سبب تسمية حرة الوبرة بهذا الاسم
المدينة المنورة واحدة من أطهر البقاع على هذه الأرض، تلك المنطقة التي هاجر إليها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وعاش فيها فترة من الزمن.
حرة الوبرة
الحرة الوبرة – المعروفة الآن باسم الحرة الغربية – هي المنطقة الغربية من المدينة المنورة وهي الأقل وعورة مقارنة بحرة واقم، ولكنها تتميز بالتضاريس المتنوعة من التلال والهضاب والمنخفضات والمرتفعات. وتحتوي على مناطق منبسطة كثيرة تصلح للعمران، ويوجد بها قيعان تجمع مياه المطر. وتتقاطع الحرتان الشرقية والغربية في الجنوب من المدينة، ثم تنفتح في اتجاه شمال المدينة حتى تنقسم الحرة الشرقية بالقرب من سيد الشهداء، وتقع الحرة الغربية بالقرب من مسجد القبلتين.
حرة الوبرة تمتد من الشمال عند مسجد القبلتين إلى الجنوب بمحاذاة مسجد قباء، وتعتبر حاجزا طبيعيا لحماية المدينة من الجهة الغربية وجزء من الجهة الجنوبية، وهي واحدة من حرات المدينة المنورة، وتغطي المساحات المنبسطة منها بشكل مكثف بمزارع النخيل، وتحتوي على عدد قليل من المنافذ منها منفذ ثنية الوداع الذي يخرج منه المسافرون إلى مدينة مكة المكرمة، وتقع منازل بني سلمة في طرف الحرة من جهتها الشمالية الشرقية، ومن الطرف الغربي يقع بئرة وقصر عروة وعدد من قصور العقيق، وتوجد بركة كبيرة بالقرب من بئر عروة تعرف باسم وبيك، وهي واحدة من برك الحج الثلاثة الموجودة في المدينة المنورة.
سر تسمية حرة الوبرة
في الوقت الحالي، تم استصلاح جزء كبير من الأراضي في المنطقة المعروفة بالحرة، حيث تمتلك هذه الأراضي صخورا سوداء متآكلة، تشبه الصخور المحروقة بالنار، وهذا هو سبب تسميتها `الحرة`. تتميز هذه الأراضي بأسطح خشبية سوداء صعبة المشي عليها، ولذلك يطلق عليها في بعض الأحيان `الحرة الرجلاء`. فإنها تجعل الأشخاص الذين يسلكونها ينزلون من أدواتهم ولا يستطيعون المشي عليها. توجد العديد من الأماكن في الحرة، مثل حرة بني بياضة وحرة شوران وحرة خيبر وحرة عويرض وحرة رهاط وحرة ليل.
– اشتهرت المدينة المنورة بهذه الحرارة منذ القدم، حيث وصفها النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة بأنها موجودة بين اللابتين. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين) ورد ذلك في رواية البخاري. وقد تشكلت هذه الحرارة كحاجز دفاعي يحمي المدينة من هجمات الأعداء الخارجيين، وقد ساعدت المسلمين في الدفاع عن المدينة عندما حاول كفار قريش غزوها. لذلك، حفر المسلمون الخندق في غزوة الأحزاب.
– وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إني أحرم ما بين لابتيها)، حيث حدد الرسول صلى الله عليه وسلم حدود المدينة من الشرق وحتى الغرب بين الحرتين الشرقية والغربية، وقد ذاعت تلك الحدود بسبب تجاوز البنيان تلك الحرتين بعشرات الكيلومترات، ولهذا ضاعت المعالم التي ذكرت في الحديث، لذلك يجب العمل على وضع العلامات التي تقوم بتغطيت تلك الحرتين، حتى تعرف الأجيال القادمة والحالية، كما أنه يطلق على الحرة اسم اللابة وجمعها لوب ولاب كما ذكر في قول الشاعر:
حتى تركنا وما تلوي ظعائننا
يأخذن بين سواد الحظ واللوب
الأحاديث النبوية التي ذكرت عن حرة الوبرة
– قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن إبراهيم حرم مكة، وإني أحرم ما بين لابتيها) رواه مسلم.
– قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يتمنى الإنسان خيراً لأحبابه، ومن أعظم الأمنيات التي يدعو بها في حجه هي أن يبارك الله لهم في مداهم وصاعهم، ويحرم كل ما بين لبيتيهم.
وفقًا لحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (حرم ما بين لَبَتي المدينة على لِسَانِي)، وهذا الحديث مروي في صحيح البخاري.
الأقسام الأساسية لحرة الوبرة
– حرة بني سلمة: تقع منطقة القبلتين فيها منازل ومقابر السكان، وتقع في الجزء الشمالي الغربي لمنطقة حرة الوبرة.
يشير هذا المقطع إلى الجزء المتوسط من حرة الوبرة، والمعروف باسم حرة الوبرة، والذي يمتد من العنابس إلى الغرب إلى جبال الأصفرين، ويحتوي على منطقة معتدلة لتلك الحرة، وهي منطقة النقا في الجنوب والشرق، والتي تتميز بعذوبة الماء في الآبار ونقاء الجو، وتضم بئر السقيا وأرض سعد بن أبي وقاص.
– حرة بني دينار: تم اكتشاف نفق صخري صعب المشي عليه، لذلك تم البحث في الصخور عند نقطة تعرف باسم نقب بني دينار .
– حرة بني بياضة: وهي أحد فروع قبيلة الخزرج، وفي ذلك الجزء من الحرة الغربية قام عبد الله بن أبي سلول بالوقوف أمام أبيه عبد الله بن أبي المنافق، وقام بمنعه من أن يدخل إلى المدينة حتى يأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم له بذلك، وحتى يشهد أنه الأذل وأن السول صلى الله عليه وسلم هو الأعز، وذلك كان في الوقت الذي عادوا فيه من غزوة المريسيع، حيث أن عبد الله رضي الله عنه قد سمع أن والده وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه الأذل.
توضح أهمية هذه الحرة من خلال العديد من الوقائع التاريخية المرتبطة بها، حيث تعد الحد الغربي لحدود الحرم في المدينة المنورة، والتي اتسعت بشكل كبير بعد ذلك.