خواطر مؤلمة
خاطرة حزينة
في بعض الأحيان، يصعب معرفة أن تهتم بشخص لا يهتم بك، ولكن هذا الأمر حقيقي. عندما تبدأ بتجاهل أصوات الناس وتحاول السيطرة على نفسك، يتوقف عقلك عن التفكير في كل مصائبك، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، ويشعر الشخص بأنه سينهار في أية لحظة
تبدأ بالشعور بالوحدة واليأس، ثم تحاول إعطاء نفسك قليلاً من الأمل، لكنه سرعان ما يثبت عدم كفايته، وتشعر بالفراغ وتصبر وتنتظر، ربما يلاحظك شخص ما ويهتم بك ليكفر عن خطأه، لكن دون جدوى
تشعر وكأنك طفل صغير في وسط بقعة ظلام سوداء، تبكي وحيدًا وتحاول الوقوف مرة أخرى بصعوبة، وكأن قدميك فقدتا الحس، ويتحول الفراغ الذي بداخلك إلى دوامة، أو كتشبيه لثقب أسود يحاول التخلص من ذكريات هذا الشخص
إذا استسلمت للأمر، فستفقد عزيمتك وثقتك بنفسك وقوتك وأملك، وإذا حاولت النزاع معه ستتعب سريعًا، إلا إذا كانت عزيمتك جبارة وصبرك مثل صبر الجبال
عندما يبدأ تكون هذا الفجوة، تشعر بالرعب والبكاء ولا ترغب في نسيانها لأنك أحببتها بصدق، تشعر وكأن جميع عظام جسدك تنكسر من شدة الألم، وعينيك تغمى عليهما بالدماء، تشعر أنك فقدت جزءا من نفسك
لا يزال الأمر طبيعياً حتى تحدث مرة أخرى، ولكن عندما يصبح من المستحيل رؤيته مرة أخرى، ستشعر وكأنك أصبحت أشلاء، وكأن قنبلة نووية قد انفجرت بداخلك وحطمت جميع مشاعرك، وأصبحت مثل حبيبات الرمل
لقد شعرت بهذا الشعور المؤلم الذي جربته ألف مرة سابقًا ولكنني تغلبت عليه، لذا لا شيء سيضعفني أبدًا
خاطرة مبكية
كنت صغيرا جدا في الأيام السابقة، صغيرا للدرجة التي كنت أتخيل نفسي ألعب طوال عمري دون أن أحمل أي هموم أو أحزان. ولكن السعادة لا تدوم طويلا، فقد كبرت كثيرا وأصبحت ألعابي مجرد ذكريات مدمرة تعود إلى ذهني مثل الخيال في بعض الأوقات عندما أرى الأطفال يلعبون. أتذكر نفسي كيف كنت طفلا هادئا وأشعر أنني لم أستمتع بطفولتي مثلما فعل الأطفال الآخرون. ولكن لا بأس، فربما الوضع يتغير الآن، ولكن على الرغم من ذلك، لا يمكنني التصرف كباقي المراهقين الذين في نفس عمري. هذا الشعور غريب، ولكنني بدأت أتقبله. المختلف الذي أحمله في داخلي، على الرغم من غرابته وألمه، يبدو لي مميزا، وسأظل هكذا على الرغم من شعوري بالفراغ
هل تتذكر عندما كنا نلعب أنا وأصدقائي معا؟! كانت أياما جميلة! شيء ما، ولكن تلك الحرب القاتلة سلبتها منا، سلبت أحلام طفولتنا البريئة منا، سلبت منا من نحب وأبعدتنا عنهم كثيرا. لماذا قمتم بهذه الحرب؟! قولوا لي، لماذا؟ كنت في كل صباح أذهب إلى مدرستي سعيدا، أذهب لكي أرى رفاقي وأصدقائي، لكي نركض معا. الآن، كل هذا أصبح في ذكريات الماضي المؤلمة. ليت الأيام تعود، فقد اشتقت لأيام الطفولة البريئة الجميلة، البالية بلا ألم ومليئة بالضحكات غير المفهومة. كانت تلك مشاعر جميلة في ذلك الوقت. ليتها تعود من جديد، حتى أستطيع التخفيف من حدة ألمي. لقد تعبت، لا أستطيع السيطرة على الفراغ الذي يسكن داخلي، فهو مؤلم جدا. في كل ليلة، أستيقظ في منتصف الليل وأبكي بدون أن يسمعني أحد أو يشعر بي. أشعر بألم شديد يمزقني، أشعر أن قلبي يصرخ بقوة وبصوت عال جدا، ولكن لا أحد يستطيع سماعه سواي. يا حياة، أرجوك اختفي قليلا، فقلبي ينزف. أرغب في أن ينتهي كل هذا وأن ألقي نفسي بين جداول المروج الخضراء، ولكن أشعر أنه مستحيل
فأنا أتألم
أذكر بشدة تلك الأيام التي كنت أحمل فيها دفتري وقلمي وأبدأ في كتابة مفردات يومي المضحكة، كنت أكتب “أكره فلان” لأنه كسر لعبتي، والآن أقول: “يا ليت فلان يعود.” الدنيا غريبة فعلا، في بعض الأوقات، عندما أجلس مفردا، أسمع أصوات من أحبائي الذين أشتقت لهم من كل قلبي، أسمع صوتهم في رأسي وأبدأ في الالتفات حولي، ولكنه للأسف مجرد صوت عالق في ذاكرتي. أبكي بحزن شديد وأقول: “لا بأس، ما زال هناك أمل وسنلتقي قريبا”، ولكن دموعي تنهمر بغزارة. في إحدى المرات، ذهبت إلى الحديقة وجلست وحيدا، تذكرت الحدائق التي كنا نذهب إليها قبل الحرب، قبل أن نفترق، كنا نلعب ونضحك ونمرح، ولا يهمنا شيء سوى الاستمتاع بهذه اللحظة قبل فوات الأوان. كان بالنسبة لنا فوات الأوان هو صوت أهلنا عندما يقولون: “هيا، تحضروا، فسوف نعود الآن”، كنا نكره هذه الجملة، رغم قولهم لها، كنا نستمر في اللعب حتى اللحظة الأخيرة، وبعدها كانوا يوبخوننا لأن السبب بتأخرهم، فهم لا يعلمون أن هذه اللحظات، بالنسبة لنا، قيمتها غالية. هذه هي الحياة، قد تبدو جميلة ولكنها مؤلمة، فكر جيدا قبل أن تفقد قيمة اللحظة، أو قبل أن تحرم غيرك منها، فهذه اللحظات السعيدة، قد لا تتكرر مرة أخرى.
خاطرة عن الأم
تلك الأم الرقيقة الجميلة التي تستقبلني كل يوم عندما أعود من العمل وتبدأ بسؤالي عن حالي، قد تكون عظيمة جدا في حياتي. دعني أخبرك أنه لا يوجد شخص أعظم منها، عندما تجدني تقف بجانب المائدة وتترك الطعام لي لأشبع وأتغذى، إذا صرخت في وجهي فلا ترد عليها بل قبل يديها، فهي تحبك بصدق. إذا ضربتك، انحن إلى قدميها وقبلها، فهي عظيمة وترغب في رؤيتك عظيما. عندما تنصحك، استمع إليها، وإذا لم يعجبك كلامها، فلا تؤذها. الأم هي جنة، إذا لم تعرف قيمتها وهي حية، فستندم عندما تعرف قيمتها وهي ميتة. فما فائدة معرفتك لقيمتها حينها؟ تريد أن تراك على قمم النجاح، تذكر عندما كنت صغيرا كيف لم تنم من أجلك وفعلت كل هذا دون مقابل
تعلمك الأم، تؤدبك، تنظفك، تلبسك، تطعمك، تجعل منك إنسانا بمعنى الكلمة. ومن قال إن أمه لا تهتم به، فليقل له: هل نظرت إلى داخل قلبها؟ ذلك القلب الأبيض الخالي من الكراهية والحقد. الأم، ثم الأم، ثم الأم، تذكر هذه الكلمة. فقد قالوا في الزمن القديم: `يلي ما عنده ميمة، ما عنده خيمة.` وفي قصة قرأتها ذات مرة، كان هناك شخص يروي حكايته، يقول: `كنت في مطعم، كان عندي اجتماع، وطلبت قهوة، وعن طريق الخطأ أنسكبت القهوة على ثيابي. فقال الجميع لي: ماذا فعلت؟ إلا أمي، قالت لي: هل تأذيت؟` هذه هي عظمة الأم، أن تترك العالم بأكمله، وتذهب إلى حضن أمك، فستستقبلك بكل وقت وبكل زمان. فهي ملاذك الأول والأخير. الأم تحبك بصدق، تساندك بصدق، تعطيك بصدق، ولا تنتظر منك شيئا سوى أن تكون إنسانا صالحا.
شعر معروف الرصافي عن الام
أمي تستحق الإكرام أكثر من أي شخص آخر، فالإكرام لها واجب واجب
حملتني بثقلها، ومن ثمّ أرضعتني حتى فطمت
حمتني ورعتني في ظلام الليل حتى تركت نومها من أجل أن أنام
امي هي من خلقتني بعد ربي، وأصبحت جزءمن الناس
فليكن لها الحمد بعد حمدي إلهي، وليكن لها الشكر في مدى الأيام