اسلاميات

دور الايمان في ضمان الصحة النفسية

مفهوم الإيمان

: “الإيمان” باللغة هو “التصديق”، وهو مصدر آمن، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: “قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين”. وبالمعنى الشرعي، يتضمن “الإيمان” تصديق القلب، وعمل الجوارح، وإقرار اللسان، ويشمل أعمال الإنسان الظاهرة مثل الصيام والصلاة والزكاة، وأعمال الباطنة مثل الذكر والاستغفار وأعمال الخفاء والقيام بالليل وغيرها .

دور الايمان في ضمان الصحة النفسية

يمكن التأكيد على أن الإيمان بالله تعالى له دور كبير وهام في تحقيق الصحة النفسية للإنسان. ويعود مقدار الصحة النفسية التي يشعر بها الإنسان إلى مدى إيمانه. فكلما زاد إيمان الشخص، زاد شعوره بالأمان النفسي، والعكس صحيح، فكلما قل إيمانه، زاد خوفه وقلقه. وهناك آثار عديدة للإيمان بالله على النفس، ونحن سنتناول بعضا منها، لذا فلنتعلم ما هي أهمية الإيمان في حياة الإنسان .

الشعور بالأمن والطمأنينة

 يشعر الإنسان بالأمان والطمأنينة، مما يحميه من الأخطاء والمصائب الخطيرة، وتوجد عدة مخيمات في الحياة، ويقول تعالى: “الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بالظلم، فأولئك لهم الأمن وهم مهتدون” [الأنعام: 82].

فقد حكم الله تعالى للمؤمنين بالأمن التام والهداية ، خاصة أن هذه الآية جاءت بعد قوله تعالى : ﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ﴾ .

الحياة الطيبة

يوفر الإيمان بالله تعالى للإنسان حياة كريمة وطيبة، خالية من مشاكل السعادة والقلق والاضطراب الروحي. فطبيعة الإنسان طيبة وبسيطة وهادئة، ويحيط الله تعالى بالإنسان الذي يحبه بالأمن والسكينة والهدوء. يقول تعالى: `من عمل صالحا من الذكور أو الإناث وهو مؤمن، فإنا لنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون` [النحل: 97].

تزكية النفوس

يكمن العلاقة بين الإيمان والصحة النفسية في تزكية النفوس. فإن الإيمان بالله تعالى يزكي الإنسان ويطهره وينقيه من الذنوب والكبائر. إذ تؤذي تلك الذنوب روح الإنسان وتجعل النفس هشة وضعيفة، وغير قادرة على مواجهة وساوس الشياطين. بالتالي، تتعزز النفس الصالحة المؤمنة بالله لمقاومة وساوس الشيطان والنفس الأمارة بالسوء.

 الهداية للخير

الإيمان بالله يهدي النفس البشرية نحو الخير، فعندما تواجه المصائب، يصعب على الإنسان أن يسيطر على أفعاله وكلماته وأفكاره، ولكن الإنسان المؤمن يستطيع أن يصبر وأن يهديه الإيمان بالله نحو الخير وأن يسيطر على كل سلوك سيء ينبعث منه. ويزيد المصاب الشخص الذي يؤمن بالله خيرا فوق ما يحمله الإيمان بالله من خير، فنحن نعلم تأثير الابتلاءات في تهذيب النفوس واختبارها. قال تعالى: `لا يصيبك إلا ما كتب الله لك. ومن يؤمن بالله يهد قلبه. والله بكل شيء عليم`.

وفي الحديث المتفق عليه : عجيبًا للمؤمن أن الله لن يقضي له قضاءً إلا إذا كان خيرًا له، فإذا تعرض للإصابة بالمشاكل والضغوط فالصبر هو الخير له، وإذا حصل على السعادة والرفاهية فالشكر هو الخير له، وليس هذا مطلوبًا من أي شخص سوى المؤمن .

يفتح أبواب الخير

يجلب الإيمان بالله الكثير من الخيرات للإنسان، فهو يفتح الأبواب الرزق والبركة السماوية والروحية، كما جاء في القرآن الكريم: “ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض” [الأعراف: 96].

يدل هذا على أن الله يجزي العبد الصالح المؤمن بالمعيشة الطيبة في الدنيا والآخرة .

 حماية الله تعالى لعبده

يظل المؤمن تحت رعاية وعناية الله تعالى، ومن يصبح تحت رعاية الله وحمايته فلن يضيع، فإن ذلك يورث العبد المؤمن شعورًا بالسكينة والاطمئنان وراحة البال، وقد قال تعالى: `إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا`.

كما قال تعالى : ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر:36 ] وقال : ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3].

صلاح القلب والعقل

يصلح الإيمان بالله تعالى قلب الإنسان وعقله ، ويصلح باله، قال تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾ .

يتبع إصلاح القلب والعقل إصلاح النفس بأكملها، فإن الإنسان يتصرف حسب ما يمليه قلبه وعقله، وإذا كان العقل والقلب مؤمنين بالله، فسيدفع الإنسان لعمل الخير والابتعاد عن الضلال .

  يعود ذلك إلى أن الذين كفروا اتبعوا الباطل، وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم، كما جاء في سورة الأحقاف .

 ما هي شروط واركان الايمان والاسلام

  • شروط الإيمان هي :

1- العقل والإدراك : يحتاج المؤمن إلى أن يكون عاقلاً بالغاً حتى يدرك معاني الإيمان ومفاهيمه وأركانه ويستطيع العمل بها .

2- الحرية : – من الضروري أن يختار الإنسان أن يكون مؤمناً، لأنه لا يوجد إكراه في الدين .

3- الكفر بالطاغوت : لا يمكن للإنسان حمل شيئين متناقضين في قلبه وعقله، فالكفر عكس الإيمان، وإذا نكر الإنسان الكفر فهو مؤمن

  • أما أركان الإيمان فهي :

تتضمن أهم المعتقدات في الإسلام الإيمان بالله تعالى وتوحيد أسمائه وصفاته وألوهيته وربوبيته .

2- يجب الايمان بوجود الملائكة الكرام الذين ذكرهم الله في كتبه وعلى لسان رسله .

يشمل الإيمان الصحيح الإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى على رسله والتي ذكرت في القرآن .

4- الإيمان بالأنبياء الكرام، وآخرهم محمد -عليه السلام.

تتضمن الإيمان باليوم الآخر، وعذاب القبر، والحساب والجزاء، والجنة والنار .

الإيمان بالقدر – خيره وشره – من عند الله تعالى .

يذكر في حديث جبريل عليه السلام عندما جاء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في صورة رجل شديد بياض الثياب وشديد سواد الشعر ولم يكن عليه أثر السفر ليعلم المسلمين أمور دينهم، وسأله عن الإيمان فقال له: `الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره`، فقال جبريل: `صدقت`، ثم سأله عن الإسلام فقال له: `الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إذا استطعت إليه سبيلا`، فقال جبريل: `صدقت`، صحيح رواه مسلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى