حكم الذبح لغير الله ” من القران و السنة “
الدين الإسلامي هو دين واضح وصريح لأن المصدر الأساسي له هو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهناك بعض الأمور التي جاءت محرمة بنصوص صريحة في القرآن أو السنة ومن هذه الأمور الذبح لغير الله تعالى، لذلك سنوضح لكم حكم الذبح لغير الله “من القرآن والسنة.
حكم الذبح لغير الله من القرآن و السنة
العبادة هي حق مخصص لله تعالى فقط، دون شركاء، سواء كانت تشمل الصلاة، الصيام، السجود، الركوع، أو الذبح.
يطلب من المسلم أن يضحي في عيد الأضحى لله القادر تعالى، ويقوم بتوزيع الأضاحي على الفقراء والمحتاجين. كما يسمح بالذبح خارج فترة العيد لله فقط، وذلك للحصول على الثواب العظيم.
– ولكن عندما يتعلق الذبح بغير الله تعالى، فإنه يعتبر شركا بالله، وأعوذ بالله من ذلك، مثلما يقوم البعض بذبح الحيوانات لأجل الجن، أو الشياطين، أو الملائكة، أو الأموات، أو أمور أخرى غيرها.
– قال الله تعالى في هذا الشأن في القرآن الكريم: يقول الله تعالى: قد حرمت عليكم أكل الحيوانات الميتة وسفك الدم وأكل لحم الخنزير وما لم يكن مخصصا لله، والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة، وما أكل السبع إلا ما ذكيتم، وما ذبح على الأصنام، وأن تستقسموا بالأزلام. إن هذه هي الفسق في هذا اليوم. قد ييأس الذين كفروا من دينكم، فلا تخافوهم، ولكن اتقوا الله في هذا اليوم. قد أتممت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم بالإسلام دينا. فمن اضطر في حالة الضرورة غير متعمد للإثم، فإن الله غفور رحيم.” [المائدة: 3].
ويتحدث أيضا عن علي بن أبي طالب الذي قال: (ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلى شيء يكتمه الناس، ولكنه حدثني بأربع كلمات. وسئل: ما هي يا أمير المؤمنين؟ فقال: لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والده، ولعن الله من آوى محدثا، ولعن الله من غير منار الأرض).
رأي أهل العلم في حكم الذبح لغير الله
– يقول الإمام الصنعاني في هذا الأمر: (فإن قال إنما نحرت لله، وذكرت اسم الله عليه، فقل: إن كان النحر لله فلأي شيء قربت ما تنحره من باب مشهد من تفضله وتعتقد فيه؟ هل أردت بذلك تعظيمه؟ إن قال: نعم، فقل له: هذا النحر لغير الله تعالى، بل أشركت مع الله تعالى غيره، وإن لم ترد تعظيمه، فهل أردت توسيخ باب المشهد وتنجيس الداخلين؟ إليه أنت تعلم يقيناً أنك ما أردت ذلك أصلاً، ولا أردت إلا الأول، ولا خرجت من بيتك إلا قصداً له).
– كما قال أبضًا الصنعاني في حكم النذر والنحائر حين قال: إذا أخبرتني عن هذه النذور والنحائر، ما هو حكمها؟ قلت: يعرف كل شخص عاقل أن المال ثمين بالنسبة لأصحابه، ويسعون لجمعه، حتى لو ارتكبوا كل نوع من المعاصي وقطعوا الأفاق من كل مكان. فلا ينفق أحد من ماله شيئا إلا إذا كان يعتقد أنه سيحقق فائدة أكبر منه أو سيجنب ضررا. فالشخص الذي يتعهد بالتصدق للقبر، فإنه لا ينفق ماله إلا لهذا الغرض، وهذا الاعتقاد باطل، ولو كان الشخص يعلم باطلية ما يريده، لما أنفق درهما.
قال الشوكاني عندما أقر بأن الذبح لغير الله من الأعمال الصادرة من الباطن وإن أصحاب هذه الأعمال يعتقدون الضر والنفع في ذلك، فقد قال عنهم: وكذلك النحر للأموات عبادة لهم، والنذر لهم بجزء من المال عبادة لهم، والتعظيم عبادة لهم، كما أن النحر للنسك وإخراج صدقة المال، والخضوع والاستكانة عبادة لله عز وجل بلا خلاف، ومن زعم أن هناك فرقا بين الأمرين فليهده إلينا، ومن قال إنه لم يقصد بدعاء الأموات والنحر لهم والنذر لهم عبادتهم، فقل له: فبأي مقصد صنعت هذا الصنع؟ فإن دعاءك للميت عند نزول أمر ربك لا يكون إلا لشيء في قلبك تعبيرا عنه بلسانك، فإن كنت تهذي بذكر الأموات عند طرح الحاجات من دون اعتقاد منك لهم، فأنت مصاب بتشويش عقلي، وبنفس الطريقة، إذا قمت بالذبح لله والنذر لله، فبأي معنى جعلت ذلك للميت وحملته إلى قبره؟ إذا، الفقراء يعانون على وجه الأرض في كل مكان، وبفعلك وأنت عاقل، فإن هذا لا يكون إلا لهدف قد قصدته، أو أمر قد أردته
ذكر الشيخ إبراهيم المروزي من أصحابنا أن استخدام ما يذبح عند استقبال السلطان تقربًا يعتبر حرامًا؛ حيث أفتى أهل بخارى بتحريم ذلك، لأن ذلك مما يُخصص لغير الله تعالى
قال الرافعي إن تذبيح الكلب للاستبشار بقدومه يشبه تذبيح العقيقة بمناسبة ولادة الطفل، ويوجد رأي آخر يقول أن ذلك لا يجعل الكلب محرمًا، والله أعلم.
حسبما ذكر الميلي سابقاً في هذه المسألة، ونقله عن الرافعي، فإن الفتوى غير مخالفة لأهل البخاري إلا بالقصد، ويعتبر الخلاف في هذه الحالة. فمن يريد التقرب إلى الأمير فإن الفتوى تصدق عليه، ومن يريد المجرد سروراً فإن الفتوى تصدر بقول الرافعي.
يتضح لنا من كل ما سبق أن ذبح غير الله تعالى هو شرك واضح وهو من المحرمات البينة التي يجب فعلها نهائيا.