يمكن تقدير نسبة الشباب بثلث سكان العالم، وتمثل تماما 30٪ من إجمالي سكان العالم الحالي. وبالتالي، يعطي معظم الدول اهتماما أكبر للشباب للاستفادة القصوى من قدراتهم في تطوير المجتمعات. فالشباب يعدون قوة ديناميكية لأي تغيير في المجتمع، سواء كان سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا. والتنمية هي عملية تقدم المجتمع من حالة أدنى إلى حالة أفضل، ومن مستوى تقليدي إلى مستوى متقدم من حيث الكمية والجودة. وتعد التنمية حلا ضروريا لتلبية الاحتياجات الوطنية في مجال الإنتاج والخدمات. ويقوم الشباب بأدوار حاسمة كمحركين للتنمية ولتحقيق التغيير الاجتماعي في البلاد. ولذلك، فإن الاستثمار في مرحلة الشباب يعتبر أساسيا للتنمية في جميع البلدان
دور الشباب في تنمية المجتمع والأمة
يمكن تحديد دور الشباب في ثلاثة محاور رئيسية تمثل الأبعاد الثلاثة للتنمية، وهي الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، على النحو التالي:
دور الشباب في التنمية السياسية للأمة
التطور السياسي هو تكوين ثقافة سياسية حول حقوق الإنسان وواجباته ، ويعتبر تحديثا للحياة السياسية من خلال الأنظمة والسلطة والأداء السياسي وتوسيع قاعدة المشاركة وتعزيز مبدأ المواطنة على الحقوق والواجبات ، تعزيز مبدأ الانتماء للوطن والقارة ككل والشباب في المجتمع ، وتمثل أدوار الشباب في التنمية السياسية ما يلي:
- يحمل الشباب دورًا حيويًا وفعالًا في تحقيق حرية الإعلام ومناقشة قضايا التنمية بلا خوف، فهم ليس لديهم ما يخسرونه، ولكن على الجانب الآخر، هناك فئات تحاول منع الإعلام من مناقشة قضايا التطور لأجل مصالحهم الشخصية ومقاعدهم في السلطة.
- تمثل مساهمة قيّمة في تعزيز الديمقراطية وتطوير المشاركة السياسية في النقابات العمالية والأحزاب السياسية، وخاصة إذا تم تأسيسها بطريقة فاعلة لتحسين ممارسات المشاركة السياسية.
- دعم المجتمعات الأفريقية بقادة شباب واعدين لديهم إصرار قوي على إجراء التغيير المطلوب لبناء واقع أفضل لبلدانهم التي تبدو مؤلمة حتى في الرسم، مما يمنح الشعب والإنسانية الحب والعاطفة والأمان والالتزام.
- عند توفير المساعدة وتوافر إمكانيات المنتج الضخمة، يمكن أن تسهم في تحقيق نجاح كبير للمنتج، إذا تمكنا من جذب الشباب وإقناعهم بأهمية المشاركة في التنمية لصالح المجتمع.
- الشباب موهوبون وذكيون للغاية، حيث يمكنهم تصميم وتنفيذ مشاريع ناجحة في مجال الأعمال والبرامج التي يمكن أن تقنع المفكرين والمخططين والمساهمة بشكل كبير في حل مشاكل التنمية المختلفة.
- يُمكن للشباب المساهمة في برامج محو الأمية في المجتمع، والمشاركة في توعية وتثقيف السكان وتمكينهم من معرفة واجباتهم وحقوقهم بما يعزز دورهم في التنمية الاجتماعية.
دور الشباب في التنمية الاجتماعية للأمة
تلعب الشباب أدوارًا عديدة في التنمية الاجتماعية، ويمكن تسليط الضوء على بعضها على النحو التالي:
- يلعب الشباب دورًا حيويًا في مكافحة الممارسات السيئة عندما يتم اختيارهم من قبل المؤسسات المتخصصة.
- ستمكّن التنشئة الاجتماعية الصحيحة الشباب من تجاوز جميع المشاكل التي يعانون منها والتأثير بشكل إيجابي على التنمية.
- يمكن للشباب تنظيم حملات توعية لتثقيف المجتمع بالمخاطر التي يواجهها القارة الإفريقية.
- يمكن للشباب أن يساعدوا في تثبيت النسيج الاجتماعي، خاصة في مناطق الحروب والصراعات، ويمكنهم تقديم مساهمة فعالة في بناء السلام الاجتماعي من الداخل.
- تشكل روابط الشباب الاجتماعية الأفريقية مركزًا للاتصال السياسي والاجتماعي والدبلوماسي على المدى البعيد.
- يتبادل الشباب أفكارًا في منتدياتهم الثقافية ويبحثون عن حلول للعديد من المشكلات الاجتماعية التي يواجهونها في المجتمع.
دور الشباب في التنمية الاقتصادية للأمة
- تطوير مشاريع التنمية المحلية: هذه المشاريع الإنتاجية تسمح للشباب بالاهتمام بالمنتج والإنتاجية، وتعمل على تحويل المجتمع من مستهلكين إلى منتجين، مما يمكنهم من المشاركة في المشاريع التي تساعد على زيادة دخل الأسرة.
- يمكن زيادة دخل العاملين والموظفين وتحسين فرصهم عن طريق توفير مشاريع شراكة، وكسر الصورة النمطية التي تمنع الشباب من الانخراط في مشاريع إنتاجية تساعد على تحسين دخولهم وتقليل معدلات البطالة.
- تساهم في نشر ابتكارات الشباب وتبني أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع تنموية رائدة، لتجعل الشباب شريكًا رئيسيًا في التنمية الاقتصادية في بلدهم ويرون أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من تحقيق التنمية.
- يمكن للشباب أن يلعبوا دورًا مهمًا في التحول الاجتماعي والإقناع بين طوائف المجتمعات الأخرى لتصميم جميع مشاريع التنمية.
دور الشباب في المشروعات التنموية للأمة
يلعب الشباب دورًا مهمًا في المشاريع الكبرى مثل:
- يمكن استغلال الشباب في المشاريع المخصصة لاستقرار المجتمع ، لأن معظم الأزمات الأخيرة تظهر في المجتمع وتتميز بأنها من نوع المزارعين كما نرى في منطقة دارفور بالسودان.
- يسهم الشباب بنسبة كبيرة في القوى العاملة في مشاريع التنمية، لذلك فإن مشاركة الشباب في هذه المشاريع ستزيد من معدل الدخل القومي وتقلل من استخدام العمالة الأجنبية في شركات التعدين المحلية والدولية.
- يمكن للشباب أن يلعبوا دورًا هامًا في زراعة الغابات والأشجار في المناطق المعرضة للتصحر، من خلال جهود التعبئة الموجهة التي تبذل في مختلف البلدان.
- يُمكن تعزيز الولاء للقارة الأفريقية من خلال تبادل الخبرات، مثل إجراء التبادل التعليمي والثقافي بين الشباب الأفريقي، مثل المنح الدراسية في أفريقيا أو الجامعات الدولية المختلفة.
- يمكن تدريب الشباب على الطرق والجسور وإنشاء السدود والمطارات والمدن والمنتجعات والفنادق، وتشجيعهم على المشاركة في مشاريع البنية التحتية الكبرى في البلدان الأفريقية، وذلك لتعزيز دورهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية
- يمكن للشباب المشاركة في مشاريع الصرف الصحي والتنمية الريفية عن طريق إطلاق حملات صحية وتعليمية لتوعية المجتمعات بالقضايا ذات الاهتمام المشترك وطرق حلها.
دور الشباب في التغيير
يتمتع الشباب بمجموعة واسعة من المهارات التي يمكن أن تغير أوضاعهم الحالية بشكل إيجابي، عندما يساهم الشباب بأفكارهم وطاقتهم في معالجة القضايا الاجتماعية، فإنهم يبدأون في رؤية أنفسهم كقادة مؤهلين يمكنهم تقديم مساهمات مهمة في حياة الآخرين، الشباب الذين قد يشعرون بأنهم أقل مرتبة أكاديميا أو اجتماعيا من أقرانهم يدركون أن نقاط قوتهم الفريدة ضرورية لبناء عالم أفضل، تمتد آثار التمكين من صنع التغيير إلى مرحلة البلوغ، حيث يحتفظ الشباب بدوافعهم لمساعدة الآخرين ومتابعة أهدافهم بثقة.
الشباب مصدر غير محدود للطاقة المبتكرة ، وإشراكهم الآن سيلهم جيلًا من صانعي التغيير مدى الحياة ، لذلك يجب تشجيع الشباب على بدء مشاريعهم الاجتماعية الخاصة ونمنحهم الدعم الذي يحتاجونه لتحقيق النجاح ، يستحق الشباب فرصة استكشاف المشاكل التي يرونها من حولهم ومعالجتها وتعد مساهمتهم فرصة من التغيير إلى الأفضل ، لا يمكن للعالم أن يفوتها.
توصيات لتعزيز دور الشباب فى تنمية الأمة
- نحن بحاجة إلى تفعيل دور منظمات المجتمع المدني في المشاركة في الاندماج الوطني.
- تفعيل الجوانب الأمنية لمعالجة المشاكل الأمنية مثل: الإرهاب والقرصنة البحرية والتدخلات الدولية.
- – يتعين تعليم الشباب الديمقراطية لتحقيق المشاركة السياسية.
- من الضروري توعية الشباب وتوفير الفرص لتوظيف خريجين جدد في الحكومات، وتمويل مشاريعهم من خلال البنوك وصناديق الدعم.
- تعزيز ثقافة السلام والرياضة وتشجيع الشباب على تحقيق النجاحات المستحقة لخدمة قضايا التنمية.
- يتم تعزيز الولاء للوطن من خلال أساليب التعليم وتوفير الخدمات الأساسية للشباب.
- تكمن أهمية حل مشكلات الشباب في توظيفهم وتدريبهم وتوفير فرص عملٍ من خلال المبادرة بالهجرة المنظمة.
- يمكن مكافحة جرائم المخدرات والمدمنين والاتجار بالبشر وغيرها من خلال التعليم وإنشاء نوادي ثقافية ورياضية وحدائق وسينما، والاهتمام بمقومات التنمية الاجتماعية وتعليم الشباب عنها
- أهمية تبادل الثقافة والتعليم والخبرات بين جميع الدول لخدمة قضايا التنمية ومكافحة الفقر وتعزيز دور الشباب في الحد من تلوث البيئة
- يجب توفير تدريب مناسب للشباب القادة لتمكينهم من أداء دور فعّال في التنمية السياسية.