دراسة حديثة توضح أثر القشعريرة الموسيقية على الجسم
عند الاستماع للموسيقى، يمكن أن يحدث اندماج بينها وبين روح المستمع وكيانه، وقد يصاب المستمع لنوع معين من الموسيقى بقشعريرة في جسده، وتسمى هذه القشعريرة الموسيقية أو Musical Frisson، وفي هذا المقال سوف نوضح ماهية تلك القشعريرة وتأثيرها على جسم الإنسان.
القشعريرة الموسيقية Musical Frisson:
القشعريرة الموسيقية هي عبارة عن رعشة في جسم الإنسان و تكون قصيرة الأمد لا تتجاوز الخمس ثوان ، و عادة ما تكون ذات طابع إيجابي ، فهي ليست ناتجة عن خوف ، و لكنها مجرد استجابة طبيعية عاطفية شديدة مترافقة مع الموسيقى ، و قد لاحظ العلماء أن خلال فترة حدوث القشعريرة الموسيقية ؛ تسترخي عضلات الظهر ، و تنتصب الأشعار على سطح الجلد ، و قد تصعد تلك الرعشة إلى الكتفين أيضًا ، و أحياناً تصعد إلى الرقبة و ذروة الرأس ، و كل هذا يحدث بصورة لا إرادية.
دراسة توضح أثر القشعريرة الموسيقية:
قام بعض الباحثين بعمل دراسة على جسم الإنسان أثناء حدوث تلك القشعريرة له ، و ذلك من خلال دمج تقنية الـ PET scan و تقنية الرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI التصويري للدماغ ، و بالتالي مراقبة مستويات الدوبامين ، فقد اكتشف الباحثون أن الاستماع للموسيقى يحرض الجسم على إفراز الدوبامين ، و هو عبارة عن ناقل عصبي مهم في الدماغ يمنح الشعور بالسعادة التي ترافق العديد من النشاطات كتناول الطعام أو ممارسة الجنس ، خلال تلك الدراسة تم مراقبة مستويات الدوبامين أثناء طوري الحدس و الاستهلاك التابعين للمحفز ، حيث تم تصوير كلي الطورين في هذه الدراسة عن طريق الـ PET، و بمتابعة الخصائص الزمنية للرنين المغنطيسي الوظيفي ، و بالتالي حصل الباحثون عن نتائج عن دور كل منطقة في المخ في أوقات مختلفة عن الاستماع للموسيقى ، و قد توصل الباحثون إلى العديد من النتائج و الملاحظات الهامة من خلال تلك الدراسة.
نتائج الدراسة:
أن مستويات الدوبامين لدى الاستماع للموسيقى السعيدة أعلى من الاستماع للموسيقى المعتدلة ، كما اتضح للباحثين حدوق بعض التغييرات في حساسية الجلد (ناقليته الكهربائية) ، و معدل ضربات القلب و التنفس ، و درجة الحرارة ، ارتبطت تلك التغيرات مع جودة الموسيقى ، و قد وصف الباحثون القشعريرة الموسيقية بأنها تعبير عن ذروة الاندماج العاطفي مع الموسيقى ، كما توصل الباحثون إلى هناك استجابة عاطفية شديدة تتضمن فعاليات قديمة في تطور الدماغ تعرف بـReward Circuitry ، و أكدت تلك الدراسة و لأول مرة على أن هناك محفزات بسيطة مثل الاستماع للموسيقى ؛ تكون قادرة على إطلاق الدوبامين ، و بالتالي فإن تلك الدراسة يمكنها تميد الطريق أمام العديد من الدراسات الأخرى حول المحفزات غير الملموسة التي يعتبرها الإنسان ممتعة لأسباب معقدة.
و من أهم النتائج التي أظهرتها الدراسة هي اكتشاف دارتين كهربائيتين مختلفتين في الدماغ تشاركان في طوري التوقع و الاختبار أي الحدس و الاستهلاك ، التوقع مرتبط بالجهاز المعرفي والجهاز الحركي ، أما الاختبار فهو مرتبط بالجهاز الحوفي ، و هذان الطوران قد أوضحا مفاهيم المتعلقة بالموسيقى كالتوتر و جودة الصوت ، و قد أشارت دراسة سابقة إلى أن القشعريرة الموسيقية هي نتيجة التغير المفاجئ في الصوت أو عزف قطعة موسيقية مختلفة عن سياق المعزوفة الكاملة و بالتالي فإن الجسم ينتبه عن حدوث أي تغير.