احكام اسلاميةاسلاميات

حكم المكالمات الهاتفية بين المخطوبين

ما هو حكم المكالمات الهاتفية بين المخطوبين

اختلفت آراء الفقهاء في مسألة حديث الخطاب إلى خطيبته في الهاتف، حيث منع بعض الفقهاء الحديث في الهاتف، ولكنهم لم يمنعوا الحديث وجهًا لوجه في وجود محرم. والسبب في ذلك هو أن الحديث في الهاتف قد يكون مدخلًا للشيطان نظرًا لعدم وجود محرم، وهذا يمكن أن يشجع الخطيب على التفوه بكلام غير لائق.

ومع ذلك، يسمح بعض الفقهاء بالحديث بين المخطوبين عبر الهاتف إذا كان ذلك جزءا من التعارف المسموح به بين المخطوبين، ويجب أن يتم ذلك بعلم ولي العروس حتى لا يتم التلاعب بالخطيب، لأن بعض الشباب قد لا يكونوا راغبين فعليا في الزواج ويريدون التلاعب، ولكن علم ولي العروس يحول دون ذلك.

حكم إرسال صورة المخطوبة للخاطب

يعتقد الشيخ بن عثيمين رحمه الله أنه ليس جائزا إرسال صورة المخطوبة للخطيب، على الرغم من أنه يمكنه رؤيتها وجها لوجه. يعتبر الشيخ أن الفتاة لا تزال غريبة عن الخطيب حتى يتم عقد القران، وبالتالي لا يحق له الاحتفاظ بصورتها والنظر إليها كما يشاء. ويعتقد الشيخ أن الخطيب قد يسمح لشخص آخر بالنظر إلى الصورة، وبسبب أن الصورة لا تعكس الحقيقة بشكل كامل، قد لا تكتمل الخطبة وقد يستخدم الخطيب الصورة بطرق غير مشروعة. وبالتالي، فمن الأفضل للفتاة عدم إرسال صورة لخطيبها أو التقاط صورة له.

هل يباح للخاطب رؤية شعر المخطوبة

يحق للخطيب أيضا أن ينظر إلى خطيبته قبل العقد، بشرط وجود ومعرفة ولي المخطوبة، بل إن نظر الخطيب إلى خطيبته قبل الزواج في الواقع أمر مطلوب، فقد قال عليه الصلاة والسلام: `إذا خطب أحدكم امرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل، فإن ذلك أقرب إلى أن يؤدي بينكما عفافا.` صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

صرح بعض الفقهاء بأنه يجوز للخاطب أن ينظر مرة أخرى إلى المخطوبة بوجود محرم، إذا كان يعتزم الزواج ورأى المخطوبة في المرة الأولى، ولكنه يريد أن يرى فيها ما يزيد رغبته في الزواج بها.

هناك اختلاف في رأي الفقهاء بشأن مدى جواز النظر إلى شعر المخطوبة. يرون الحنابلة أنه جائز، في حين أن الجمهور يعتقد أنه يمكن للخاطب رؤية الوجه والكفين فقط. يفضل أن يرسل الخاطب امرأة ذات ثقة مثل أمه أو أخته لرؤية المخطوبة ووصفها له.

إذا لم يكن بإمكانه إرسال أخت له، يمكن للمرء أن يرى ما يشعر به من حجمها أو نحافتها، عندما تكون ترتدي البنطلون أو غيره من الملابس التي قد تظهر له ما يجعله يرغب في خطبتها أو يتراجع عنها.

وعند إتمام الخطبة، يجب على المخطوبة لقاء خطيبها وفقًا للضوابط الشرعية.

المباح والممنوع بين المخطوبين في فترة الخطوبة

يظل الخطيبان أجانب لبعضهما طوال فترة الخطبة، ويحق للخطيب التحدث مع خطيبته خلال هذه الفترة سواء كان ذلك عبر الهاتف أو وجهًا لوجه في حضور محرم، ويجب أن يكون الحديث لمصلحة الزواج ووفقاً للضوابط الشرعية، ولا يحق لالخطيب التحدث عن أمور غير لائقة

يتحدث بكلام فيه حب وغزل أو أحاديث تثير الشهوة، فبجانب أن الكلام المثير للشهوات في الخطوبة أمر مخالف للشرع، فإنه ضار أيضا من الناحية النفسية لأن فترة الخطوبة هي فترة للتعارف بين الخطبين واتخاذ قرار نهائي قبل الزواج، وتغليب العاطفة في فترة الخطوبة قد يجعل الإنسان يسيء القرار.

لا يجب على المخطوبة الخضوع لرغبات خطيبها، ويعني هذا أنه يجب أن تحتفظ بشخصيتها وأنوثتها، وهذا قد يجعل الخطيب يشعر بالشهوة تجاهها.

يسمح للخطيب بلمس خطيبته، ولكنه لا يجوز له أن يمسك بيدها أو يضع الخاتم عليها أو يقوم بأي أمور مشابهة قبل إتمام العقد.

يسمح للخطيب في فترة الخطبة أن يجلس مع خطيبته في زاوية المجلس ولكن بوجود محرم، ويتحدث معها بحديث لا يسمعه بقية حضور المجلس.

يحمل الحديث الرصين بين الخطيبين العديد من الفوائد، حيث يساعد كل منهما في التعرف على شخصية الطرف الآخر واكتشاف نقاط التقارب والتوافق ونقاط الاختلاف، مما يجعل الحياة بينهما واضحة ومبنية على حقائق واقعية.

ومع ذلك، فإن تكرار الزيارات وتأخر فترة الخطوبة ليست أموراً مرغوبة، لذلك يجب على الخاطب أن يسرع في الزواج قدر الإمكان.

حكم الجلوس مع المخطوبة بعد العقد

بعد الزواج، يصبح الخاطب والعروس زوجين، ويجوز للزوج الجلوس مع زوجته والنظر إليها والاختلاء بها، ولكن يجب الامتثال لعادات أهل العروس ومعرفتهم، فإذا كانت العادة هي عدم الدخول على الزوجة إلا بعد الزفاف لتجنب فسخ العقد لأي سبب، فيجب على الخاطب تجنب الاختلاء مع خطيبته إلا بعد الزفاف.

مواضيع فترة الخطوبه

كما ذكرنا فإن الحديث بين المخطوبين في فترة الخطوبة يجب أن يركز على أن يجد كلًا من الطرفين ما يدفعه لقبول الآخر كزوج يسكن إليه خلال سنوات عمره التالية، ولذلك يجب أن يتم اختيار المواضيع التي يتحدث بها الخطيبين هي التي تكشف عن بعض الصفات الهامة في كلًا الطرفين، مثل الشخصية والذكاء والتقوى، ومن بين الأسئلة التي قد يسألها الخطيب لخطيبته والعكس:

الاستفسار عن وضع الفرد في مكان العمل وعن زملائه في العمل، هذه الأسئلة يمكن أن تكشف ما إذا كان هذا الشخص يتمتع بشخصية متواضعة أم مغرورة، وما إذا كان تعاونيا ومحبا للآخرين أم أنه شخص أناني يضع نفسه قبل أي شيء آخر.

أحد الأسئلة التي يمكن طرحها على الخطيب هو ما إذا كان يفضل الجلوس في المنزل أو الخروج، حيث يمكن أن يسبب الاختلاف في هذا الأمر العديد من المشاكل الزوجية. بعض الشباب يحبون الخروج من المنزل طوال الوقت، وإذا كانت زوجته تفضل الجلوس في المنزل، فقد يشعر كلاهما بالضيق تجاه الآخر.

يجب أيضًا طرح أسئلة تكشف عن مدى معرفة الشريك بواجباته كزوج وواجباتها كزوجة من الناحية الإسلامية، ويعد هذا الأمر من الأساسيات التي يجب على كل شخص يفكر في الزواج معرفتها، سواء كان الشخص فتاة أو شاب.

يجب أيضا اكتشاف قدرة الشريك على الصبر وتحمل الظروف الصعبة، حيث إن الحياة دائما مليئة بالصعاب، والزواج هو شراكة تهدف إلى الاستمرارية، وبالتالي يتطلب الصبر دائما.

يجب أيضا اكتشاف قدرة الشريك على التعامل مع المال وقدرته على تناسب احتياجاته مع دخله، وخاصة فيما يتعلق بالرجل الذي يكون عادة المسؤول عن الأمور المادية والإنفاق في الزواج. قد يضع الشخص غير المسؤول أعباء مالية على الأسرة قد تؤدي إلى تدميرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى