روائع نزار قباني
تعد قصائد نزار قباني من أجمل القصائد على الإطلاق، إذ أظهر الشاعر السوري نزار قباني موهبته في شعره، سواء فيما يتعلق بالمرأة والحب والعشق والفراق، واستحق بجدارة لقب شاعر الحب والمرأة، فقد ولد في عام 1923 وتوفي في عام 1998، وترك وراءه إرثا كبيرا من روائع الشعر والنثر، حتى أن الفنان العراقي كاظم الساهر قد غنى العديد من قصائده .
هنا مجموعة من أعمال شعرية رائعة للشاعر نزار قباني
1- قصيدة 5 دقائق
إجلسي خمس دقائق
لا يريد الشعر كي يسقط كالدرويش
في الغيبوبة الكبرى
سوى خمس دقائق..
الشعر لا ينبغي أن يمزق ورقة الكتابة العارية
سوى خمس دقائق
فاعشقيني لدقائق..
واختفي عن ناظري بعد دقائق
لا أحتاج إلى أكثر من علبة كبريت واحدة
لإشعال ملايين الحرائق
إن أقوى قصص الحب التي أعرفها
لم تدم أكثر من خمس دقائق…
2- قصيدة أبي
أمات أبوك؟
ضلالٌ! أنا لا يموت أبي.
ففي البيت منه
روائح ربٍ.. وذكرى نبي
هنا ركنه.. تلك أشياؤه
تفتق عن ألف غصنٍ صبي
جريدته. تبغه. متكاه
كأن أبي – بعد – لم يذهب
وصحن الرماد.. وفنجانه
على حاله.. بعد لم يشرب
ونظارتاه.. أيسلو الزجاج
عيوناً أشف من المغرب؟
بقاياه، في الحجرات الفساح
بقايا النور على الملعب
أجول الزوايا عليه، فحيث
أمر .. أمر على معشب
أشد يديه.. أميل عليه
أصلي على صدره المتعب
أبي.. لم يزل بيننا، والحديث
حديث الكؤوس على المشرب
يسامرنا.. فالدوالي الحبالى
توالد من ثغره الطيب..
أبي خبراً كان من جنةٍ
ومعنى من الأرحب الأرحب..
وعينا أبي.. ملجأٌ للنجوم
فهل يذكر الشرق عيني أبي؟
بذاكرة الصيف من والدي
كرومٌ، وذاكرة الكوكب.
3- قصيدة حبيبتي والمطر
أخاف أن تمطر الدّنيا ولست معي
فمنذ رحت وعندي عقدة المطر
كان الشّتاء يغطّيني بمعطفه
فلا أفكّر في بردٍ ولا ضجر
كانت الريح تعوي خلف نافذتي فتهمسين تمسكي
ها هنا شعري والآن أجلس
والأمطار تجلدني على ذراعي على وجهي
على ظهري فمن يدافع عنّي يا مسافرة
مثل اليمامة بين العين والبصر
كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
أنت في القلب مثل النقش على الحجر
أنا أحبّك يا من تسكنين دمي
سواء كنت في الصين أو على سطح القمر
4- قصيدة أنا والنساء
أريد الذهاب ..
إلى زمنٍ سابقٍ لمجيء النساء..
إلى زمنٍ سابقٍ لقدوم البكاء
فلا فيه ألمح وجه امرأه..
ولا فيه أسمع صوت امرأه..
ولا فيه أشنق نفسي بثدي امرأه..
لا يوجد شخص يتصرف مثل القطط أمام المرأة
أريد الخروج من البئر حياً..
لكي لا أموت بضربة نهدٍ..
وأهرس تحت الكعوب الرفيعة..
تحت العيون الكبيرة،
تحت الشفاه الغليظة،
تحت رنين الحلى، وجلود الفراء
أريد الخروج من الثقب
كي أتنفس بعض الهواء..
5- قصيدة إلى تلميذة
قل لي – ولو كذباً – كلاماً ناعماً
قد كادً يقتلني بك التمثال
مازلت في فن المحبة .. طفلةً
بيني وبينك أبحر وجبال
لم تتمكني من فهمها بعد
أن الرجال جميعهم أطفال
إني لأرفض أن أكون مهرجاً
قزماً .. على كلماته يحتال
فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً
فالصمت في حرم الجمال جمال
كلماتنا في الحب .. تقتل حبنا
إن الحروف تموت حين تقال..
قصص الهوى قد أفسدتك .. فكلها
غيبوبة .. وخرافةٌ .. وخيال
الحب ليس روايةً شرقيةً
بختامها يتزوج الأبطال
لكنه الإبحار دون سفينةٍ
وشعورنا ان الوصول محال
هو أن تظل على الأصابع رعشةٌ
وعلى الشفاه المطبقات سؤال
هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله .. وغلال..
هو هذه الأزمات تسحقنا معاً ..
فنموت نحن .. وتزهر الآمال
هو أن نثور لأي شيءٍ تافهٍ
هو يأسنا .. هو شكنا القتال
هو هذه الكف التي تغتالنا
ونقبل الكف التي تغتال
6- قصيدة إلى الأمير الدمشقي
مكسرة كجفون أبيك هي الكلمات..
ومقصوصة ، كجناح أبيك، هي المفردات
فكيف يغني المغني؟
وقد ملأ الدمع كل الدواه..
وماذا سأكتب يا بني؟
وموتك ألغى جميع اللغات..
لأي سماء نمد يدينا؟
ولا أحدا في شوارع لندن يبكي علينا..
يهاجمنا الموت من كل صوب..
ويقطعنا مثل صفصافتين
فأذكر، حين أراك، عليا
وتذكر حين تراني ، الحسين
أشيلك، يا ولدي ، فوق ظهري
كمئذنة كسرت قطعتين..
وشعرك حقل من القمح تحت المطر..
استرح رأسك على وسادتين ووردة دمشقية وبقايا قمر
أواجه موتك وحدي..
وأجمع كل ثيابك وحدي
وألثم قمصانك العاطرات..
ورسمك فوق جواز السفر
وأصرخ مثل المجانين وحدي
وكل الوجوه أمامي نحاس
وكل العيون أمامي حجر
فكيف أقاوم سيف الزمان؟
وسيفي انكسر..
7- قصيدة بلادي
من لثغة الشحرور .. من
بحة نايٍ محزنه ..
من رجفة الموال .. من
تنهدات المئذنه ..
من غيمةٍ تحبكها
عند الغروب المدخنه
وجرح قرميد القرى
المنشورة المزينه ..
من وشوشات نجمةٍ
في شرقنا مستوطنه
من قصة تدور
بين وردةٍ .. وسوسنه
ومن شذا فلاحةٍ
تعبق منها (الميجنه)
ومن لهاث حاطبٍ
عاد بفأسٍ موهنه ..
جبالنا .. مروحةٌ
للشرق .. غرقى ، لينه
توزع الخير على الدنيا
ذرانا المحسنه
يطيب للعصفور أن
يبني لدينا مسكنه ..
ويغزل الصفصاف ..
في حضن السواقي موطنه
حدودنا بالياسمين
والندى محصنه
ووردنا مفتحٌ
كالفكر الملونه ..
وعندنا الصخور تهوى
والدوالي مدمنه
وإن غضبنا .. نزرع
الشمس سيوفاً مؤمنه ..
بلادنا كانت .. وكانت
بعد هذا الأزمنه
8- قصيدة حب بلا حدود
يا سيدتي:
كنت أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العام.
أنت الآن.. أهم امرأةٍ
بعد ولادة هذا العام..
أنت امرأةٌ لا أحسبها بالساعات وبالأيام.
أنت امرأةٌ..
صنعت من فاكهة الشعر..
ومن ذهب الأحلام..
أنت امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوام..
يا سيدتي:
يالمغزولة من قطنٍ وغمام.
يا أمطاراً من ياقوتٍ..
يا أنهاراً من نهوندٍ..
يا غابات رخام..
يا من تسبح كالأسماك بماء القلب..
وتسكن في العينين كسرب حمام.
لن يتغير شيءٌ في عاطفتي..
في إحساسي..
في وجداني.. في إيماني..
فأنا سوف أظل على دين الإسلام..
يا سيدتي:
لا تشغلي نفسك بمسألة الزمان وأسماء السنين.
أنت امرأة تبقى امرأة في كل الأوقات.
سوف أحبك..
عند دخول القرن الواحد والعشرين..
وعند دخول القرن الخامس والعشرين..
وعند دخول القرن التاسع والعشرين..
و سوف أحبك..
حين تجف مياه البحر..
وتحترق الغابات..
9- قصيدة وداعا يا صديق العمر
وداعاً .. أيها الدفتر
وداعًا يا صديق العمر، يا مصباحي الأخضر
يا صدرًا بكيت عليه أعوامًا ولم يضجر .
ويا رفضي .. ويا سخطي ..
ويا رعدي .. ويا برقي ..
ويا ألماً تحول في يدي خنجر ..
تركتك في أمان الله ،
يا جرحي الذي أزهر
فإن سرقوك من درجي
وفضوا ختمك الأحمر
فلن يجدوا سوى امرأةٍ
مبعثرةٍ على دفتر …
10- قصيدة كلمات
يسمعني حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات
يأخذني من تحت ذراعيه ويزرعني في إحدى الغيوم
يتساقط المطر الأسود بزخات في عيني
يحملني معه في شرفات مسائية وردية، وأنا كالطفلة في يديه
الريشة التي تحملها النسمات تجلب لي الشمس وتجلب لي الصيف
ويخبرني قطيع السنونوات أنني تحفته وأساوي آلاف النجوم
أنا كنز وأنا أجمل ما يمكن أن يراه العين، يحكي عن أشياء
تحوّلني إلى دوامة الذهول تلك الرقصة والخطوات التي تعكس تاريخي
تجعلني المرأة في لحظات، تبني لي قصراً من الأحلام التي لا أسكن فيه إلا لحظات
أعود لطاولتي ولا يوجد معي شيء سوى كلمات، كلمات
لا شيء معي إلا الكلمات، وهي ليست كالأفعال
قصيدة حزن يغتالني
حزن يغتالني
وهم يقتلني
وظلم حبيب يعذّبني
آه! ما هذه الحياة
التي كلّها آلام لا تنتهي
وجروح لا تنبري
ودموع من العيون تجري
جرحت خدّي
أرّقت مضجعي
سلبت نومي
آه يا قلبي
يا لك من صبور
على الحبيب لا تجور
رغم ظلمه الكثير
وجرحه الكبير
الذي لا يندمل ولا يزول
ما زلت تحبه
رغم كل الشّرور
ما زلت تعشقه
رغم الجور والفجور
ما زلت تحنّ إليه
رغم ما فيه من غرور
قلبي، ويحك قلبي
إلى متى، إلى متى؟؟
أخبرني بالله عليك إلى متى؟؟
هذا الصّبر
وهذا الجَلَد والتّحمل
إلى متى هذا السّهر والتّأمل؟
إلى متى هذه المعاناة والتّذلل؟
كُفَّ عن هذا، كُفّ
فاكره كما كرهت
11- قصيدة علّمني حبّك
علّمني حبّك أن أحزن
وأنا مُحتاج منذ عصور
لأمرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي فوق ذراعيها
مثل العصفور
لأمرأة تجمع أجزائي
كشظايا البّلور المكسور
علّمني حبّك سيّدتي أسوأ عادات
– “درَّسني كيف أفتح فنجاني ألاف المرات في الليل
وأُجرّب طبّ العطّارين وأطرق باب العرّافات
علّمني كيفية الخروج من بيتي لأنظف أرصفة الطرق
أبحث عن وجهك في المطر وتحت أضواء السيارات
أطارد ثوبك في أثواب المجهولات
أطارد طيفك
حتّى
حتّى
في أوراق الإعلانات
علمتني حبك كيف أهيم على وجهي ساعات
بحثًا عن شعر غجري يحسدنه كل الغجريات
بحثا عن وجه، عن صوت، هو كل الوجوه والأصوات
أدخلني حبّك سيّدتي مدن الأحزان
ولم أكن قد دخلت مدن الأحزان من قبلك
لم أكن أعلم أبدا أن الدموع هي للبشر
وأن الإنسان بلا حزنٍ ذكرى إنسان
علّمني حبّك
علّمني حبّك أن أتصرّف كالصّبيان
أن أرسم وجهك بالطّبشور على الحيطان
وعلى أشرعة الصيادين، وعلى الأجراس، وعلى الصلبان
علّمني حبّك
كيف الحبّ يُغيّر خارطة الأزمان
علمني أنني عندما أحب ، فإن الأرض تتوقف عن الدوران
علّمني حبّك أشياءً
ما كانت أبداً في الحسبان
عندما قرأت حكايات الأطفال، دخلت إلى قصور ملوك الجن
وحلمت أن تتزوّجني بنت السّلطان
تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان
وحلمت أن أخطفها مثل الفرسان
وحلمت بأنّي أُهديها أطواق اللّؤلؤ والمرجان
علّمني حبّك، يا سيّدتي، ما الهذيان
علمني كيفية مرور العمر دون أن يأتي ابن السلطان
لقد علمتني حبك كيف أحبك في كل شيء
في الشَّجَر العَارِي، في الأَوْرَاق اليَابِسَة الصَّفْرَاء
في الجوّ الماطر في الأنواء
في أصغر مقهىً نشرب فيه مساء
قهوتنا السّوداء
علّمني حبّك أن آوي
لفنادق ليس لها أسماء
ومقاهٍ ليس لها أسماء
علّمني حبك كيف يجعل الليل أحزان الغرباء أكبر
علّمني كيف أرى بيروت
امرأة تلبس كل مساء
علّمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمين
في طرق الرّوشة والحمراء
علّمني حبّك أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي فوق ذراعيها
مثل العصفور
لامرأة تجمع أجزائي
كشظايا البلّور المكسور
12- قصيدة أنا والحزن
أدمنتُ أحزاني
فصرت أخاف ألّا أحزنا
وطعنت ألافاً من المرّات
حتّى صار يوجعني بأن لا أُطعنا
ولُعِنْتُ في كلّ اللّغات
وصار يقلقني بأن لا أُلعنا
ولقد شنقت على جدار قصائدي
ووصيتي كانت
بألّا أُدفنا
وتشابهت كلّ البلاد
فلا أرى نفسي هناك
ولا أرى نفسي هنا
وتشابهت كلّ النّساء
فجسم مريم في الظّلام كما منى
ما كان شِعري لعبة عبثيّة
أو نزهة قمريّة
إنّي أقول الشّعر – سيدتي –
لأعرف من أنا
يا سادتي
إنّي أسافر في قطار مدامعي
هل يسافر الشعراء فقط على قطارات الضنى؟
إنّي أفكّر باختراع الماء
إنّ الشّعر يجعل كلّ حلم ممكناً
وأنا أُفكّر باختراع النّهد
حتّى تطلع الصّحراء بعدي سوسناً
وأنا أفكر باختراع النّاي
حتّى يأكل الفقراء بعدي (الميجنا)
إن صادروا وطن الطّفولة من يدي
فلقد جعلت من القصيدة موطناً
يا سادتي
إن السّماء رحيبةٌ جدّاً
ولكنّ الصّيارفة الذين تقاسموا ميراثنا
وتقاسموا أوطاننا
وتقاسموا أجسادنا
لم يتركوا شبراً لنا
يا سادتي
قاتلت عصراً لا مثيل لقبحِهِ
وفتحت جرح قبيلتي المُتعفّنا
أنا لست مكترثاً
بكلّ الباعة المتجوّلين
وكلّ كُتّاب البلاط
وكلّ من جعلوا الكتابة حرفة
مثل الزّنى
يا سادتي
عفواً إذا أقلقتكم
أنا لست مُضطرّاً لأعلن توبتي
هذا أنا
هذا أنا
هذا أنا
13- قصيدة قالت له
قالت لهُ
أتحبني وأنا ضريرة
وفي الدُّنيا بناتُ كثيرة
الحلوةُ والجميلةُ والمثيرة
ما أنت إلا بمجنون
أو مشفقٌ على عمياء العيون
قالَ: بل أنا عاشقٌ يا حلوتي
ولا أتمنّى من دنيتي
إلّا أن تصيري زوجتي
وقد رزقني الله المال
وما أظنُّ الشّفاء مٌحال
قالت إن أعدتّ إليّ بصري
سأرضى بكَ يا قدري
وسأقضي معك عمري
لكن .. من يعطيني عينيه
وأيُّ ليلِ يبقى لديه
وفي يومٍ جاءها مُسرِعاً
أبشري قد وجدّتُ المُتبرِّعا
وستبصرين ما خلق اللهُ وأبدعا
وستوفين بوعدكِ لي
وتكونين زوجةً لي
ويوم فتحت أعيُنها
كان واقفاَ يمسُك يدها
رأتهُ
فدوت صرختُها
14- قصيدة اني خيرتك
اختاري
إني خيرتك فاختاري
ما بين الموت على صدري..
أو فوق دفاتر أشعاري..
إختاري الحب.. أو اللاحب
فجبن ألا تختاري..
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار..
إرمي أوراقك كاملة..
وسأرضى عن أي قرار..
قولي. إنفعلي. إنفجري
لا تقفي مثل المسمار..
لا يمكن أن أبقى أبدا
كالقشة تحت الأمطار
إختاري قدرا بين اثنين
وما أعنفها أقداري..
مرهقة أنت.. وخائفة
وطويل جدا.. مشواري
غوصي في البحر.. أو ابتعدي
لا بحر من غير دوار..
الحب مواجهة كبرى
إبحار ضد التيار
صلب.. وعذاب.. ودموع
ورحيل بين الأقمار..
يقتلني جبنك يا امرأة
تتسلى من خلف ستار..
إني لا أؤمن في حب..
لا يحمل نزق الثوار..
لا يكسر كل الأسوار
لا يضرب مثل الإعصار..
آه.. لو حبك يبلعني
يقلعني..
مثل الإعصار..
إني خيرتك.. فاختاري
ما بين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار
علمني حبك أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور..
لامرأة تجمع أجزائي
كشظايا البللور المكسور
15- قصيدة ماذا اقول له
ماذا أقول له لو جاء يسألني..
إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟
ماذا أقول : إذا راحت أصابعه
تلملم الليل عن شعري وترعاه؟
وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟
وأن تنام على خصري ذراعاه؟
غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله
ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟
وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟
أما انتهت من سنين قصتي معه؟
ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن
فكيف نبكي على كأس كسرناه؟
رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني
فكيف أنجو من الأشياء رباه؟
هنا جريدته في الركن مهملة
هنا كتاب معا .. كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..
ما لي أحدق في المرآة .. أسألها
بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟
وكيف أكره من في الجفن سكناه؟
وكيف أهرب منه؟ إنه قدري
هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟
أحبه .. لست أدري ما أحب به
حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض . بعض من تخلينا
لو لم نجده عليها .. لاخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني
إن كنت أهواه. إني ألف أهواه