تتفرع نهر النيل في مصر إلى شقين، الشرقي والغربي، ويستقر سكان مصر على طول وادي النيل من الإنسان الأول الذي وضع قدمه على الأراضي المصرية وحتى اليوم. ولذلك، توجد معظم الحضارات والمعالم الأثرية وغيرها حول وادي النيل، وعلى الجانب الغربي من النيل تقع الصحراء الغربية.
على الرغم من أن السكان في هذه الصحراء قلة منذ العصور القديمة حتى الوقت الحاضر، إلا أنها تحتوي على العديد من الواحات. الصحراء الغربية واسعة المساحة، وتحتوي على العديد من المناطق الأثرية والسياحية التي يزورها السياح من جميع أنحاء العالم. ومن بين هذه الواحات، تتميز واحة سيوة بوجود حمام كليوباترا ومعبد آمون ومناطق سياحية أخرى.
مزارات سياحية بالواحات المصرية
واحة سيوة
تقع سيوة على بعد 550 كيلومترا إلى الشمال الغربي من القاهرة، ونظرا لموقعها الجغرافي الذي يبعد أكثر من 190 كيلومترا جنوبا عن محافظة مطروح، فهي تتبع إدارة محافظة مطروح بالكامل، وتقع الواحة على بعد 300 كيلومترا إلى الجنوب من البحر الأبيض المتوسط وإلى الشمال الشرقي من مدينة مرسى مطروح. يتميز مناخ سيوة بأنه بارد في الشتاء وحار في الصيف، وفصلي الربيع والخريف يعتبران أفضل فصول السنة لزيارة الواحة.
عندما سيطر الإسكندر الأكبر على مصر، ربما أراد زيارة معبد أوراكل آمون الشهير عالميًا الذي يقع بالقرب من سيوة. في عام 331 قبل الميلاد، غادر الإسكندر الكبير الإسكندرية وتوجه إلى الجنوب، ووصل إلى سيوة حيث يقع معبد آمون، الإله الأعلى لمصر، وابن الإله رع.
بالإضافة إلى ضيافة سكان سيوة الفريدة والمميزة عن أي بقعة أخرى في مصر، تتميز واحة سيوة بالعديد من الأماكن الجذابة مثل معبد أوراكل ومدينة شالي القديمة والمقابر في جبل الموتى، كما تشتهر بعدد كبير من ينابيع المياه الطبيعية والحمامات، بما في ذلك حمام كليوباترا الشهير والأكثر شعبية.
معبد آمون في سيوة
تقع واحة سيوة في الصحراء الغربية المصرية، وهي مكان جميل ورائع بفضل جمال طبيعتها ومواقعها الأثرية الرائعة والينابيع المائية الحارة التي توفرها. ومن بين المعالم الغامضة والمميزة في واحة سيوة هو معبد آمون رع الذي يُعتقد أن قبر الإسكندر الأكبر موجود فيه.
يجدر بالذكر أن الملك الإسكندر الأكبر حصل على لقب “ابن آمون” بعد زيارته لمعبد آمون، حيث أراد الإعلان عن القوة الإلهية لنفسه وإضفاء الشرعية على غزوه لمصر، ووضع نفسه على قدم المساواة مع الفراعنة.
كان معبد آمون ذو أهمية كبيرة في العصور القديمة، وفي عام 1995، قامت مجموعة من المستكشفين وعلماء الآثار بالبحث عن المعبد، وبعد أسبوع واحد، وجدوا خطًا طويلًا من الأسود الذهبية على البوابات، بالإضافة إلى رمز آمون رع.
يعرف المعبد باسم معبد التنبؤات، وتدور قصة مشهورة حول الإسكندر الأكبر الذي زار كاهن المعبد وسأله عن المستقبل، فأخبره الكاهن بأنه سيحكم العالم لفترة قصيرة وتم تتويجه حاكمًا لمصر بعدها.
جبل الموت
يقع جبل الموتى في واحة سيوة، ويتمتع بإطلالة بانورامية على الواحة وتحيط أشجار النخيل بجوانبه الرائعة، وقد اُكتشف بالصدفة عندما أخذ سكان سيوة هذا الجبل كملجأ في الحرب العالمية الثانية، والدراسات العلمية أكدت أن جبل الموتى يتكون من تربة من الحجر الجيري ويعد بمثابة مقبرة أثرية.
في تلك المناطق، لن تتمكن من إغلاق عينيك أمام المشهد الرائع من الجبل إلى الوادي، حيث يتكون المشهد من مقابر محفورة من الحجر بشكل خلايا نحل متتالية ومنتظمة، تشبه شكل الواحة القديمة. وتعتبر مقبرة `سي آمون` واحدة من أجمل المقابر في تلك المنطقة، وتنتمي لرجل يوناني ثري عاش في سيوة ودفن وفقا لديانة هذه المنطقة.
حمامات كليوبترا
توجد في واحة سيوة والواحات المصرية العديد من الآبار الكبريتية الساخنة التي تتمتع بخصائص علاجية طبيعية متنوعة، ولكن عند زيارة واحة سيوة، يجب أن تكتشف واحدة من أكثر أماكن الاسترخاء شهرة في مصر. تحتوي الواحة على حمامات كليوباترا التي تعد المعلم الرئيسي والجاذب في سيوة. يقال أن الملكة المصرية نفسها كليوباترا استحمت فيها، ولذلك تم تسميتها بهذا الاسم.
جميع السياح يقومون بنفس الشيء منذ سنوات، ويشير اسم كليوباترا إلى جمال حمام السباحة بين مختلف حمامات السباحة في واحة سيوة.
واحة الداخلة
واحة الداخلة هي أقدم واحة استقر فيها الناس بين الفرافرة والخارجة، وتتكون الواحة من سلسلة من العديد من الواحات الفرعية، وهي واحة قديمة للغاية حتى أنه يوجد بها أشخاص يمكن أن تصل أصولهم إلى العصور العثمانية.
واحة الفيوم
الكلمة القبطية Payoum تعني “بحيرة” تأخذ اسمها من بحيرة موريس التي كانت في الأصل بحيرة للمياه العذبة ولكن في الوقت ما أصبحت بحيرة مياه مالحة، تختلف واحة الفيوم عن جميع الواحات المصرية الأخرى حيث تستخدم مياه النيل لأغراض الري، لأنها الأقرب إلى وادي النيل عن باقي الواحات الأخرى.
الواحات البحرية
الواحات البحرية أو واحة شاطئ البحر، هي واد قرب الجيزة فهي بمثابة وادي شمالي تحيط به الجبال، ولها العديد من الينابيع التي تعتمد عليها الواحات، كما أنها تنتج الصوف الخاص بمنتجاتهم وهو يعد من أشهر حرف هذه الواحة، أهل الواحة معظمهم هم أحفاد من القبائل البدوية من ليبيا ومعظمهم يتبعون الإسلام.
واحة الفرافرة
تتميز واحة الفرافرة بالمشاهد الصحراوية الجميلة، وهي ثاني أكبر واحة بين الواحات البحرية بعد واحة الداخلة، ويعيش معظم سكانها بدو محليون حول 100 بئر منتشرة في جميع أنحاء الواحة، بالإضافة إلى وجود ينابيع حارة في بحيرة المفيد.
واحة الخارجة
تعتبر واحة الخارجة هي الواحة الجنوبية للمصريين القدماء، وتُعد أكبر واحة في الصحراء الغربية في مصر بجانب واحة باري، وتضيف سحرًا خاصًا على مدينة قلعة الخارجة، وتتميز الواحة بجو خاص بها وبالهدوء.
الصحراء البيضاء الوطنية
عند أول نظرة على الصحراء البيضاء التي تمتد على مساحة 300 كيلومتر مربع، ستبدو وكأنها ثلج، تقع على بعد حوالي 20 كيلومترا شمال شرق الفرافرة، على الجانب الشرقي من الطريق، تنمو أبراج صخور الطباشير البيضاء الرائعة بأشكال جميلة متنوعة. وتحتوي الصحراء على منظر سريالي لتضاريس مألوفة وغير مألوفة من الجبال الصخرية الطباشيرية التي شكلتها الرياح في هذه الصحراء الجافة.
يوجد جبلان مسطحان يُعرفان باسم توين بيكس على بعد حوالي 50 كم شمالًا، وهما نقطة الملاحة الرئيسية للمسافرين، وخارج هذا المكان مباشرةً، يتسلق الطريق جرفًا شديد الانحدار يُعرف باسم نقب السيلم أو ممر السلالم.
بعد قطع بضعة كيلومترات، يتغير مظهر قاع الصحراء ويمتلئ ببلورات الكوارتز، إذا نظرت إلى التكوينات الصخرية في هذا المكان، فستلاحظ أنها مصنوعة بشكل كبير من الكريستال، ومن بين التكوينات الصخرية الأكثر شهرة التي يجب زيارتها هو جبل الكريستال.