احكام اسلاميةاسلاميات

حق الله وحق الرسول

خلق الله تعالى الإنسان على أفضل صورة وميزه بالعقل عن سائر المخلوقات. لذلك، للإنسان حقوق كثيرة مقررة من الله تعالى يجب أن يحترمها. بالمثل، نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام هو الرسول الذي أرسله الله تعالى ليحمل الأمانة وينقل الرسالة. لذلك، له حقوق على الإنسان أيضا. سنوضح لكم حقوق الله وحقوق الرسول.

جدول المحتويات

حق الله وحق الرسول

على الرغم من محاولاتنا لإعطاء الله والرسول حقهما، إلا أننا لن نستطيع ذلك نظرًا لكثرة وتعدد نعم الله علينا كعباده.

حق الله تعالى

سمعت من معاذ بن جبل حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كنت أترجل وراء النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يدعى “عفير”، وقال لي: “يا معاذ، هل تعرف حق الله على عباده وحق العباد على الله؟” فقلت: الله ورسوله أعلم، فقال لي: “حق الله على عباده أن يعبدوه وحده ولا يشرك به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا.” فقلت: يا رسول الله، أفلا أبشر الناس؟ فقال: “لا تبشرهم، فيتكلوا على ذلك.

يتضح من هذا الحديث الشريف أنَّ حق الله تعالى على عباده يتمثل في ما يلي:

– الإيمان بوحدانية الله والإيمان بأن الله تعالى هو الوحيد الذي لا شريك له، وهو الذي خلق هذا الكون الذي نعيش فيه وخلقنا معه، وذلك استجابة لقول الله تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).

– سماع أوامر الله واتباع ما أمرنا به وتجنب ما حرمه علينا.

– الاقتراب من الله وشكره على نعمه العظيمة من خلال عبادته وحده، وتتمثل العبادة في الصلاة والصيام والزكاة والحج كما أمرنا الله تعالى.

ذُكِرَ الله تعالى في السراء والضراء وفي كل وقت وحين، وذلك بسبب قول الله تعالى `يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا`

الطاعة لله تعالى والامتثال لأوامره والاستماع لما أمر به مع العلم بأن الله تعالى لا يريد إلا الخير لعباده.

الإيمان بقضاء الله وقدره وعدم الاعتراض على قضاء الله سبحانه وتعالى.

– من حقوق الله على عباده عدم اللجوء إلى أحد سوى لله تعالى وحده لا شريك الله عن طريق التضرع إليه والدعاء له لأنه هو وحده القادر على استجابة الدعاء كما قال تعالى(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ).

حق الرسول عليه الصلاة والسلام

حق الرسول على المسلمين هو من حقوق الله تعالى، لأن الرسول هو المبعوث من عند الله تعالى بالرسالة، فمن أطاعه فقد نال رضا الله تعالى، ومن لم يؤمن به ويطيعه فسوف ينال غضب الله تعالى، ومن حقوق الرسول:

يشمل الإيمان بالله عز وجل والإيمان بجميع ما يتم نقله إليه.

من واجب كل مسلم ومسلمة أن يحبوا رسول الله ويقتدوا به ويفعلوا ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم لكي يحصلوا على أجر عظيم وثواب كبير.

– قال الله تعالى: تأمر الآية الكريمة بالصلاة والسلام على الرسول، ومن المهم على كل مسلم ومسلمة إظهار الاحترام والتقدير للرسول وتكريم اسمه.

يجب الطاعة لرسول الله في أي قول أمر به، حيث يأتي ذلك استنادًا إلى قول الله تعالى: `يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ` [الأنفال: 20].

يتمثل حب الرسول لأهل بيته في رضا الله عن زوجاته وبناته وأولادهم جميعًا.

زيارة مسجد الرسول عند الذهاب إلى الحج أو العمرة.

يجب تصديق كل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بناءً على قول الله تعالى في سورة التغابن: `فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ`

يتمثل اتخاذه قدوة في الأقوال والأعمال وتقليد أسلوبه في الملبس والكلام والأفعال والعبادات، وذلك بناءً على قول الله تعالى.

تفضيل محبة الرسول على محبة الأهل والأولاد، وذلك بسبب قول الله تعالى: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتىٰ يأتي الله بأمره ۗ والله لا يهدي القوم الفاسقين) [سورة التوبة: 24].

– واجب الالتجاء إلى النبي والرضا بحكمه فيما أمر به، وذلك بناء على قول الله تعالى، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلا) [النساء 59].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى