اتفاقياتالعالم

حقيقة بيع الاسكا من روسيا القيصرية لامريكا

صفقة الاسكا التي انتهت بشراء الولايات المتحدة الأمريكية لولاية الألاسكا من روسيا عام 1867، هي إحدى الصفقات التاريخية المشهورة التي ما زالت تروى حتى الآن وتعتبر صفقة رابحة بالنسبة للجانب الأمريكي، بعد أن تم اكتشاف مناجم الذهب فيها.

قصة صفقة بيع الاسكا للولايات المتحدة الأمريكية :
حيث قد تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية خلال ستينات القرن قبل الماضي بشراء ولاية الاسكا من قبل الإمبراطورية الروسية، خلال ذلك الوقت وذلك من خلال المعاهدة التي صدق عليها مجلس الشيوخ الأمريكي وقد وقع عليها خلال ذلك الوقت الرئيس الأمريكي الذي كان يحكم الولايات المتحدة الأمريكية أندرو جونسون.

ويذكر أن روسيا قد عملت على بيع ولاية الاسكا خلال ذلك التوقيت تحديدا تخوفا من قيام حرب مع الجانب البريطاني ويتم الاستيلاء على ولاية الاسكا وقد كانت التجارة الروسية في تلك الولاية قائمة على صناعة الفراء، وفقا لما تم رصده من جانب سكان الولاية الأصليين وعلى الرغم من أن تلك الصفقة تعد من أكثر الصفقات الأمريكية نجاحا إلا أنه حين انتشر ذلك الخبر انقسمت الولايات المتحدة الأمريكية بين مؤيد ومعارض لذلك القرار.

أطلق العديد من الأمريكان على تلك الصفقة اسم `السيوف الغبية`، نظرا لأنها من الصفقات التي لا قيمة لها على الإطلاق من وجهة نظرهم. ومن ناحية أخرى، أشاد العديد من الأمريكان بهذه الصفقة، معتبرين أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المستفيد الوحيد منها، وأنها تهدف إلى ضرب كل من روسيا وبريطانيا وتوسيع التجارة الأمريكية في المحيط الهادئ.

والجدير بالذكر فإن شراء الولايات المتحدة الأمريكية لتلك الولاية قد هدد بشكل كبير سيطرة بريطانيا على المحيط الهادي خاصة في المستعمرات الساحلية الخاصة به بينما أعطت فرصة كبيرة لكندا، وتم إطلاق العديد من الأسماء على تلك المنطقة حتى عام 1959 وقد تم إطلاق إسم ولاية عليها كي تنضم بين ولايات الولايات المتحدة الأمريكية.

ظهور الكنوز الطبيعية داخل ولاية الاسكا :
لم تظهر أي من الكنوز الطبيعية داخل الاسكا إلا بعد أن أصبحت ملكا للولايات المتحدة الأمريكية، حيث بعد مرور 60 عاما فقط على بيع روسيا لولاية الاسكا للولايات المتحدة الأمريكية وتحديدا خلال عام 1917 فقد صدم الروس المدنيين بعد أن تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من العثور على الكنوز الطبيعية داخل الولاية، حيث قد تم العثور على ذهب وقد بدأ التنقيب داخل الولاية منذ عام 1890 وقد كان للطبيعة دور كبير في أخفاء الكنوز عن الروسيين.

لكنها تمت بيعها للولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك يعتبر المواطنون الروس يوم بيع روسيا لولاية ألاسكا نكسة عليهم، ولا يزال ذلك يؤثر في تفكيرهم ووجدانهم حتى الآن، على الرغم من مرور السنوات وتفكك الاتحاد السوفيتي، فإن ذلك التاريخ يعتبر لهم ذكرى سيئة جدا سنويا.

وتذكر أن قيمة الصفقة التي تم بيع ولاية الألاسكا للولايات المتحدة الأمريكية كانت 7.2 مليون دولار، وهذا يعني أن سعر المتر المربع في تلك الولاية كان يبلغ 2 سنت فقط. وبعد اكتشاف الذهب من قبل الولايات المتحدة، تمكنت من تعويض تكلفة الشراء بمرات عديدة خلال سنة واحدة فقط. ولذلك، حتى اليوم، تعتب صفقة بيع روسيا للولايات المتحدة ولاية الألاسكا أكثر الصفقات نجاحا في تاريخ الولايات المتحدة وأكثرها فشلا في تاريخ روسيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى