حكم قراءة القرآن على غير طهارة
– القراءة من القرآن على غير طهارة محرمة، والمقصود هنا ليس قراءة القرآن من المصحف، بل قراءة القرآن من الذاكرة دون وجود الوضوء، وما هو حكم قراءة القرآن للأطفال على غير طهارة؟ وكذلك مس الحائض والجنب للكتب التي تحتوي على آيات قرآنية؟
حكم قراءة القرآن على غير طهارة:
يرى فريق من الفقهاء والعلماء أنه لا يوجد حرج من قراءة القرآن إذا كان المسلم أو المسلمة على غير طهارة ولكن ليسا جنب ويجوز لهما قراءة القرآن من غير مس المصحف مثل قراءة بعض الآيات من خلال الذاكرة أما إذا كان من المصحف فلا يجوز وذلك لما جاء عن رسول الله صل الله عليه وسلم: «لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر» وعن علي رضي الله عنه قال: «كان النبي صل الله عليه وسلم لا يحجبه شيء من القرآن إلا الجنابة» وأيضًا قوله صل الله عليه وسلم: «أما الجنب فلا ولا آية»، وهو ما يعني بعدم جواز مس المصحف بغير طهارة أما قراءة القرآن عن حفظ فيجوز إذا كان المسلم قد أحدث حدث أصغر وهو لا يوجب الغسل، وكذلك الحائض والنفساء يجوز لها القراءة عن حفظ.
ويرى فريق آخر من الفقهاء: أن الحائض والنفساء مثل الجنب لا يجوز للمسلمة فيهما أن تقرأ القرآن حتى عن ظهر قلب حتى تغتسل لأن الحيض والنفاس من الحدث الأكبر كالجنب بينما يرى فريق آخر بعدم صحة هذا الرأي وهو أن تترك الحائض والنفساء قراءة القرآن طوال فترة الحيض والنفاس لأن في تركه مشقة عليهما كما أن ذلك قد يضيع الحفظ لما فيه من مدة طويلة.
ويرى فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله: أن الجنب والحائض والنفساء ومن ليس على طهارة من ريح أو بول ليس لهم جميعا أن يقرؤوا من المصحف. وأما عن ظهر قلب فيجوز للمحدث حدثا أصغر أن يقرأ عن ظهر قلب، وكذلك الحائض والنفساء على الصحيح. أما الجنب فلا يقرأ عن ظهر قلب ولا من المصحف حتى يغتسل. أما الحديث المروي في نهي الحائض عن قراءة القرآن فهو حديث ضعيف.
هل يجوز للأطفال قراءة القرآن عندما يكونون غير طاهرين؟
إذا كان الأطفال يبلغون سبع سنوات أو أكثر، وهي سن التمييز، فيجب على آبائهم ومعلميهم تعليمهم الطهارة قبل قراءة القرآن، وذلك بناءً على ما رواه الرسول عن عدم جواز مس المصحف إلا في حالة الطهارة. وبالنسبة للأطفال الذين لم يتجاوزوا هذا العمر، فلا يمكن لهم لمس المصحف بسبب عدم تمييزهم، حتى ولو كانوا طاهرين.
هل يجوز للحائض والنفساء والجنب لمس الكتب التي تحتوي على آيات قرآنية؟
تم التحذير من لمس المصحف بغير طهارة للحائض والنفساء والجنب، ولكن بالنسبة لكتب التفسير والحديث والكتب الإسلامية التي تحتوي على آيات قرآنية، فإن العلماء والفقهاء أجمعوا على جواز لمسها وقراءتها والدراسة منها بدون حرج.