خصائص الشريعة الإسلامية المثالية و الشمولية

مفهوم الشريعة الإسلامية

الشريعة الإسلامية هي مجموعة الأحكام والضوابط التي وضعها الله تعالى للناس، وأرسل بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتنظيم الحياة الدينية والدنيوية.

أهمية الحفاظ على الشريعة الإسلامية

يجب على كل مسلم ومسلمة الحفاظ على التشريع الإسلامي، حيث يعمل التشريع على تنظيم حياة الإنسان وكل ما يتعلق به دينيًا ودنيويًا، وذلك لضمان تقديم الرعاية والتوجيه اللازمين

• تطهير النفس من خلال الإيمان بالله وعبادته.
• الابتعاد عن الجهل والأخطاء التي تحدث بسببه.
• تقوية العلاقات بين الناس تقوم على أساس المحبة والتآخي والعدل والمساواة والتعاون، وهذا يؤدي إلى تحقيق الأمن والسلام.
• تحقيقُ مصالِحِ العبادِ في الحياةِ الدنيا من خلالِ دفعِ الضررِ عنهم وجلبِ المنافع، وفي الآخرةِ من خلالِ التقربِ إلى اللهِ عز وجلِ.
• الحفاظ على النظام في التعامل بين الأشخاص.

من خصائص الشريعة الإسلامية الشمولية

حيث أن الشريعة الإسلامية تتضمن تعاليم ومناهج شاملة لجميع مناخي الحياة ، وكل ما يتعلق بشئون الخلق في الدنيا والآخرة ، حيث أن الشريعة الإسلامية تملك منهج منظم ومتكامل يضم كل ما يتعلق بالكون والانسان الذي يعيش فيه والحياة أيضا ، وبالإضافة إلى أن الشريعة الإسلامية عملت على تقرب الإنسان بربه ، كذلك قربت بين الناس وبعضها فهي تشمل كل النواحي السياسية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، والتعليم ، والسلام ، والحرب.

كما تتسم الشريعة الإلامية بشمولها كافة الأجناس من الناس إن كانوا ذكورا أو إناث ، بيض البشرة أم سود ، عربي أم أجنبي ، فالإسلام شامل الجميع ولا يفرق بين أحد وآخر وإنما الفرق يكون بالإيمان بالله وكتبه ورسله فقط ، لذلك فالشمولية واحدة من الخصائص التي تنفرد بها الشريعة الإسلامية.

من خصائص الشريعة الإسلامية المثالية

والشريعة الإسلامية تتميز بالمثالية والواقعية التي تتساير مع طبيعة الإنسان، فالإسلام هو مصدر إلهي ويخاطب جميع خلق الله، وجاء لتوحيد الناس وقبولهم بعضهم البعض وقبولهم لربهم، وتتميز الشريعة الإسلامية بالمثالية التي تحميها من الخطأ، وفيما يتعلق بواقعية الشريعة الإسلامية، تظهر في العديد من أحكامها، حيث تشجع التسامح والمغفرة بين الناس، وتحث على الانتماء للإسلام، وتحديد العقوبات عند الضرورة، ومعالجة القضايا الاجتماعية بالطرق المناسبة.

على سبيل المثال، جاء تحريم شرب الخمر بالتدرج، ووضعت الشريعة الإسلامية قواعد خاصة للزواج، فجعله الله تعالى من أجل تحريم الزنا واللجوء إليه، وفي حالة عدم توفر العشرة يكون الخيار هو الطلاق.

خصائص الشريعة الإسلامية

تتميز الشريعة الإسلامية بخصائص وميزات تميزها عن الشرائع السماوية الأخرى والقوانين التي أقرها الإنسان، وتتضمن بعض هذه الخصائص الآتي:

• الربانية

يقول الله تعالى : ” أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا” ، حيث أن الشريعة الإسلامية مصدرها هو الله تعالى وهو الرب ، فهي ربانية المنهج والمصدر والغاية أي أن الشريعة الإسلامية جاءت بمنهج الألوهية والتقرب من الله بالأعمال والنيات ، ومصدرها هو الله تعالى ، كما أن غايتها هو الأقرب من الله وتوثيق العلاقة بين العبد وربه من خلال طاعته.

ويتجلى ذلك في أن الشريعة الإسلامية لا تحتوي على تناقضات في أحكامها وضوابطها مما يجعلها كاملة ومعصومة من الخطأ، كما أنها تتميز بالهيبة ولا تنحاز ولا تتبع الهوى، وأيضًا أن الشريعة الإسلامية حررت الناس من العبودية والجهل.

• الوسطية

بما أن الشريعة الإسلامية تعكس توازنا بين جوانب حياة الإنسان واحتياجاته، فالإنسان نفسه مزيج متوازن من الروح والجسد، وبالتالي لديه متعة ورغبات جسدية، وأيضا لديه مشاعر ورغبات روحية. يتجلى التوازن في الشريعة الإسلامية في الجوانب الروحانية للإنسان، كما يقول الله تعالى: `وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون`. ويظهر ذلك في وسطية الشريعة الإسلامية

1. العقيدة هي ما يظهر بوضوح في الإيمان وأسسه وأركانه.
2. الشريعة تكون وسطا بين التفريط والإفراط، وبين التحريض والرهبة.
3. تتعلق الأخلاق بكيفية تعامل الإنسان مع الآخرين، حيث يتداخل الإنسان في العديد من الأمور الأخلاقية مثل الاعتدال والإنفاق وغيرها.
4. يعتمد منهج الدعوة الإسلامية على الحكمة والموعظة الحسنة.

• العالمية

الإسلام جاء لجميع الشعوب والناس بغض النظر عن جماعة معينة في زمان محدد أو مكان محدد، ولذلك أرسل الله تعالى نبيه محمدًا رحمة للعالمين ليضعهم على الطريق الصحيح لرضا الله ودخول الجنة.

يمكن تطبيق الإسلام في جميع الأوقات والأماكن، فبعد مرور العديد من السنوات منذ نزول القرآن الكريم على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يزال الإسلام مناسبا لجميع الأمور والمواقف، ولا يميز الإسلام بين الجنس أو اللون، فالجميع متساوون أمام الله.

• اليسر و رفع الحرج

جاءت الشريعة الإسلامية لتراعي ضعف الإنسان وترفع عنه الحرج، ولم تكلفه بما يتعدى طاقته، كما يقول الله تعالى في كتابه العزيز “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”، واشتهرت الشريعة الإسلامية باليسر، إذ سهلت الكثير من أمور الحياة على الإنسان، مثل قصر الصلاة إذا كان الإنسان في سفر، والإفطار في رمضان إذا كان المرء مريضا أو في سفر، ولذلك فقد جاءت الشريعة الإسلامية لا تحمل مشقة على الناس، بالإضافة إلى تقديم رخص كثيرة لكافة الظروف.

• المرونة والثبات

الشريعة الإسلامية مرنة وفي نفس الوقت ثابتة، فأحكامها وقوانينها التي وضعها الله عز وجل لا تتغير. ثبات الشريعة الإسلامية يتضح في النصوص القرآنية المرسلة مع رسول الله والمصادر الربانية، وهي القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة. القرآن الكريم هو دستور للبشرية يجب أن يسلكه الناس، والسنة النبوية توضح أحكام القرآن وتوضح النقاشات. أما مرونة الشريعة الإسلامية فتظهر في المصادر التي تضم أقوال العلماء والمذاهب الإسلامية، والتي تستند إلى الأحاديث النبوية الشريفة وأقوال الصحابة وأفعالهم وأفعال الرسول الكريم وآل بيته.