لكل دولة رؤيتها التنموية لدفع الاقتصاد للأمام. ومع ذلك، عندما تتحد الدول في جهودها لتعزيز مصالح الشعوب، فإن التفكير يصبح قويا ومتقدما. وبلا شك، يرتفع مستوى معيشة الشعوب. هذا هو ما حدث في أوروبا بفضل الدفعة الأمريكية في مشروع مارشال لتعزيز الاقتصاد الأوروبي. تم إنشاء مشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية لإعادة إعمار أوروبا، وقد قام الجنرال جورج مارشال بتبني الفكرة الاقتصادية ووضع هذا النظام التطويري. تولى الجنرال جورج مارشال رئاسة هيئة أركان الجيش الأمريكي أثناء الحرب العالمية الثانية.
مشروع مارشال والدعم الأمريكي للأوروبيين
هذا المشروع في بداية تكوينه سمي باسم برنامج الانتعاش الأوروبي، تم الإنفاق على هذا المشروع ما يقرب من ثلاثة عشر مليار دولار وكانت شرارة البدء فيه في عام 1947م ، ومن هذا المنطلق بدأ العديد والكثير من المصانع الأوروبية تعود إلى العمل ودفعت عجلة الاقتصاد إلى الأمام ، كفكر موحد يجمع بين المصالح الأوروبية والمصالح الأمريكية من جانب ومن جانب أخر تدفع القوى الأوروبية الاقتصادية إلى الأمام، خاصة بعد غمار الحرب العالمية الثانية التي أضرت بمصالح أوروبا الاقتصادية ، فالذي حدث فعليا من وراء الحرب العالمية الثانية ، أن الاقتصاد الأوروبي قد انهار بدرجة كبرى
حدثت مشاكل كبرى من بطالة ومن كساد وانتشار الفقر في ربوع الدول الأوروبية، ومنها كان تفشي الكثير من الفكر الشيوعي الذي كان ممنهج من الجانب السوفيتي، فكان لابد من وجود الجانب الأمريكي وبقوة لكي يتزعم الأمور بنفسه ، ويقضي على الفكر الشيوعي والاتحاد السوفيتي بشكل نهائي، ولأن أمريكا لم تتضرر كثيرا من الحرب العالمية الثانية فقد وقفت في ظهر الدول الأوروبية بمساهمتها بمشروع مارشال التطويري لقارة أوروبا اقتصاديا، والذي أنعش الاقتصاد الأوروبي بشكل ملحوظ وخاصة في أوروبا الغربية التي تطورت بشكل ملحوظ للغاية في الشأن الاقتصادي .
الهدف الأمريكي من مشروع مارشال
كانت هناك أهداف اقتصادية وسياسية أيضا من تجديد بناء أوروبا اقتصاديا من قبل أمريكا، وتجمعت القوى الأوروبية والأمريكية، ومعهم أيضا البورجوازيات اليابانية للمساهمة في مشروع مارشال، وكان هدفا حقيقيا هو إيقاف المد الثوري واندلاع الثورات في أوروبا بشكل عام، لتنقية الفكر الشيوعي من رؤوس الأوروبيين، وهذا هو المخطط السياسي الذي اعتمدته أمريكا لإنهاء الاتحاد السوفيتي وأفكاره في القارة الأوروبية، وكان الهدف الاقتصادي أيضا مع المزج السياسي هو إزالة الفكر الثوري، خاصة في فرنسا وأيضا في إيطاليا كدولتين لهما كيان اقتصادي في القارة الأوروبية، والسيطرة على رأس المال والاقتصاد البلدي .
ترابط أمريكي أوروبي ياباني
لعبت الولايات المتحدة دورا سريا في ربط العلاقات بين اليابان وغرب أوروبا، وتحديدا ألمانيا، اقتصاديا من خلال مشروع مارشال. تم تعزيز قيمة الدولار الأمريكي وسيطرته على التعاملات العالمية بين البلدين، حيث أصبح الدولار الأمريكي محللا اقتصاديا للاقتصادات اليابانية والأوروبية الغربية. تم تعزيز الاقتصاد الأمريكي من خلال التجارة الاقتصادية بين اليابان ودول غرب أوروبا بمنفعة أمريكية. كان ذلك جزءا من سياسة الولايات المتحدة في إطار مشروع مارشال، الذي كان يهدف إلى تطوير أوروبا وتعزيز الاقتصاد الأمريكي ليكون الزعيم الاقتصادي والسياسي في العالم.
نجح بالفعل مشروع مارشال ذا الفكر الأمريكي في مساعدة أوروبا بالفعل اقتصاديا، وكذلك أيضا الاستفادة الكبرى اقتصاديا لأمريكا وتعزيز قواها الاقتصادية والسياسية في العالم، ونجحت أوروبا هي الأخرى فعليا في إعادة هيكلها الاقتصادي من جديد بعد مرحلة الاضمحلال الاقتصادي في آونة الحرب العالمية الثانية .