خطبة محفلية عن التخرج
يحمل يوم التخرج معه الكثير من العواطف للخريجين وعائلاتهم، فهو وقت الاحتفال بالإنجاز والنجاح والأمل في المستقبل، وقد ساهمت مجموعة من الخبرات العظيمة التي اكتسبتها من الأصدقاء والزملاء في كليتك ومن مدرسيك في شكل تجارب عملية وخبرات حياتية، والتي كانت تنتقل بين كلماتهم خلال النقاش، في تشكيل أفكارك حتى تخرجت من هذه الجامعة، وهذه اللحظة الحاسمة التي تشكل علامة كبيرة في طريقك المهني، فتذكر دائما أن كل الأيام الرائعة التي قضيتها في هذه الكلية كانت لحظات عظيمة مررت فيها بالنجاح وأحيانا بالفشل، وستبقى معك دائما كمصدر للخبرات والتأهيل العلمي.
تحية إلى آباء وأمهات الخريجين
أيها زملائي وزميلاتي، أنا سعيد جدا لأنني أقف أمامكم في هذه اللحظة الرائعة التي نحتفل بها، أنا وزملائي الخريجين لهذا العام من الكلية. ومعنا يحضر أهالينا والذين ساهموا بمالهم وخبرتهم الكبيرة لنصل إلى هذه اللحظة المميزة في حياتنا، فهي تمثل فرقا كبيرا بين حياتين: حياة الدراسة والتعلم الأكاديمي وحياة العمل والمهنية وتحمل المسؤولية. أرغب في تحية كبيرة وتقدير عميق لجميع الآباء والأمهات الحضور، الذين يملؤون الكون بحبهم ويملؤون قلوبنا بهذا الحب، ويملؤون عقولنا بالتفكير في مستقبل مشرق نتطلع إليه. نود أن نقدم لكم جميعا تحياتنا وتقديرنا واحترامنا العميق.
لكم أتوجه بالشكر على صبركم وتفهمكم وتضحياتكم ودعمكم الأخلاقي و المالي، خلال هذه السنوات التي كانت مليئة بالتحديات، والتي بالرغم من أن سنبتهج بالعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية حيث لا سهر ومزيد من الليالي للدراسة، حيث اللقاءات مع الأصدقاء دون رقابة، حيث الترفيه والرحلات ومع ذلك، لا يمكنني وأعتقد أنني لست وحدي في هذا حيث أنه من المؤكد أن كل زملائي وزميلاتي يشاركونني في هذا الاستمتاع بالمشاعر المشتركة بالفخر بما أنجزناه وبالفرص التي تنتظرنا، وقبل كل ذلك بالرضا الذي منحناه لأهلنا وعائلاتنا.
شكر إلى إدارة الجامعة والكلية
السادة الحضور الكرام في هذا اليوم العظيم، أود أن أعرب عن شكري وتقديري العميق نيابة عن عائلة الكلية التي لا يزال انتماؤي إليها قائما، وذلك لكل من أعضاء هيئة التدريس من الدكاترة الذين ساهموا بشكل كبير جدا في تحقيق هذه اللحظة المميزة والمليئة بالفخر، والتي تحمل في طياتها الأمل بمستقبل مشرق. وأؤكد لكم بأننا سنكون ممثلين متميزين للكلية والجامعة، ووجها فاعلا في كل المناسبات والمواقع العملية والعلمية، ونحن على ثقة بأننا سنواصل العمل بشكل مثالي ونتميز بإنجازاتنا وعطائنا، وذلك من خلال الاستمرار في بناء سمعتنا من أجل التميز، وتحقيق الإسهام الفعال في المجتمع الذي نعيش فيه. كما أننا لم ننسى كلمات رئيس الجامعة أو عميد الكلية التي كانت دائما تشجعنا على بذل المزيد من الجهد، وتذكرنا بأن سبب اختيارنا لهذا المجال هو خدمة المجتمع والمساهمة في إثراء الحياة، وأننا يجب أن نتذكر التضحيات التي قمنا بها من أجل تحقيق ذلك.
نحن نعدكم بأننا لن ننفصل عنكم وسنبقى أبناء أوفياء لكم في السنوات القادمة. ولن يكون دعم الأنشطة الطلابية والبرامج الجامعية هو الوحيد الذي سنقدمه، بل سنأتي لنطلعكم على الإنجازات العديدة التي سنحققها خلال مسيرتنا المهنية، والتي سنفخر بها دائمًا.
رسالة إلى الخريجين والخريجات
أعرف وأنا واحد منكم كم هي أحلامنا كبيرة وأعرف أن طموحنا ليس له مدى، وأعرف أن بيننا من يتوق للانخراط في الشأن العام ويكمل دوره في المشاركة في صياغة السياسة والرؤية لهذا الوطن الذي نحلم جميعا أن يكون قبلة للتقدم والرقي ومنارة سامقة للإبداع والتميز الحضاري، وسوف يكون كذلك إن شاء الله بفضل إيماننا بجهود أبنائه وقيادته الرشيدة، زملائي وزميلاتي الإنسان الناجح في الحياة هو الذي يعرف هدفه في الحياه يعرف كيف يحدده ويحدد الطرق والسبل التي تمكنه من تحقيقه, لكن ولأن لكل غاية وسيلة فلتكن وسيلتنا ونحن نسعى لتحقيق هذه الغاية أن نكون مسلحين بالقيم والأخلاق والمثل العليا التى حثنا عليها ديننا، ولا نحيد عن طريق الحق فلن نظلم أحدا ولن نكون رفقاء للسوء، وسنتعلق بكل ما هو حق وعدل وخير، من أجل رفعة وطننا وتقدمه.
زملائي وزميلاتي أنصحكم وإياكم أنصح نفسي تطلعوا إلى الجودة لا إلى العدد، تطلعوا إلى النوعية لا إلى الكم، ركزوا على العمق فيما تفعلون لا على السطحية، ابحثوا داخل ذواتكم عن المميز قدموا ما يرفع قامتكم لأعلى كونوا استثنائيين لا عاديين، كونوا متفردين مميزين لا عاديين ومبتذلين مكررين فتسقطوا في فخ الملل، اجعلوا أهدافكم كبيرة تجاوزوا بها الواقع واسعوا إلى تحقيقها ولا تجعلوا كلمات أي محبط تقف أمام عزائمكم وهممكم، اجعلوا غاياتكم سعادة الناس سعادة أهل وطننا وناسه، تسلحوا بالإيمان القوي بقدرة الخالق العظيم على المساندة والتأييد.
زملائي وزميلاتي الخريجين والخريجات في نهاية كلمتي أود أن أقول لكم لا أذكركم لأنكم كذلك بالفعل كونوا أحراراً واحترموا حرية الآخرين، قدروا التنوع والاختلاف فبدونه تكون الحياة بلا ألوان وستبعث حينها على الملل والرتابة، كونوا أحرارا تكونوا مبدعين خلاقين لأفكار عظيمة تجعلكم في مهنكم نموذجا ومثال.