حقيقة ام خيال ؟ .. ” طائر العنقاء ” الاسطورة
يعترف طائر الفينيق بأسماء عديدة ويذكر في العديد من الأساطير والقصص في مغامرات سندباد وقصص ألف ليلة وليلة. وسمي بطائر الفينيق نظرا لطول عنقه، فهو مميز بجماله وقوته. وقد ذكر بعض الأشخاص أنه عندما يموت، يحترق بشكل ذاتي ويتحول إلى رماد، ومن هذا الرماد يخرج طائر فينيق جديد. وتم ذكر طائر الفينيق في العديد من الأشعار والمقالات التي كتبها الشعراء العرب والغرب.
ما هو طائر العنقاء
العنقاء هي كائن خرافي ضخم معروف باسمه ولكنه مجهول الشكل، وهو مذكور في العديد من المغامرات والقصص والأساطير العربية القديمة، وتتميز بقوتها، وأشارت إليها العديد من الأساطير والأشعار والأمثال العربية
يُطلق على طائر ” طارت بهم العنقاء المغرب” اسمًا لم يبق من صفاته شيء في أيدي الناس، ويُقال إنه من المستحيل رؤية ثلاثة كائنات هم الغول والعنقاء والخل الوفي.
يقال عن العنقاء في الأساطير القديمة أنها، عندما تقترب ساعة موتها، تبدأ في بناء عشها من أغصان أشجار التوابل وتشعل النار في العش حتى يحترق، وبعد مرور ثلاثة أيام على انتحارها، تخرج طائرة عنقاء جديدة من بين الرماد.
أطلق العرب على طائر العنقاء هذا الاسم، وتعد أحد أسماء الفينيكس، وهي كلمة يونانية الأصل، وتعني نوعا معينا من النخيل، وتشير بعض الروايات إلى أن الأسماء المستخدمة لهذا الطائر مستمدة من مدينة يونانية حيث تدور تلك الأسطورة.
العنقاء في الحضارة المصرية القديمة
في القرن الأول الميلادي ظهر الروماني كليمت أو المسيحي الذي قام بترجمة أسطورة العنقاء كرمز لفكرة البعث بعد الموت. وكانت العنقاء تعتبر رمزا لمدينة روما الخالدة والمتمردة على الموت. وكانت هذه الطائرة تظهر على عملات المدينة الرومانية كرمز للمدينة الأبدية. وقيل أن العنقاء عاشت لمدة تتراوح بين 500 و 1000 سنة، وكانت تقدم كقربان في الحضارة اليونانية لإله الشمس رع، ووصفت بأنها تشبه النسر وتكسوها ريش ذهبي محمر مما جعلها تبدو وكأنها محاطة باللهب.
العنقاء في الثقافة اليونانية
ذكر طائر العنقاء بكثرة في الثقافة اليونانية وخاصة في كتب الشاعر الإغريقي هيرودوت وأسطورة العنقاء، وأشار كاتب الأشعار كلاوديانوس إلى أن طائر العنقاء يأتي كل 500 سنة ليضع بيضة في معبد الشمس في مصر ويستطيع العودة من الموت إلى الحياة، ويعيش في بستان مليء بالأشجار الطبيعية والأزهار ولا يتقدم في السن.
العنقاء في الثقافة الصينية القديمة
ذكرت الثقافة الصينية أن العنقاء هي إحدى الحيوانات الروحانية إلى جانب السلحفاة والتشيلين والتنين. وعلى الرغم من أنها وصفتها بأنها حيوان خيالي ولم يرها أحد من السكان، إلا أنهم يعتبرونها رمزا للبركة والحماية من الشر. تعد العنقاء طائرا مميزا يتغنى به العديد من الشعراء والكتاب الصينيين. أعلن الكاتب الصيني قه بو في كتابه الشهير “آر يا” أن طائر العنقاء يتميز برأس شبيه بالديك وعنق شبيه بالأفعى وفم شبيه بالعصفور وظهر شبيه بالسلحفاة وذيل شبيه بالسمكة.
يتميز طائر العنقاء بألوانه المميزة والمتنوعة وطوله الذي يصل إلى حوالي مترين، ووفقا لثقافة الصين، ولد طائر العنقاء في بلاد الشرق وانتقل إلى باقي دول العالم، وتم تسمية العديد من المباني والملابس والمأكولات باسمه بسبب أهميته الكبيرة للصينيين.
العنقاء في الديانة المسيحية
ذكرت الديانة المسيحية والإنجيل المقدس طائر العنقاء، وتم إسقاط العديد من الدلالات الروحية والفلسفية على السيد المسيح، والذي قال بأن العنقاء يموت، ويعود إلى الحياة مرة جديدة، وهذا الأمر جعله مشابه للسيد المسيح، حيث أتى من بلاد الشرق أي الفردوس، وهو البلد الذي يوجد به الموت، ثم يعود إلى السماء وهي موطنه الأصلي.
العنقاء في الأساطير الفرعونية
ربطت الأساطير الفرعونية القديمة طائر العنقاء بالخلود وسادت الفكرة في الحضارة المصرية القديمة، وصوره القدماء المصريين بأنه يشبه مالك الحزين، بألوانه المختلفة ما بين الرمادي والبنفسجي أو الأزرق، واعتبره القدماء المصريين رمزًا للشمس المشرقة، واستوحوا فكرته من طائر البشاروش الإفريقي، وكان يسمى بنو، أي المشرق، ذلك لأنه يتجدد باستمرار.
كما ربط المصريين القدماء بين التقويم السنوي الذي يبدأ كل عام وبين العنقاء، وربطوا بينه وبين شروط الشمس، وفيضان النيل، لأنه يتجدد كل عام، فالعنقاء لدى القدماء المصريين يشبه الإنسان والمخلوقات في الدار الآخرة بعودته إلى الحياة بعد احتراقه، فهو يخلق من جديد بعد اشتعاله في النار في عشه فوق قمة شجرة مقدسة.
تشكيل صورة العنقاء
يرى بعض العلماء أنه طاؤوس ويرى البعض الآخر أنه الديك البري الذهبي أو الكركي. كان الأدباء الصينيون القدماء يعتقدون أنه يشبه العنقاء، ووفقا للكاتب سونغ يو في أسرة هان الملكية في كتابه سؤال وجواب، فإن العنقاء تطير تسعة آلاف ميل من الأرض إلى السماء وتعبر السحب وتهبط على قبة السماء، ووصفه أيضا كتاب الفلسفة الطاوية تشوانغ تسي قائلا: “هناك طائر طائر يشبه العنقاء يسمى بنغ