حكمة زواج النبي من ام سلمة
نسب ام سلمة رضي الله عنها
ام سلمة، رضي الله عنها، ولدت في السنة 28 قبل الهجرة، وهي امرأة تدعى هند بنت أبي أمية، وزوجة الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم. وكان اسم والدها الكامل الراكب بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
زوج أم سلمة هو عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأمه عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم برة بنت عبد المطلب، كما كان أبو سلمة شقيق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرضاعة، إذ رضعهما معًا حمزة وثويبة مولاة أبي لهب.
وفاة زوجها أبو سلمة
اقتربت غزوة أحد وبدأ المسلمون التحضير لها، لكنها أسفرت عن نتيجة قاسية للمسلمين واستشهاد العديد منهم بينهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومصعب بن عمير، وعبد الله بن حرام، ومالك بن سنان.
أبو سلمة كان من الجرحى الذين تأثروا بجراحهم واستشدوا على سبيل الله، وقد سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعته يقول: `ما من عبد يصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها، إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها.` فكانت أم سلمة تحتار في العثور على شخص يشفق عليها مثلما يشفق أبو سلمة، ولكن الله خلف لها رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكان ذلك خيرا لها
الحكمة من تعدد زوجات النبي عليه الصلاة والسلام
قام النبي صلى الله عليه وسلم بالتزوج من عدة نساء لتوطيد الدعوة وتعزيزها وليس للشهوة، وكان يريد من خلال هذه الزيجات الخير للإسلام والمسلمين، وساهم تعدد الزيجات في نشر الدعوة الإسلامية للنساء وتبيان الأحكام الشرعية المتعلقة بالنساء مثل الحيض والطهارة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشعر بالخجل أحيانا من التحدث عن هذه الأمور مع النساء.
كان النبي عليه الصلاة والسلام يتزوج بوحي من الله، وقام بالزواج من سودة بنت زمعة، وأم سلمة، وزينب بنت خزيمة تكريمًا لصدق إيمانهن، أو للتعويض عن فقدان المعيل، كما أنها تزوج من رملة بنت ابي سفيان التي ثبتت على دينها بعدما هاجرت إلى الحبشة مع زوجها الذي تنصر، وتحملت آلام الغربة وحدها، فلما علم النبي بذلك تزوجها.
تزوج النبي عليه الصلاة والسلام من حفصة وعائشة كمكافأة لأبيهما عمر بن الخطاب وأبي بكر الصديق ولتعزيز الصلة بينهم، وتزوج من زينب بنت جحش لأسباب حكيمة، وهي القضاء على عادة التبني المنتشرة في الجاهلية، حيث كان زوجها زيد بن محمد عليه الصلاة والسلام، ولكن الله عز وجل أراد إبطال بدعة التبني من خلال زواج الرسول منها.
حكمة زواج النبي من ام سلمة
كانت أم المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها من أول المسلمين، وهاجرت هي وزوجها أبو سلمة إلى الحبشة، ثم عادا وهاجرا إلى المدينة المنورة، وشهد زوجها معركة بدر، كما شهد غزوة أحد، وتوفي بجراح أصابته.
عندما توفيت أم سلمة رضي الله عنها، تركت وراءها أربعة أطفال يحتاجون إلى من يعتني بهم، ولم تكن لأم سلمة أقارب يدعمونها، فتقدم بعض الصحابة لخطبتها ليعتنوا بأطفالها ويكرموها هي وزوجها الراحل، أبو بكر وعمر، ولكنها رفضتهما. عندما طلبها النبي صلى الله عليه وسلم، قالت للشخص الذي جاء لخطبتها: قل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها كبيرة في السن، ولديها الكثير من الأولاد، ومع ذلك، تشعر بالغيرة من النساء الصغيرات، ولديك من النساء من هي أجمل وأفضل.
فرد النبي عليه الصلاة والسلام: إذا كنت لديك أطفال، فالله يعتني بهم ويرعاهم، وإذا كنت تشعرين بالغيرة من النساء، فسيزيل الله الغيرة عنك، أما بالنسبة لكونك مسنة، فأنا أكبر منك، وقد رضيت أم سلمة على الزواج من النبي عليه الصلاة والسلام.
تم زواج النبي لأم سلمة لحفظ أولادها من الضياع، وقد أوصى الرسول بحفظهم ورعايتهم في كنف النبوة، كتكريم لأم سلمة التي كانت من السابقين في الإسلام، وكان هذا الزواج تعبيرًا عن الوفاء لزوجها الذي قدم نفسه في سبيل نصرة الإسلام.
فضل أم سلمة رضي الله عنها
تحملت أم سلمة الكثير من أجل دعم الإسلام والمسلمين، وكانت من أوائل من استجابوا لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الذين صبروا واجتهدوا في نشر الدعوة.
- هجرة ام سلمة مع زوجها إلى الحبشة
عندما اختبرت أم سلمة وأصحاب النبي أنواعا مختلفة من العذاب من المشركين، ولم يكن الرسول قادرا على رد الأذى، هاجرت هي وزوجها إلى الحبشة، وتحملت آلام الغربة من أجل عبادة الله في بيئة آمنة. وكان النجاشي جارا حسنا، وأظهر لهم الاحترام ولم يسبب لهم أي ضرر أو مشاكل تكرهها. وكانت الحبشة مكانا أفضل بالنسبة لها من موطنها الأصلي الذي تعرضت فيه للأذى، عندما حاول المشركون إجبارها على التخلي عن دينها.
- فراقها لابنها وزوجها
عادت أم سلمة من الحبشة إلى مكة المكرمة، لكن أذى المشركين لم يتوقف، لذلك هاجرت مرة أخرى مع زوجها إلى المدينة المنورة، لكنها مُنعت من مرافقة زوجها، وشاهدت كفار قريش بني عبد الأسد ينزعون منها ابنها سلمة بالقوة، حتى تسببوا بخلع يده، وأجبرها بني المغيرة على البقاء عندها بعيدة عن ابنها الذي أخذه بنو عبد الاسد، وزوجها الذي سبقها بالهجرة إلى المدينة، لكن كل هذه المتاعب لم تعيقها أو تثنيها عن اتباع أوامر الله عز وجل، ولم تهن هذه المصاعب، فهاجرت إلى المدينة بعدما سمح لها بنو المغيرة.
- هجرة أم سلمة إلى المدينة وحدها
هاجرت أم سلمة إلى المدينة بمفردها، وتحملت طول المسافة وحر النهار وبرد الليل وظلمته، ومشقة السفر، بقلب المؤمنة الراضية بقدر الله، دون أن تتراجع عن الدفاع عن دينها وعقيدتها ومتابعة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
- تحملها الكثير في سبيل الإسلام
تعاني أم سلمة الكثير في سبيل دينها، حتى قالت إنها لا تعرف أهل بيت في الإسلام يتعرضون للأذى بنفس ما تعرض له آل أبي سلمة، فتركت هذه المرأة أهلها ومنزلها، وهاجرت بمفردها في سبيل الله لتحمي دينها، ولذلك أكرمها الله بجعلها أم المؤمنين وزوجها الله خيرا من زوجها وهو أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
- نشر أم سلمة للدين الإسلامي
تعلمت أم سلمة الأحكام الشرعية من النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وبعد ذلك قامت بتعليم الناس عن شؤون دينهم، وخاصةً الأمور المتعلقة بحياة النبي عليه الصلاة والسلام في المنزل.