لتجهيز الأدوات اللازمة لهذا اللقاء العظيم.