حكم الغش في الامتحانات الدراسية
يعتاد معظم الطلاب في الإمتحانات على الغش، وذلك لتفادي الرسوب في بعض الأحيان. يُسهّل بعض المعلمين عملية الغش، في حين يرفضها البعض الآخر. فما هو حكم الدين في الغش في الإمتحان؟ وهل هو حرام مثل الغش في البيع والشراء؟
حكم الغش في الامتحانات
حرم الله تعالى الغش في جميع المعاملات بين المسلمين وبعضهم وبين المسلمين وغير المسلمين لما في ذلك من مضرة كبيرة وجعل سبحانه وتعالى الغش من كبائر الذنوب فقال صل الله عليه وسلم: «من غشنا فليس منا» وفيه يقول فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: الغش محرم في الاختبارات، كما أنه محرم في المعاملات فليس لأحد أن يغش في الاختبارات في أي مادة وإذا رضى بذلك فهو شريكه في الإثم والخيانة.
– كما يرى فضيلة الشيخ ابن العثيمين بتحريم الغش في الامتحانات لأنه من كبائر الذنوب، وكذلك فضيلة الشيخ ابن جبرين عندما سئل عن حكم الغش في مادة اللغة الإنجليزية والدورات والكورسات الخارجية يقول: لا يجوز الغش في أي مادة من المواد مهما كانت لأن الاختبارات المقصود منها هو تحديد مستوى الطالب في هذه المادة، ولما في ذلك أيضا من الكسل والخداع وتقديم الضعيف على المجتهد، فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا”، ولفظ الغش هنا عام لكل شيء، والله أعلم.
وفيه يقول فضيلة الشيخ محمد المنجد: الاتفاق على الغش بين المعلم والطالب أو الطالب والطالب هو عمل يدخل تحت تصنيف الإثم والعدوان، ويجب عدم اللجوء إلى الحرام وتجنب كل وسيلة غير مشروعة وعرض محرم يأتي من غيرك. من يترك شيئا لله، سيعوضه الله بما هو أفضل منه. لذلك، يجب على الشخص إنكار المنكر ومقاومته والإبلاغ عن أي عمل من هذا النوع أثناء الاختبارات وقبلها وبعدها، وهذا ليس من النميمة المحرمة بل من إنكار المنكر الواجب.
الحكمة من تحريم الغش في الامتحانات:
قد يفترض الطالب أنه لا يوجد ضرر من الغش في الامتحانات، حيث يعتقد أنه يتحمل المسؤولية الوحيدة عن النتيجة وأن نجاحه أو رسوبه لن يؤثر على أحد. وبناء على ذلك، يروج لأفكار التساهل في الغش. ولكن إذا نظر الطالب إلى مختلف مجالات الحياة، سيجد الأطباء الفاشلين الذين تسببوا في وفاة مرضى أو معالجتهم بشكل خاطئ، وسيجد المهندسين الفاشلين الذين تسببوا في تدمير العديد من المباني وانهيارها، وسيجد المعلمين الذين لا يعلمون حتى أساسيات المواد التي يدرسونها. وجميع هؤلاء الأشخاص في الأساس كانوا طلابا حصلوا على نجاحهم عن طريق الغش والتلاعب. وإذا لم ينجح كل واحد منهم عن طريق الغش، فإنه إما سيجتهد ويعمل بجد ليكون مفيدا للأمة، أو سيترك هذا المجال للأشخاص الأكثر جدارة واستحقاقا.
لذلك جاء التحريم بالغش لما فيه من المضرة للأمة الإسلامية بظهور طاقات غير جديرة بالمسؤولية تعمل على تأخرها بين الأمم الأخرى، لذلك على كل أب وأم أن يعدوا أبناءهم بالعلم وأن يمنعوهم من الغش كذلك على المعلمين في المدارس عدم التساهل في ذلك الأمر وليعلم كل واحد منهم أنه راع ومسؤول عن رعيته حتى لا يشترك في ذلك الجرم ويناله من الإثم والذنب.