دراسة : علاقة جينية بين الصداع ومتلازمة القولون العصبي

وصلت مجموعة من الأطباء الباحثين إلى احتمال وجود علاقة جينية بين نوبات الصداع النصفي (الشقيقة) وصداع التوتر، ومتلازمة القولون العصبي المعروفة باسم متلازمة تهيج القولون. تم إجراء الدراسة في جامعة إسطنبول في تركيا، حيث لاحظت الطبيبة المشرفة على البحث أن الصداع ومتلازمة القولون العصبي من الحالات الغير معروفة الأسباب، وأنه من المثير للاهتمام العثور على علاقة محتملة بين الجينات المشتركة بينهما، مما يمكن أن يساعد في تطوير طرق علاج جديدة لهذه الحالات الشائعة .

تم إجراء الدراسة على 107 شخص يعانون من نوبات الصداع النصفي و53 شخصا يعانون من صداع التوتر و107 مرضى متلازمة القولون العصبي، بالإضافة إلى 53 شخصا سليما كمجموعة مقارنة. أظهرت النتائج أن مرضى الشقيقة أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القولون العصبي بنسبة ضعف مرضى صداع التوتر. كما أن 38 من مرضى متلازمة القولون العصبي يعانون من الشقيقة، و24 شخصا يعانون من صداع التوت .

كانت بعض الجينات محط اهتمام الباحثين، وخاصة الجين الناقل للسيروتونين وهي مادة عصبية فعالة في الأوعية، وجين 2A المستقبل للسيروتونين، وتم اكتشاف أن مرضى متلازمة القولون العصبي ومرضى الشقيقة ومرضى صداع التوتر يحملون جينًا واحدًا على الأقل مختلفًا عن الأشخاص الأصحاء .

تعد متلازمة القولون العصبي من أكثر الاضطرابات الهضمية انتشارا في العالم، حيث يقدر عدد المرضى في الولايات المتحدة وحدها بنحو 45 مليون مريض، دون التوصل إلى الأسباب الدقيقة لهذه الحالة، وهذا يعني الحاجة الملحة إلى مزيد من البحوث والدراسات الطبية للتحقق من العلاقة بين الصداع ومتلازمة القولون العصبي، حيث يمكن أن يؤدي اكتشاف جينات مشتركة إلى وجود طرق علاج جديدة لهذه الحالات المزمنة .

من المعروف أن متلازمة القولون العصبي Irritable Bowel Syndrome هي واحدة من أكثر الأمراض الهضمية شيوعا. إنها حالة مزمنة تتفاقم في بعض الأحيان وتتراجع في أحيان أخرى، وعادة ما تكون فحوصات المريض طبيعية، مما يعني عدم وجود أسباب تشريحية ملحوظة أو اضطرابات كيميائية واضحة، على الرغم من تجربة المريض للأعراض. وبالتالي، يقوم الطبيب بربط الأسباب البيولوجية والنفسية عند تشخيص المرض وعلاجه .

يعني التشخيص الوظيفي لاضطراب القولون العصبي أن حركة القولون وتقلصات جداره تتسبب في تأثير عملية الهضم وامتصاص الطعام. عند حدوث سرعة في حركة القولون، يخرج الطعام بشكل سائل قبل امتصاص الماء منه في الأمعاء، مما يسبب الإسهال أحيانا. وعندما تكون حركة القولون بطيئة، يتم امتصاص الماء من الطعام بشكل أكبر، مما يؤدي إلى الإمساك، بالإضافة إلى الأعراض المعوية الواضحة والأعراض النفسية .

أعراض متلازمة القولون العصبي :
– ألم مزمن في البطن مع عدم انتظام في التغوط ، حيث تتناوب أعراض الإمساك والإسهال .
– غازات البطن والانتفاخ .
– الغثيان ، وسوء الهضم .
– قد يعاني البعض من ألم المفاصل والعضلات .
– اضطرابات النوم ومتلازمة التعب المزمن .
– تقلص المعدة .
– مخاط البراز .
– الشعور بالرغبة في التبرز مرة أخرى بعد الخروج من الحمام .
– قرقرة (زغولة) البطن .
– القلق والاكتئاب .
– قد يشعر المريض بضيق التنفس أو ضيق الصدر .
– تسارع نبضات القلب .

تشخيص متلازمة القولون العصبي :
تشير الدراسات إلى أن متلازمة القولون العصبي تنتشر في العالم بنسبة ٥-٢٠٪، وتشكل النساء ٧٥٪ من مجموع الإصابات، وهناك مجموعة من الفحوصات الأساسية مثل فحص الدم والبراز وتنظير القولون القصير، وفي حال عدم وجود دلائل مرضية أو أعراض تحذيرية مثل نقصان الوزن الحاد والحمى وفقر الدم، يكون التشخيص المؤكد هو القولون العصبي بنسبة ٩٨ .

علاج القولون العصبي :
مهمة علاج أمراض الأمعاء الوظيفية تعد معقدة ولا تتبع أسلوبا أو علاجا محددا، حيث يركز علاج القولون العصبي على العلاقة بين المريض والطبيب لتهدئة المريض بعيدا عن مخاوف الإصابة بسرطان القولون. ويتم المعالجة من خلال مساعدة المريض على الاسترخاء واستخدام التنويم الإيحائي الطبي والعلاج البيولوجي التراجعي وغيرها من الأساليب التي تخفف من الضغط والتوتر المسبب للحالة .