صحة

الدوبامين Dopamine والسمنة

الدوبامين هو هرمون ومرسل كيميائي ينقل الإشارات العصبية من خلية إلى أخرى، ويعد منظما للأحاسيس والسلوكيات في الجسم. إذا زادت أو انخفضت نسبة الدوبامين بشكل كبير في الدم، فقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالكثير من الأمراض النفسية والبدنية. على سبيل المثال، يزيد تناول المدمنين للمواد المخدرة من إفراز الدوبامين في الدم، مما يسبب الشعور بالاسترخاء والهدوء. وعلى الجانب المقابل، يؤدي نقص نسبة الدوبامين إلى الشعور بالتوتر والتعاسة والإفراط في تناول الطعام، مما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسمنة. وقد يكون نقص الدوبامين سببا رئيسيا في بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب وانفصام الشخصية وقصور الانتباه وصولا إلى مرض باركنسون .

خلفية تاريخية
في عام 1958، تم اكتشافه بواسطة العالم السويدي آرفليد كارلسون ونلزاك هبلارب في معهد القلب الوطني بالسويد، من خلال معمل الصيدلة الكيميائية. سمي بـ `دوبامين` بناء على كونه وحيد الأمين، وقد فاز كارلسون بجائزة نوبل في الطب في عام 2000 بسبب اكتشافه. وفي عام 1919، تم تخليق الدوبامين لأول مرة مخبريا بواسطة جورج بارجر وجيمس إيونيس في معامل ولكم بلندن، المملكة المتحدة .

الاستخدامات
يعطى المريض جرعات من الدوبامين في حالة اختلال الدورة الدموية الناتجة عن الصدمة واحتشاء عضلة القلب . وكذلك في حالة النزيف الداخلي بسبب تسمم الدم، وعند إجراء جراحات القلب المفتوح،  وفي حالات الفشل الكلوي ، وانهيار المعاوضة القلبية المزمنة لدى المصابين بفضل القلب الاحتقاني .

موانع الاستعمال
يُمنع استخدام هذا الدواء على مرضى القلب والأوعية الدموية والمصابين بورم القواتم، وفي حالة الرجفان البطيني الغير معالج وفرط الحساسية لهذا الدواء .
يوصف الدواء في حالة الحمل تحت إشراف الطبيب لتجنب المخاطر المحتملة على الجنين، ولم يثبت بعد ما إذا كان يفرز في الحليب الأم، كما يجب استخدامه بحذر لدى المسنين والأطفال .

الآثار الجانبية
قد يتسبب الدوبامين في سرعة ضربات القلب ، الصداع ، الغثيان ، القيء . ينصح بالملاحظة الدقيقة لتدفق البول وضغط الدم طوال فترة العلاج.

تواجده في الطبيعة
تحتوي الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة على نسب مرتفعة من الدوبامين، ويؤدي تناولها بانتظام إلى الحفاظ على مستوى الدوبامين وزيادته في الدم. وتشمل هذه الأطعمة البطيخ والتفاح والموز والشمندر والأسماك والمكسرات والحليب ومنتجاته، ومنتجات فول الصويا .

الدوبامين والسمنة
في دراسة أجريت في جامعة هارفرد الأمريكية، تم استعمال عشرة أشخاص مصابين بالسمنة المفرطة وعشرة أشخاص آخرين بأوزان طبيعية، حيث تم حقنهم بمادة مشعة مصممة للربط بمستقبلات الدوبامين في الدماغ. بعد ذلك، تم التقاط صور لدماغ هؤلاء الأشخاص باستخدام كاميرات خاصة لتسجيل المادة المشعة، وتبين أن المصابين بالسمنة كانت لديهم إشارات أقل من الأشخاص الأصحاء، مما يشير إلى وجود ارتباط محتمل بين انخفاض مستوى الدوبامين في الدم والإصابة بالسمنة .

أوضحت هذه الدراسة أن الإصابة بالسمنة ليست مرتبطة فقط بأسباب غذائية، ولكن يمكن أن تكون لأسباب فيزيولوجية أخرى مثل الانخفاض في الدوبامين والإنسولين.

في النهاية، لا يزال الدوبامين يعد البديل الأفضل بين أدوية علاج السمنة، نظرًا لمحدودية آثاره الجانبية وقلة إمكانية الإدمان عليه، كما أنه، على عكس أدوية كبح الشهية الأخرى، يحسن من حالة المزاج لدى المريض.

الأسماء التجارية

  • الدوبامين Dopamine
  • إنتروبين Intropin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى