حوار بين ثلاث اشخاص عن الكذب
الكذب هو سلوك اجتماعي مكتسب يتمثل في تقديم معلومات مزيفة وغير صحيحة للآخرين، مع إخفاء نية الخداع والتضليل، وذلك من أجل تحقيق مصالح شخصية أو مكاسب معينة، أو لتجنب المسؤولية عن أخطاء وأفعال غير أخلاقية مرتكبة، مما يؤدي إلى الكثير من الأضرار والمشاكل في المجتمع.
حوار عن الصدق والكذب بين ثلاث أشخاص
احمد : أهلاً بِك يا عَلِي وَمَحْمُود، كَيف حَالُكُم؟
علي : مرحبا احمد انا بخير الحمد لله
محمود : أهلا بك انت يا أحمد
احمد : هل استفدت من درس اليوم عن الصدق؟
علي : نعم، لقد استفدت كثيرًا وتلقيت معلومات لم أسمع بها من قبل
أحمد : مثل ماذا ؟
علي : يعد الصدق شيئاً لا يمكن تقديره وله ثواب عظيم في الحياة الآخرة
محمود : ينبغي اختيار الأصدقاء الصادقين الذين يمكن الاعتماد عليهم في المستقبل، كما أنني سمعت هذه النصيحة أيضًا
علي : حقا، الصدق يحمي صاحبه في جميع الأوقات
أحمد : هذا حقيقة، لذلك لا أثق أبدًا بالأشخاص الكاذبين
علي : أنا سعيد جدًا لأنني قابلتك اليوم، أحمد، وأتطلع إلى رؤيتك مرة أخرى
حوار يدور بين الخير والشر حول الكذب والصدق
يغلب على الإنسان الطابع الخيّر يقول محادثاً نفسه :
هل يجب أن أضطر إلى الكذب على نفسي وعلى الآخرين؟
فيسمع صوتاً ما بداخله يهمس في جوفه : لا أنت مجبر على القيام بذلك، ولكن تذكر أن الاعتراف بذنبك سيؤدي إلى خسارتك لمكانتك ومنصبك الحالي، فهل تستطيع تحمل ذلك؟
إذا استمريت في الكذب وأخبرت الجميع بأن الشركة فيحالة آمنة الآن وأن جميع حسابات الشركة صحيحة، فستواجه الشركة مشكلة كبيرة لن تستطيع الخروج منها .
يسمع الصوت مرة أخرى ويقول بخبث: `أنت تتحدث بلسانك عن الشركة!، وأن الجميع باستثنائك سيظلون في مراكزهم الحالية ولن يحدث لهم أي ضرر، وأنت ستبقى في مكانك الحالي دون أي تأثير سلبي عليك
يفكر لحظة ويتردد ، ثم يقول: `نعم ، هذا صحيح أنا الآن بأمان، ولكن عند إعادة الحسابات سيكتشفون الشخص الذي قام بتدقيق الحسابات وستظهر أخطاؤي، وسيكون واضحًا للجميع أنني وراء كل الأخطاء في الحسابات، وسيتم الكشف عني حتمًا .
– هل أنت متأكد؟! ما تقوله قد يكون صحيحا، ولكن هل سيقوم الموظفون بالبحث في المئات من الأوراق لمعرفة مدقق الحسابات ومعاقته؟ هل سيجد أحد ليفعل ذلك أثناء الفوضى العارمة في الشركة؟ لا أعتقد ذلك، لأن الجميع سيكون مشغولا. وأنت ستظهر كبطل ينقذ الشركة، وربما تحصل على ترقية لتصبح مديرا فيها .
يفكر الإنسان ملياً ويتمعن ..
يفكر: ماذا سيحدث لو أصبحت مديراً؟! فتتداخل في خاطره أصوات تخبره بعدم التسرع والحذر من اكتشاف الأمر .
فإذا شعرت بالخوف، يمكنك بسلاسة حل المشكلة عن طريق وضع توقيع آخر على الورقة، وبذلك لن يكتشف أحد الأمر، وستتمكن من تجنب الاتهام والوصول إلى هدفك .
نعم، التزوير هو واحد من أفضل الطرق، وسأخبر المدير أن زميلي في الرف المجاور هو الشخص الذي أخطأ في التدقيق في الحسابات، وليس أنا، ولن يكتشف أحد الأمر .
إن الكذب هو الوسيلة الأفضل لتحقيق ما تريد، فلن يكتشف أحد الحقيقة، وسوف تحصل على ما تريد بسهولة، بينما إذا صرحت بالحقيقة فسوف تتعرض للعقاب .
ربما أتعرض لعقوبة وقد يبتعد عني أصدقائي، وقد ينفر الناس من حولي ..
لا أحد سيفكر في أطفالك الذين ينتظرون راتبك الشهري غير كافٍ لتلبية جميع احتياجاتهم، والجميع سينسى مجهوداتك طوال سنوي عملك في الشركة ..
– “ربما يحدث ذلك، ولكن إذا قلت الحقيقة، فإن الله سيكون سعيدًا بي، وقد يكافئني في مكان آخر ووظيفة أفضل من التي أعمل بها حاليًا ..
هل الوظائف المتاحة بكثرة الآن؟ أين يمكن أن تجد شركة أفضل من تلك التي تعمل فيها الآن؟ لا تكن ساذجًا ..
ربما صدقي لن يمنعني من عقاب مدير الشركة، ولكنه سيمنعني من عقاب مدير رب الشركة، وهو العقاب الأكبر .
لن أكذب، سأذهب إلى المدير غدًا وأعترف بالأمر .
– ستخسر وظيفتك يا غبي .
ولكن سأحصل على رضا الله، الذي يشكل أساس العمل الصحيح في الحياة.