دراسة الكلية الأمريكية حول حساسية البنسلين
كشفت دراسة حديثة أن العديد من الأطباء الذين يتعاملون مع المرضى المصابين بحساسية البنسلين والتي تم تدوينها في جداولهم، قد لا يفهمون بشكل كامل الحقائق المهمة حول حساسية البنسلين .
دراسة الكلية الأمريكية حول حساسية البنسلين
إذا كان هناك شخص ما قد عانى وتجنب بعض المضادات الحيوية لأنه يعتقد أنه مصاب بحساسية البنسلين، فربما يريد الآن معرفة ما إذا كان ما يزال يعاني من الحساسية بالفعل أم لا، فلقد أظهرت دراسة جديدة أن العديد من الأطباء الذين يعالجون المرضى الذين يعانون من ” حساسية البنسلين ” المدرجة في جداولهم، قد لا يفهمون بشكل كامل حقائق مهمة عن حساسية البنسلين، وقد لا يكونوا مدركين أن حساسية البنسلين يمكن أن تحل بمرور الوقت، ولا يفهموا تماما أهمية اختبار الحساسية للتأكد من وجود حساسية من البنسلين في الوقت الحالي .
حول الدراسة
قامت الكلية الأمريكية للحساسية و الربو والمناعة ” ACAAI “، بدراسة استقصائية عن طريق فحص 276 استطلاعا استكملها أطباء غير متخصصين بالحساسية، ومساعدي الأطباء وممرضات ممارسين وصيادلة في مستشفى روشستر للصحة الإقليمية، ووجد الباحثون أن أكثر من 80 في المائة من الممارسين العامين الذين شملهم الاستطلاع في نظامهم، يعرفون أن الإحالة إلى أخصائي الحساسية للاختبار ذات أهمية للشخص المصاب بحساسية البنسلين المبلغ عنها، وعلى الرغم من ذلك فإن الأطباء إما لم يحولوا مرضاهم إلى طبيب متخصص في الحساسية، أو لم يفعلوا ذلك إلا مع مريض واحد في السنة، بالإضافة إلى ذلك كان لدى الصيادلة الذين شملهم المسح في نظامهم فهم أفضل بشكل عام لحساسية البنسلين .
تصريحات مؤلفة الدراسة الرئيسية، ماري ستايكو
تقول الطبيبة الصيدلية للأمراض المعدية ومؤلفة الدراسة الأساسية ماري ستايكو : ” لم نفاجأ بالصيادلة في كونهم يفهمون مسار حساسية البنسلين أفضل من الأطباء الآخرين، نظرا لأن تعليم الصيدلة أكثر شمولا، ومن بين هؤلاء الذين شملهم المسح، فإن 78 في المائة من الصيادلة كانوا يعرفون أن حساسية البنسلين يمكن أن تحل بمرور الوقت، بينما لم يفعل ذلك سوى 55 في المائة من الأشخاص المتبقين ( أطباء غير متخصصين في الحساسية ومساعدين طبيين وممرضات )، كما أظهر المسح وجود تفاهم محدود بين الأطباء الداخليين والممارسين العامين، فيما يتعلق بالأعداد الكبيرة من الأشخاص الذين أبلغوا عن حساسية البنسلين ولكن لم يتم اختبارهم أبدا ” .
اعتقادات مرضى الحساسية
بين 10 – 20 % من الأمريكيين يعتقدون أن لديهم حساسية من البنسلين، لكن الأبحاث السابقة وجدت أن 10 % فقط من هؤلاء الأشخاص هم حقا مصابون بالحساسية من البنسلين، وبعبارة أخرى فإن 9 من كل 10 أشخاص يعتقدون أنهم مصابون بحساسية البنسلين يتجنبونه بدون أي سبب، حتى في الأشخاص الذين لديهم حساسية موثقة من البنسلين لا يزال 20 % منهم يعانون من حساسية بعد عشر سنوات من تفاعلهم التحسسي الأولي .
تصريحات الدكتورة أليسون رامزي
تقول أليسون رامزي، المتخصصة في الحساسية وعضوة مشاركة في الدراسة وعضوة في الكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة: `اكتشفت دراستنا أن هناك فهما ضعيفا لحساسية البنسلين بين غير المصابين بالحساسية، ولم تكن هذه النتيجة مفاجئة بناء على تجربة معظم أطباء الحساسية السريرية، ولكنها توفر فرصة ممتازة للتثقيف حول هذا الموضوع – ليس فقط للمرضى، بل لجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية .
غالبا ما يشار إلى الأشخاص الذين يعانون من حساسية البنسلين باسم `المضادات الحيوية من الخط الثاني`، والتي قد تكون لها مخاطر أكبر من الآثار الجانبية وتكلفة أعلى. تقول الدكتورة رامزي: `أكثر من 90٪ من الأشخاص المصنفين كحساسية للبنسلين يمكنهم تحمل المضادات الحيوية القائمة على البنسلين، وأظهر استطلاعنا أن 30٪ فقط من المستجيبين للمسح الطبي يعرفون ذلك. من المهم أن يتفهم الأطباء أهمية تأكيد وجود حساسية البنسلين، ولكن الأهم من ذلك هو تعليم واختبار الأشخاص الذين يحملون هذه العلامة .
ويمكن لأخصائي الحساسية أن يتعاون مع الطبيب العام ليتعرف على وجود حساسية حقيقية للأدوية لدى الشخص، وليحدد العلاج الآمن والفعال من المضادات الحيوية المتاحة، وفي حال عدم وجود حساسية، يمكن للشخص استخدام المضادات الحيوية بأمان والتي غالبا ما تكون أكثر فعالية وأقل تكلفة .