خصائص التشريع ومراحله
تعريف التشريع
يتمثل التشريع في إعداد وصياغة القوانين وسنها من قبل الهيئات التشريعية المحلية أو الولائية أو الوطنية، ويستخدم في سياقات أخرى لتطبيق المراسيم البلدية والقواعد واللوائح الخاصة بالوكالات الإدارية .
ولا يقتصر التشريع على الإجراءات التي تقوم باتخاذها الهيئة التشريعية فقط ، ولكن يشمل مشاركة السلطة التنفيذية أيضًا في القرارات ،حيث أن موافقة السلطة التنفيذية تكون مطلوبة لجعل التشريع يكون ساري باستثناء الحالات التي يتم فيها تجاوز ممارسة ، حق النقض بأغلبية كافية من كل مجلس من مجلسي الهيئة التشريعية .
بالإضافة إلى أن دور السلطة التنفيذية يتجاوز مجرد الإذعان أو المعارضة، إذ أنها المسؤولة الرئيسية عن الدولة والقائد السياسي. ويشارك الجهاز التنفيذي على نطاق واسع في صياغة السياسات الحكومية، ويقوم بشكل أساسي بإعداد التشريعات والقوانين في معظم الأحيان .
خصائص التشريع
نجد أن خصائص القانون الدولي والتشريع تكون كالتالي :
- تُعد التشريع مسؤولية السلطة التشريعية المختصة بوضعها .
- تشتمل القواعد القانونية التي يحتويها التشريع على جميع خصائص القواعد القانونية .
- تنظيم سلوك الأفراد في المجتمع وتحقيق العمومية والتجريد .
- يتم فرضه من السلطات العامة في الدولة ويشمل عقوبة مالية .
- يتم التشريع في شكل قواعد قانونية مكتوبة، حيث يتم إصدار القواعد التشريعية على هيئة وثيقة رسمية محددة ومثبتة وذلك يمنحها الإلزامية والاستقلالية .
مراحل التشريع
نرى أن عملية تشريع وتعريف القانون تمر بمراحل عدة، تبدأ بإقرار مشروع القانون وتنتهي بتحويله إلى قانون نافذ في الدولة، وتتضمن هذه المراحل ما يلي
- إحالة مشروع القانون : بعد المرحلة الأولى التي يقوم فيها مجلس الوزراء بتقديم مشروعات القوانين، وهي مرحلة الاقتراح، تعتبر هذه المرحلة مهمة وتنص الدستور على أن مجلس الوزراء هو الجهة الوحيدة المسؤولة عن اقتراح مشروعات القوانين في الدولة .
- عرض مشروع القانون : توضع أي مشروع قانون قيد البحث والدراسة في مجلس النواب قبل عرضه على أعضاء المجلس، وإذا تمت الموافقة عليه من الأغلبية، يتم قراءته بشكل علني ومناقشته أو إحالته إلى اللجنة المختصة به .
- دراسة مشروع القانون في اللجنة : تطلب اللجنة من الوزير المختص أو مقدم الاقتراح أو من يراها لزوما سماع رأيه، وتطلب من الوزير أو أي مسؤول مختص تزويدها بالمستندات والوثائق والمعلومات المتعلقة بموضوع البحث .
- مناقشة مشروع القانون : يتم ذلك في الجلسة العامة وتصويت عليه، حيث تطبع تقارير اللجان التي تحتوي على نصوص مشاريع القوانين وتعديلاتها، وكذلك الأسباب والاقتراحات الأخرى المتعلقة بها .
- مرحلة التوقيع والإصدار : تمثل هذه المرحلة توقيع رئيس الدولة على مشروع القانون وإصداره بعد الموافقة عليه من قبل المجلس الأعلى للدولة .
- مرحلة النشر والسريان : تعني النشر في الجريدة الرسمية للدولة بعد توقيعها وإصدارها من قبل رئيس الدولة، وهكذا يصبح القانون نافذا ومعتمدا .
أنواع التشريع
تختلف أشكال التشريع وأنواعه بشكل كبير من بلد إلى آخر، ومن أمثلة الهيكل التشريعي هو
- التشريع الأساسي : يحدد التشريع الأساسي المبادئ العامة ويوفر صلاحيات لمزيد من التنظيم، ويمكن أن يكون في شكل قانون أو مشروع قانون، ويجب أن يمر عبر البرلمان، ويتم الاتفاق عليه على المستوى الحكومي .
- التشريع الثانوي : يشتمل التشريع الفرعي على أحكام مفصلة تغطي مجال موضوع محدد، حيث يتم عادة صياغتها من قبل الجهة الحكومية المختصة المسؤولة عن تنفيذ هذه الأحكام .
- التشريعات الإقليمية والمحلية : بعض التشريعات تهدف إلى تنفيذها محليا فقط، وذلك يعتمد على الهيكل الحكومي ذي الصلة لتقديم القوانين الناتجة .
مزايا التشريع
- التشريع هو أفضل مصدر للقانون وأكثرها موثوقية .
- القانون التشريعي هو قانون صارم وقابل للتطبيق بغض النظر عن الجريمة التي ترتكب .
- تولى الدول الحديثة أهمية أكبر للتشريعات .
- التشريع يجعل القانون الجديد للمجتمع .
- يمكن اعتبار الرقابة الاجتماعية ممكنة من خلال التشريع .
عيوب التشريع
- تنقص بعض التشريعات حقوق الأفراد وتتطلب إعادة النظر فيها من قبل السلطات القضائية.
- يترتب على ذلك تعديل الدستور وتسبب في تضارب بين السلطة التشريعية والسلطة القضائية .
- لا يوجد مجال لتقدير القضاء، حيث يتعين على القاضي تطبيق القانون .
- تعتبر القوانين صارمة بشكل كبير ولديها مجالًا محدودًا للتطبيق الانتقائي، وهذا يؤدي في الحالات القصوى إلى حدوث الظلم .
- تتم صياغة العديد من القوانين بلغة مربكة، وغالبًا ما تحتوي على ثغرات .
الفرق بين التشريع والعرف
يتم وضع القانون بصراحة وتمريره من قبل سلطة محددة في الدولة، في حين يتكون العرف من سلسلة إجراءات ظهرت تدريجيًا دون وجود تشريعات صريحة ودون وجود سلطة محددة للإعلان عنها .
يظهر العرف بشكل تلقائي دون أي دليل، أو اتجاه حيث يتم إنشاء القانون بوعي، ويدخل حيز التنفيذ في لحظة صدوره بعبارة أخرى، يتم صناعة التشريع وينمو العرف .
يحتاج التشريع إلى وكالة خاصة لتنفيذه، بينما لا يحتاج القانون إلى ذلك، فالتشريع يتم تطبيقه من قبل وكالة خاصة ويعاقب عليه من قبل سلطة قسرية منظمة .
لا يتطلب العرف اللجوء إلى أي وكالة خاصة لتطبيقه، إذ يفرض عبر اتباعه اجتماعيًا ولا يوجد عقوبة جسدية لمن يخالفه .
التشريع هو وضع القانون الرسمي، بينما الأعراف غير محددة، حيث يتميز القانون بالوضوح والتحديد ويمكن للفرد معرفة قوانين البلد .
يتميز القانون بالمرونة والقدرة على التكيف أكثر من العرف، حيث يمكن للقانون التكيف بسهولة مع الظروف المتغيرة بينما لا يمكن تغيير العادات بسهولة .
أهمية التشريع
يعد التشريع أمرًا مهمًا في تطبيق القوانين، حيث تمثل قوانين المجتمع التعبير الرسمي لقيمه، ويتم تعزيز هذه القيم من خلال الاعتراف بمعايير المجتمع .
التشريع هو أهم مصادر القانون الرسمية، وعلى الرغم من أن العرف هو أقدم مصادره، فإنه يحتل مكانة مرموقة منذ القدم كمصدر أساسي للقوانين.
في السابق كان العرف السائد في المجتمعات، وكان وجود التشريع ضئيلا أو شبه منعدما، ولكن في الوقت الحاضر، يعتبر القانون أكثر أهمية بكثير من العرف .
يعد التشريع مصدرًا سريع الوضع والصياغة، حيث يمكن أن يلعب الدور الذي يلعبه العرف .