تشكل خصائص العمارة الفرعونية في مصر القديمة أسسا للهندسة المعمارية في العالم القديم والحديث، فالحضارة المصرية التي تعد الأعظم في العالم قدمت كل أشكال التقدم والنهضة التي تظهر في أغلب الدول اليوم، وذلك منذ أكثر من 7000 سنة قبل الميلاد .
الطراز الفرعوني
اشتهرت العمارة المصرية القديمة بطرازها الخاص الذي تأثر بشكل كبير بالطبيعة الجغرافية والجيولوجية والمناخ في البلاد، وكان الجانب الديني أحد العوامل الأساسية التي أثرت في فن العمارة المصرية القديمة منذ بدايات التاريخ .
وقد ظهر تأثر العمارة المصرية بهذه العوامل بشكل جلي في الحوائط التي تم إقامتها بشكل مائل إلى الداخل ، مثلما ظهرت الكثير من أهم أبنية الفراعنة كالأهرامات ، والمصاطب ، هذا بالإضافة إلى استخدام المصري القديم للبوص ، وسيقان البردي ، وجذوع النخل ، وأيضًا القش وتكوين الجدائل منه في الحوائط فيما يُعرف بالعمارة المصرية النباتية .
من أبرز علامات العمارة المصرية القديمة هي استخدام الأحجام الهائلة في تصميم الأبنية المختلفة، والسمك الكبير للحوائط الخارجية التي تصبح أضعف كلما صعدنا إلى الأعلى. وكان المصريون القدماء يضعون اهتماما خاصا في جعل السطح عموديا من الداخل ومائلا من الخارج؛ وذلك لتعزيز قوة الحوائط وضمان ثباتها على المدى الطويل. وقد يفسر هذا الأمر بأن المصريين القدماء كانوا يعانون من الزلازل وحرصوا على تفادي أضرارها حسب بعض المؤرخين .
انتشرت الأشكال الهندسية المختلفة ؛ كالمستطيلات ، والمربعات في شكل متداخل حيث كانت تعمل على تحديد مساحة المبنى الذي يتم إقامته ، بينما ارتفاع المبنى كان يُحدد بدرجة الفخامة ، وزيادة عدد الطوابق الذي يتناسب معها ، وكانت الفتحات الموجودة في المباني صغيرة نتيجة لطبيعة جو مصر القديمة .
الهندسة عند المصريين القدماء
من أهم خصائص الهندسة المعمارية عند المصريين القدماء ما يلي :
أشكال المباني عند الفراعنة
المعابد هي واحدة من أشهر المباني الفرعونية في مصر؛ حيث يتميز شكلها الفريد الذي يميزها عن أي معابد في الحضارات الأخرى. كان المصريون القدماء يولون اهتماما كبيرا لاستقامة الاتجاهات في المحور الرئيسي للمعبد، ويسودها التناظر والتناسق في باقي الأجزاء الهامة للمعبد. يتميز التخطيط المعماري المصري بالاستخدام المتقن للأشكال المربعة والمستطيلات المتداخلة كما ذكرنا سابقا. يتكون المبنى في مصر القديمة من عدة مستطيلات وينقسم إلى مستطيلات أصغر حجما .
ونظرًا لشدة أشعة الشمس وضوئها الساطع وحرارتها الشديدة، فإن الفتحات التي وجدت في الأماكن العلوية من الحوائط كانت صغيرة جدًا، مما تسبب في وجود إضاءة ضعيفة وأضفى ذلك الوقار على المعابد .
مواد البناء في مصر القديمة
استخدم المصريون القدماء الأحجار في عملية البناء، وكذلك الزخرفة الشهيرة وأعمال التكسية في العديد من المباني، مثل المصاطب والمقابر والمعابد والأهرامات .
هذا بالإضافة إلى تصنيع الطوب في مصر القديمة ؛ حيث قاموا بعمل قوالب الطوب باستخدام طمي النيل المخلوط بقش البوص أو التبن ، ومن ثم تركها لتتخمر ، وتتشكل داخل القالب ، ثم يتم رصها في الشمس حتى تجف ، والأمر لم يقتصر على ذلك فقط ؛ فقد كانت أبعاد الطوب ( 28 سم × 14 سم × 7 سم ) ، وقد اختلفت هذه القياسات باختلاف العصور ، وحسب حاجتها المعمارية ، ولكن كان قالب الطوب يُبقي على النسب بين أبعاده ؛ فكان من أهم العوامل التي ساعدت في معرفة العصر الذي أُنشئ فيه كل مبنى .
التخطيط في العمارة المصرية القديمة
اعتمدت الحضارة المصرية القديمة في التخطيط على الهدف المنشود من إقامة المبنى، وما يتعلق به من احتياجات ومحتويات لازمة؛ فأغلب المعابد الفرعونية تتشابه في تخطيطها، إذ يُقام على جانبي الطريق الذي يؤدي إلى المعبد صفًا من التماثيل التي تتخذ شكل أبي الهول حتى مدخل المعبد .
يتم الدخول إلى المعبد من خلال بوابة مقامة بينبرجين عاليين، وترتبط هذه البوابة بالصحن السماوي الذي يحيط به عدد من الأروقة المسقوفة .
تأتي إضاءة المعابد من المسافات المتروكة بين الأسقف، وتصل إلى “قدس الأقداس” وهي الحجارة التي يوضع عليها التمثال .
الأعمدة في الحضارة المصرية القديمة
تعد العمارة المصرية القديمة هي التي وضعت أسس الهندسة المعمارية، وطرازها يعد مثاليًا في العالم، فقد طور المصريون القدماء المساند حتى وصلوا إلى إنتاج الأعمدة المناسبة لحاجة الإنسان في تلك الفترة .
من أهم علامات التطور في بناء الأعمدة في مصر القديمة هو مبنى الهرم المدرج في سقارة؛ حيث اتخذ الهرم تدرجًا مذهلاً في الارتفاع حتى انتهى بشكل الأعمدة التي تحتوي على قنوات، وتم نقل هذه الأعمدة من العمارة المصرية القديمة إلى العمارة اليونانية في فترات لاحقة .
أنواع الأعمدة المعمارية في مصر القديمة
- الأعمدة المربعة .
- الأعمدة المركبة .
- الأعمدة المستديرة .
- أعمدة الزهرة المقلوبة .
- أعمدة اللوتس .
- أعمدة البردي .
- الأعمدة ذات القنوات .
- الأعمدة الحتحورية .
- الأعمدة النخيلية .
الحوائط في العمارة المصرية القديمة
استخدم المصريون القدماء الجريد والبوص وسعف النخيل المربوطة والمثبتة بعوارض من نفس النوع، وقاموا بإنشاء “لياسة” من الطين لتشكيل الحوائط المصمتة .
النحت في الهندسة المعمارية الفرعونية
يتميز فن النحت المصري القديم بالطابع الملكي الفخم في المراحل الأولى من النحت، ولكن يتميز في المراحل اللاحقة بالشعبية والتأثر بالحياة اليومية .
كان المصريون القدماء ينحتون الجرانيت والمرمر والبازلت والديوريت، وخاصة في عصر بناء الأهرامات في عهد الأسرة الثالثة والرابعة .
العمارة الجنائزية في مصر القديمة
ركز ملوك الدولة الوسطى على بناء عدة معابد للآلهة المختلفة في الأقاليم. تم إقامة المعابد الجنائزية، وهي تطور للمعابد التي تقدم فيها القرابين والتي توجد بين المصاطب. فالمعبد الجنائزي هو واحد من أقدم التقاليد الجنائزية التي تقدم فيها القرابين في مكان قريب من القبر. ومن أشهر هذه المعابد “منتوحتب” في الدير البحري ومعبد “أمنحتب الثالث” في هوارة. ومن أهم المقابر هي “مقابر النبلاء” في الجبل ومقابر “بني حسن .
عمارة المنازل في مصر القديمة
المنازل في دير المدينة
يتراوح طول المنزل بين 10 و 18 مترًا، ويتراوح عرضه بين 4 و 9 أمتار. تتراوح مساحة المنزل في الغالب بين 30 و 160 مترًا مربعًا، وتعتمد مساحة المنزل على عدد أفراد العائلة وموقعهم الاجتماعي .
منازل الموظفين في مصر القديمة
كانت منازلهم راقية وكبيرة وتضمنت أفنية واسعة، وتم تخصيص مركز المنزل لسيد البيت، بينما تم تخصيص جانب البيت لسيدة البيت، وكان منزل سيد البيت أكبر من منزل سيدة البيت، وتتفاوت المساحات من منزل لآخر وفقًا للمكانة الاجتماعيةللعائلة .
القصور في مصر القديمة
تتكون القصور في مصر القديمة من عدة مبانٍ مرتبة على التوالي
- قصر الملك .
- القصر الجنوبي .
- القصر الشمالي .
- القصر الوسيط .
- جناح الجمهور .
- معبد آمون .
- قاعة الاحتفالات .
- قاعة العمال والصناع .
- قاعة الخدم .
- الفناء الكبير .
- الفلل .
- الشارع .