حواديت جدتي قبل النوم
قصص الأجداد للأطفال
قبل زمن بعيد جدا، كان هناك اثنتان من الفتيات الكبيرتين، لا تحبان مساعدة أي شخص ولا سقي الأشجار ولا ري الزرع ولا إطعام الحيوانات. أما الفتاة الصغيرة فكانت تعطي بسخاء، تشفق على الصغير والكبير والأشجار والحيوانات، والجميع يحبها، والطيور تغرد باسمها والزهور ترقص وتتمايل لحبها. في يوم من الأيام، جاءت امرأة عجوز إلى القرية التي يعيشان فيها الفتاتان، كانت تجوب الشوارع وتطلب المساعدة، وتقول: أنا امرأة عجوز لا أستطيع العمل. كان ذلك عندما كانت الفتاتان في طريقهما إلى المدرسة، حيث كانت كلتاهما في المرحلة الثانوية، والفارق بينهما عام واحد.
قامت الفتاة الصغيرة وأخرجت طعامها من حقيبتها، وتقدمت نحو العجوز قائلة: تفضلي يا جدة بالطعام والماء، وأخبريني عن بيتك لأحضر لك مزيدا من الخيرات والثمارات. وفي هذه الأثناء، تغيبت الفتاة الكبيرة وصاحت بصوت عال: هيا بنا قد تأخرنا، وأعلمي أنني لن أعطيك من طعامي أبدا، إذ أنت من أعطيت طعامك للعجوز. فردت الفتاة الصغيرة قائلة: لا تنزعجي يا جدة، لست بحاجة لهذا الطعام بالهناء والشفاء، وبعد ذلك، انصرفت الفتاتان إلى المدرسة.
في اليوم التالي، وجدت الفتاتان العجوزة في نفس حالتها، فقدمت الفتاة الصغيرة لها الطعام والشراب وذهبت إلى المدرسة، وظلت الأمور كما هي لمدة شهر كامل، وفي كل مرة تذهب فيها الفتاة، تجد العجوزة وتعطيها الطعام والشراب، وفي هذه الأثناء تصدر العجوزة الدعوات الجميلة التي ترتفع إلى السماء للفتاة التي تروي النباتات في الطرق وتطعم الطيور والحيوانات.
بعد شهر كامل من تقديم الفتاة للعجوز العادات الطيبة، وجدت الفتاة العجوز تطرق بابهم، لكنها هذه المرة ترتدي ثيابا جميلة ومجوهرات وتحمل هدايا كثيرة، وترافقها شاب وسيم للغاية. دخلت المرأة العجوز والرجل إلى دهشة عائلة المنزل بأكملها. صرحت المرأة بأنها العجوز التي يرونها يوميا في الطريق، ولكنها في الحقيقة ملكة المدينة، وهذا الشاب هو ابني الأمير الوسيم. جئنا لنطلب يد الفتاة الجميلة صاحبة العطف والكرم المحبوبة من قبل الطيور والزهور التي تطعمني بأطعمتها البسيطة والجميلة. سنمنحها الذهب والفضة والألماس، وسنسكنها في القصور ونحميها بالحراس. فرحت العائلة وفرحت الفتاة وشكرت الله على أنه وهبها قلبا جميلا وعلى دعوات الكبير والصغير. ندمت الأخت الكبرى على سلوكها السيء مع الجميع. تزوجت الفتاة الصغيرة وأصبحت أميرة تكثر من فعل الخير وتحب الجميع وتعيش في السعادة والسرور.
قصة جدتي للاطفال
كان هناك صبي يدعى علي، وكانت جدته تعطيه كوبا من اللبن الدافئ كل صباح. ومع ذلك، كان الصبي يرفض شرب الحليب تماما. ولكن جدته كانت تقول له: سأكون حزينة جدا إذا لم تشرب اللبن يا علي قبل أن تذهب إلى المدرسة. لذا، كان علي يبذل قصارى جهده لكي لا يشرب الحليب، وغالبا ما كان يسكب الحليب دون أن تراه جدته ويخبرها بأنه شربه حتى النهاية.
وفي يوم من الأيام وعلي للمدرسة تعثرت قدماه وكسرت وكسرت سنته الأمامية، فذهبت جدته به للطبيب وأخبرها بأن حالته خطيره لأن عظامه رقيقة ولا يوجد بها كاليوم كافي ليحفظه من السقوط على الأرض، قالت الجدة مع أني أيها الطبيب أعطيه كل يوم كوب من الحليب ويشربه لآخر قطرة، قال الطبيب مستحيل يا جدة، هذا الولد لا يشرب أبداً الحليب.
عندما نظر الطبيب إلى علي، قال له بعد أن جبست له قدمه: “للأسف، لا يمكنني إعادة سنتك لك، وذكرتني الجدة بأنك تشرب الحليب، فأين الكالسيوم في عظامك يا ولدي؟” فبكى علي بكاء شديدا وأجاب الطبيب: “سأخبرك الحقيقة يا طبيب، فأنا لا أحب الحليب وكنت لا أشربه، بل كنت أسكبه دون أن تراني جدتي“. فأخبر الطبيب الولد بأنه قد ارتكب العديد من الجرائم والذنوب، وضاعت جهود الجدة دون جدوى نظرا لأنه كذب عليها وارتكب جريمة، وليس هذا فحسب، بل أنه أيضا غضب الله وسكب هذه النعمة الكبيرة التي لم يجدها الكثير من الأطفال. وأخيرا، ألحق الضرر بنفسه وجعل عظامه رقيقة. فبكى الولد بكاء شديدا وقال للطبيب: “سأشرب الحليب يا طبيب، والله يغفر لي ذنبي”، ثم قال للجدة: “أعذريني يا جدتي لم أفعل ذلك ثانية.
حكايات جدتي قبل النوم
في زمن الأميرات، كانت هناك أميرة جميلة تدعى ست الحسن والجمال. تعيش في القصر مع والدها الملك وزوجة والدها. ولكن زوجة والدها كانت تحرمها دائما من الخروج وتوجه الحراس بمنعها من مغادرة القصر. كانت الفتاة تعاني دائما من القمع والاضطهاد والاكتئاب والحزن الشديد. كانت تجلس في غرفتها تقرأ الكتب وتتحدث إلى الدمى والجدران. وتطل من نافذتها على الحديقة وتتمنى أن تسير في الشوارع مثل الآخرين.
في يوم من الأيام، اضطر الملك وزوجته للسفر إلى مدينة مجاورة لعقد بعض الصفقات والعقود وحضور حفل كبير، وسيمتد الأمر لمدة أسبوعين كاملين. وأخبرا الأميرة بذلك، فقالت لوالدها أن يأخذها معه، ولكنه رفض خوفا عليها من الخروج كما تقول له دوما زوجته. وبعد سفرهم، شعرت الأميرة بالوحدة، فتسللت إلى المطبخ ووضعت المنوم لحراس المنزل في الطعام لتخرج من المنزل لفترة قصيرة. وبعدما نام الحراس، خرجت الأميرة وتجولت في المدينة حتى وجدت حصانا أبيضا جميلا وكبيرا ومميزا للغاية، وبقيت تحدث إليه وتداعبه حتى وجدت شابا قادما ومعه طعام للحصان.
بدأ الشاب يسألها عن هويتها ومكانها، حيث كان يتجول في الطريق وحده، وعجبه كيف تسير وحدها في هذا الطريق النائي الذي لا يزوره الناس كثيرا. فأجابت أنها لا تعرف الطرق ولا تتجول في الشوارع، وشرحت له قصتها بالتفصيل، وكشفت له هويتها كأميرة. ومن هنا بدأ كل منهما يتحدث للآخر، وعندما دقت الساعة 12، قال لها الشاب إنه يجب عليها العودة للمنزل وأنه سيلاقيها في نفس الوقت غدا. وفعلا قامت بوضع المنوم وخرجت، وبدأ الحب ينمو بينهما. عندما عاد الملك، حاول الشاب حسن التقدم لخطبة الأميرة، ولكن الملك رفضه دون أسباب وقبل أن يعرف من هو. وبسبب اعتقاد الأميرة أن حسن فقير ولا يمتلك سوى حصان، رفض والدها زواجهما. ولكن في اليوم التالي، وصل مرسال من ملك المدينة المجاورة يدعو الملك للاجتماع به، وعندما وصل الملك إلى القصر، عرض عليه أن حسن هو ابنه الملك المنتظر، وبالتالي يجب أن يتزوج من الأميرة ست الحسن. وفرحت الأميرة وعقد الزواج بين حسن والأميرة وعاشا حياة سعيدة، وتم إنقاذ الأميرة من زوجة والدها.
حدوتة جدتي
إن أجمل حكاية قبل النوم هي قصص الجدات، ومن بينها هذه الحكاية التي تدور حول صانعة الجبن، فكانت هناك امرأة كبيرة في السن جميلة وطيبة تصنع الجبن وتبيعه للنساء في منازلهن. وفي يوم من الأيام، عندما كانت تبيع الجبن في فناء منزل فخم، وجدت قلادة ذهبية. وفي هذا الوقت كانت تحتاج إلى المال لإجراء جراحة ضرورية في القلب، لأنها لم تعد قادرة على العمل ولا المشي، لكنها كانت تعمل بجد واجتهاد لترزق بحلالها. فصاحت بصوت عال إلى أصحاب المنزل قائلة: “يا سيدتي، لقد وجدت قلادة ذهبية، تفضلي بها.
قالت صاحبة المنزل للسيدة: أنت سيدة أمينة للغاية، وستحصلين على مكافأة كبيرة. تلك القلادة مصنوعة من اللؤلؤ والذهب وهدية من والدتي، وكنت سأموت حزنا إذا فقدتها. شكرا جزيلا على إعادتها لي. كما منحتها مبلغا كبيرا وسمعت قصتها، وقالت لها: “أنت أمي وصديقتي، وهذا منزلك”. كانت السيدة المسنة سعيدة وفرحة وبفضل الله تم النجاة من الخسارة بسبب الأمانة.