خريطة الدول المستفيدة من مشروع مارشال

ما هو مشروع مارشال

كان مشروع مارشال هو الاسم الشائع لبرنامج التعافي الأوروبي (ERP) ، وهو برنامج ضخم للمساعدات الخارجية قدمته الولايات المتحدة بين عامي 1948 و 1951 وتضمن أكثر من 12 مليار دولار من المساعدات ، أي ما يعادل 130 مليار دولار اليوم كانت مساعدات مشروع مارشال تهدف إلى المساعدة في إعادة الإعمار بعد الحرب ، على الرغم من أنها جاءت بشروط واضحة شكلت تطور الدول المتلقية.

أول مساعدات مشروع مارشال ما بعد الحرب

نظر أعضاء في الحكومة الأمريكية إلى إعادة بناء الاقتصاد في أوروبا كمسألة ملحة للغاية، وكان هناك سببان لذلك:

• أولاً: يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الاقتصادي إلى عدم الاستقرار السياسي، وربما يؤدي إلى حدوث ثورات شيوعية.
• ثانياً: كان مستقبل التجارة الأمريكية يعتمد على أوروبا الغنية والمنتجة.

في مارس 1947، كشف الرئيس الأمريكي هاري ترومان عن ما أصبح يعرف بعقيدة ترومان، وتعهد بدعم الولايات المتحدة للدول الأوروبية لتمكينها من ممارسة حقها في تقرير مصيرها ومقاومة سيطرة الشيوعيين.

بدأ تفعيل السياسة بموافقة حزم المساعدات لليونان بقيمة 400 مليون دولار وتركيا بقيمة 100 مليون دولار في مايو 1947. كانت هذه البلدين غير مستقرين للغاية بعد الحرب العالمية الثانية وكانوا عُرضة لخطر التسلل السوفيتي و/أو الثورة الشيوعية.

كشف النقاب عن خطة مارشال

تم إطلاق برنامج التعافي الأوروبي (ERP) في يونيو 1947، وأصبح يعرف باسم “مشروع مارشال” بعد أن كان وزير الخارجية جورج مارشال من مروجيه.

جدول أكثر دول مستفيدة من مشروع مارشال

خريطة الدول المستفيدة من خطة مارشال

تفاوض خطة مارشال مع أوروبا

قادة الولايات المتحدة حددوا مؤتمرا في يوليو 1947 في باريس للتفاوض حول حزمة مساعدات لإعادة بناء أوروبا واقتصادها، حضر مندوبون من 16 دولة أوروبية، ولم يحضر الاتحاد السوفيتي وبولندا وتشيكوسلوفاكيا والمجر، وانسحبت الدول الثلاث الأخيرة تحت ضغط من موسكو

وضع المندوبون الأوروبيون خطة إعادة الإعمار التي تتطلب 22 مليار دولار، ولكن قلّل ترومان هذا الرقم إلى 17 مليار دولار وأرسل مشروع قانون إلى الكونغرس في أوائل عام 1948.

حاول المعزولون في الكونجرس منع التمويل لمشروع مارشال ، لقد استاءوا من إنفاق أموال دافعي الضرائب الأمريكيين على الدول الأجنبية ، التي تخلف العديد منها عن سداد ديونها للولايات المتحدة في زمن الحرب ، لم تكن العديد من الشركات الأمريكية حريصة على إعادة بناء الصناعات الأوروبية التي قد تنمو لتنافس صناعاتها الخاصة ، اقترح البعض إعطاء الطعام والمواد فقط ، بدلاً من الائتمان.

أدان الجناح اليساري في أمريكا وأماكن أخرى مشروع مارشال بما يعتبره محاولة لتعزيز سيطرة الرأسمالية التي تقودها الولايات المتحدة على أوروبا الغربية. عبر عدد قليل من الاقتصاديين المحافظين عن استياءهم من التدخل الكبير للخطة في الأسواق الأوروبية. وعلى الرغم من هذه الاعتراضات، وافق الكونغرس على خطة مارشال وأذن بصرف مبلغ مقداره 5.3 مليار دولار في أبريل 194.

نتائج مشروع مارشال 

ساعدت دول مشروع مارشال بشكل كبير في انتعاشها الاقتصادي ، من عام 1948 حتى عام 1952 نمت الاقتصادات الأوروبية بمعدل غير مسبوق ، أدت العلاقات التجارية إلى تشكيل تحالف شمال الأطلس ، وساعد الازدهار الاقتصادي بقيادة صناعات الفحم والصلب في تشكيل ما نعرفه الآن باسم الاتحاد الأوروبي.

شروط مشروع مارشال

لم تكن مساعدة مشروع مارشال شيئا مؤكدا للحكومات الأوروبية. وكانت الولايات المتحدة مصممة على تمويل المجالات الأساسية للتنمية وتجنب الفساد، وضعت شروطا صارمة على تمويل خطة مارشال، واحتفظت بالحق في وقف هذا التمويل إذا لم تتبع الدول المتلقية توجيهات معينة

أنشأ الكونغرس الأمريكي إدارة التعاون الاقتصادي (ECA) للإشراف على توزيع أموالها. ممثلو اللجنة الاقتصادية لأفريقيا وجدوا في الدول الأوروبية مقرا لهم ولعبوا دورا رئيسيا في التصديق على أموال خطة مارشال وتوجيهها ومتابعتها. طلبوا من الحكومات المحلية تبني سياسات اقتصادية محددة، ودرس البيروقراطيون في اللجنة الاقتصادية لأفريقيا اقتصاداتهم وقرروا أين وكيف يحتاجون إلى التمويل. طلبوا من الدول التي تستورد بعض المواد الخام أو السلع المصنعة شراء هذه المواد من الموردين الأمريكيين.

كما قدَّمت اللجنة الاقتصادية لأفريقيا المشورة بشأن الإدارةِ والإنتاجيةِ.

مزايا خطة مارشل  للولايات المتحدة وأوروبا

سيستمر مشروع مارشال لمدة أربع سنوات وسيكلف أكثر من 13 مليار دولار أمريكي، ولم تساعد هذه المساعدة فقط على انتعاش الاقتصادات الوطنية في أوروبا، بل كان لها أيضاً فوائد واضحة للولايات المتحدة.

لم يقتصر نجاح مشروع مارشال على استقرار العديد من حكومات أوروبا وعرقلة التوسع السوفيتي، بل قام ببناء “أوروبا جديدة” بنظام اقتصادي وسياسي مستند إلى الأسواق المفتوحة والتجارة الحرة، وذلك بدلا من الحمائية والمصالح الذاتية، مما سمح للمصدرين الأمريكيين بالدخول إلى الأسواق الأوروبية بسهولة أكبر مما كان ممكنا قبل الحرب العالمية الثانية، وتشمل المزايا الأخرى للولايات المتحدة ما يلي

الاحتواء السوفياتي: عمل مشروع مارشال على تعزيز استقرار الاقتصادات والأنظمة السياسية في الدول الأوروبية المتاخمة لنفوذ الاتحاد السوفيتي. وقلل هذا من احتمالية انتشار الشيوعية في هذه البلدان، وربما كان الاضطراب السياسي في هذه الدول سبباً لموسكو لضمها.

التحرير: شجع مشروع مارشال تطوير نظم حكم ديمقراطية ليبرالية في أوروبا، نظرًا لعدم وجود تجربة إيجابية في الديمقراطية في بعض الدول الأوروبية، ولا سيما ألمانيا والنمسا، لذلك فمن المهم خلق ظروف تساعد على استمرار الليبرالية والديمقراطية في هذه الدول.

الربح للشركات الأمريكية: معظم الموارد والبضائع التي تم شراؤها بأموال مشروع مارشال جاءت من الولايات المتحدة نفسها، وكان ذلك له فوائد واضحة للمصدرين الأمريكيين والصناعات المحلية. سمحت خطة مارشال للولايات المتحدة بالتعافي من الركود الاقتصادي القصير المدى في الفترة من 1946 إلى 1970 ودخول فترة ازدهار اقتصادي. قامت الشركات الأمريكية ببناء شبكات وإقامة علاقات تجارية في أوروبا استمرت لفترة طويلة بعد انتهاء برنامج تخطيط موارد المؤسسات (ERP) من التنفيذ.

تشجيع التجارة الحرة: قبل الحرب العالمية الثانية ، كان لدى معظم الدول الأوروبية سياسات اقتصادية حمائية بعبارة أخرى ، كان من الصعب على التجار الأجانب التصدير إلى الأسواق الأوروبية ، أدخلت الشروط الموضوعة على مساعدات خطة مارشال سياسات وممارسات التجارة الحرة في الاقتصاد الأوروبي.

قيمة الدعاية: تم الترويج لمشروع مارشال بذكاء من قبل الحكومة الأمريكية كسياسة سخية وذات رؤية، لمساعدة في إعادة بناء أوروبا، ومع ذلك، لم يتم الإعلان عن الشروط التي أرفقت مع أموال خطة مارشال. كما عرضت واشنطن على الاتحاد السوفيتي ودول الكتلة السوفيتية دعما لبرنامج التعليم من أجل سكان الريف، ولكن الشروط المرفقة ستجعل من المستحيل عليهم قبولها