خصائص الأمثال الشعبية وأهميتها .. وأهدافها
الأمثال الشعبية
الأمثال الشعبية هي من أكثر فروع الثقافة الشعبية ثراء، لأن الأمثلة الشعبية تجسد التعبيرات الناتجة عن تجربة شعبية طويلة ويكون ملخصها العبرة والحكمة المكتسبة من التجربة، يكون للأمثال الشعبية ملامح وفكر شعبي خاصة بكل شعب، لذلك تتسم الأمثال الشعبية بجزء من حياة ومعتقدات ومعايير الأخلاق للشعب.
خصائص الأمثال الشعبية
يمكن أن تكون الأقوال من نوعين، البعض يعكس مواقف عالمية تعيش في الإنسانية ولهذا السبب يوجد تشابه في الأمثال في مختلف اللغات والثقافات، يرتبط البعض الآخر بمواقف محددة للغاية، وينتمون إلى منطقة لذلك حتى لو تم تضمين نفس الموضوعات، يمكن لكل ثقافة أن تصوغ نموذجها المعاد لتتماشى مع عاداتها وطريقة مواجهتها من أهم خصائص الأمثال الشعبية:
- تتكون من عبارات مستقلة
عادة ما تكون الأمثال الشعبية هذه عبارات مختصرة وتتكون من جزأين أحيانًا تصل إلى ثلاثة معبرة عن ارتباط فكرتين بمعنى فري، الجزء الأول يروي حقيقة والثاني يصف عواقبها مثل: “من استيقظ باكراً أعانه الله” ، “الكلب ينبح لا يعض”.
- تتكون من لغة بسيطة
تتألف الأمثال عادة من لغة بسيطة للغاية، وتحتوي على قواف سهلة التعلم والنشر، مع استخدام كلمات تربط بين أشياء من الحياة اليومية وتسهل فهمها، مثل: “عندما يسمع النهر، تجلب الحجار.
- تتحدث عن واقع الحياة
هذا يعكس فكرة أو معيارا تعليميا أو سلوكيا مثل: `عصفور في اليد أفضل من عشرة على الشجرة`، `افعل الخير دون النظر إلى الآخرين`.
- ذات استخدام عامي
هذه عبارة من الكلام غير الرسمي في الحياة اليومية يتم تكرارها في المحادثات لإيضاح فكرة مثل “الماء الذي لا يجب أن تشربه، دعه يجري” واستخدامها كمثال.
- نافذة المفعول
يشير هذا إلى المواقف الحالية التي على الرغم من تصورها في العصور القديمة، إلا أنها تم توصيلها باستخدام مقارنات مع ملاحظات الطبيعة أو الحرف أو الموضوعات الروحية.
- الأصل مجهول
رغم أنها لم تكن مؤلفة من قبل أي مؤلف معترف به، فإنها تشكل جزءًا من التراث الثقافي للبلد أو الشعب.
- تنتقل من جيل إلى جيل
بغض النظر عن الدراسات والتجميعات التي تم إجراؤها عليها، فإنه يتم تعلم اللغة العامية في المنزل أو في المدرسة.
- سهلة الحفظ
تستخدم القوافي والقياس والمقارنة والتورية في هيكل الأمثال؛ وبهذه الطريقة، يتم تعزيز حفظها وتسهيل فهمها.
- خلق شعور بالحق أو الباطل
على الرغم من ذلك، فإن المثل يعكس فقط تجربة أو حقيقة، ويعطي القارئ إحساسًا بأنه صاحب الحقيقة والمعرفة التي يريد معرفتها أو تجنب العواقب المحتملة إذا لم يتخذ الإجراءات اللازمة.
- هذا ملخص للحقائق التي يمكن التوسع فيها بمزيد من التفصيل.
- عادةً ما يتضمن محتواها السخرية والفكاهة.
أهمية الأمثال الشعبية
الأمثال هي جواهر الحكمة، لقد تم تصيغها لنقل المعرفة العملية إلينا، إنها حقيقة عظيمة مع الكثير من الخبرة والتفكير العميق، إنها مزيج من الحكمة والفلسفة لا يمكن مناقشته أو شرحه، إنها تخبرنا فقط بحقيقة عظيمة بأهم الطرق، فهي تنقل العبرة من الآخرين لنا.
هناك العديد من الأمثال مثل “الوقت والمد والجزر لا ينتظرون شيئا” و “غرزة في الوقت توفر تسعة”. إنهما بلا شك يحملان نفس المعنى، ولكن الأمثلة الثانية تعبر عنه بشكل أفضل. معظم الأمثال غير معروفة المصدر، ومن أهميتها أنها قد لا تحتاج إلى شرح طويل لفهمها، بل يمكن فهم معانيها بسهولة.
لكن الشيء المهم للغاية هو أنه لا ينبغي للناس اتباعها بشكل أعمى، على الرغم من أهميتها، لأنه قد نفشل فشلا ذريعا إذا واصلنا التفكير باستمرار في مثل، في الواقع الأمثال تجعل عقولنا خاملة وتثبط تفكيرنا، قد يقول الناس أشياء كثيرة عن الأمثال لكنهم يلعبون دورًا حيويًا في حياتنا، لغة الأمثال بسيطة و رائعة، ستبقى الأمثال لسنوات عديدة قادمة يستمرون في تسليط الضوء لتحذيرنا دائماً وسوف يوضحون لنا الطريقة الصحيحة.
بعض الأمثال الشعبية المصرية
- “تروح فين يا صعلوك بين الملوك”.
- “اللي اختشوا ماتوا”.
- “آخر خدمة الغز علقة”.
- “دخول الحمّام مش زي خروجه”.
- “ما إحنا دافنينه سوا”.
- “عند أم ترتر”.
- “رجعت ريمة لعادتها القديمة”.
- “بنى الطمعاني بيتًا له، فسكن فيه الفلسطيني”.
- يقول المثل: `من طلع من داره اتقل مقداره، ومن يأخذه القرعة يأخذه أم الشعور`.
- “قليل البخت يلاقي العضم في الكرشة”.
- “اطبخي ياجارية كلف ياسيدي”.
- “اعرج يسحب مكسح ويقوله تعالا نتفسح”.
- “دعوة الحماه منها للسما”.
- إذا أعجبتك شيئا، فهو جيد، وإذا لم يعجبك، فقم بتقليم حاجبيك.
- “الحظ لما يأتي يخلي الاعمي ساعاتي”.
- ‘أعمى يقول للأعمى ليلة سعيدة تجمعنا’.
- “اللي تخاف منه مايجيش أحسن منه”.
- “اللى تحسبه موسى يطلع فرعون”.
- “ضربني وبكي وسبقني واشتكي”.
- “الشكل شكل وردة والحظ حظ قردة”.
- يقول: “رايح فين يا حظ، رايح للوحشين، طب والحلوين يا حظ، كفاية عليهم حلاوتهم.
أهمية الأمثال الإفريقية
الأمثال الأفريقية هي عبارات شائعة في أفريقيا تستخدمها الأجداد الكرام، ولا يستخدمها فقط الأشخاص العاديون ولكن العلماء الأذكياء في جميع أنحاء العالم، وتشجع استخدام الأمثال الأفريقية الآباء لأطفالهم ويستخدمها قادة الرجال في جميع المجالات، وساروا بها بثقة وشجاعة في اجتماعاتهم ومشاوراتهم، وقد تأثرت حكايات المسافرين بالأمثال الأفريقية وعززت قناعات الأخلاقيين وشجعت الشباب على العمل الجاد.
في العصور القديمة، كان للأمثال الأفريقية تأثير كبير على قلوب وحياة الأقارب، وكانت في المرتبة الثانية بعد كلام الله. قلة قليلة جربت التشكيك في صدق وسلطة المثل الأفريقي. فقد مكنت الأمثال الإفريقية الناس من الفوز باستقلالهم والتغلب على العديد من المحن وخيبات الأمل التي لا يمكن تجازوها في مهمة بناء مملكة جديدة.
إنهم حكماء العصور، ولكن حكمتهم لا تأتي من عمق تفكيرهم أو اتساع رؤيتهم، بل هي نتاج ما يسمى بـ `الفطرة السليمة بدرجة غير مألوفة`، وحكمتهم ليست حكمة المدارس، بل هي حكمة القرية والمزرعة والشيوخ.
أسباب تشابه الأمثال في مختلف اللغات والمجتمعات
- الأقوال متشابهة في لغات وثقافات مختلفة، ويعتقد أن ذلك يعود إلى عوامل مثل انتشار الكتاب المقدس والكلاسيكيات الأخرى في جميع أنحاء العالم، وانتشار التجارة والاحتلال بين البلدان، وكذلك الهجرة بين الدول.
- حقيقة أن المجتمع البشري يفسر موقفًا بشكل مشابه في أماكن مختلفة يرجع إلى أن العقل البشري يتعامل مع موقف معين بطريقة مشابهة، ويتم ذلك أيضًا عن طريق التواصل بين المجتمعات المختلفة عبر الزمن.
- في اللغة القشتالية في بداية القرن السادس عشر، تم جمع جميع الأقوال المتاحة تقريبا وإنشاء قليل جدا بعد ذلك الوقت، بغرض فرض مجموعة من المعتقدات والطقوس والسلوكيات التي تفضل الطبقات المهيمنة على حساب الأفراد المتواضعين.
- على الرغم من أن الأقوال تتناول مواضيع مشتركة مثل الحب والصداقة والعمل والإدارة الجيدة أو السيئة، إلا أن كل مجتمع يتكيف مع عاداته وتقاليده الخاصة.