حديث عن الصبر
في حياتنا، هناك العديد من الأمور التي تتطلب الصبر على قضاء الله وقدره، وحسن الظن به عز وجل، ويتضمن ذلك بعض الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن فضل الصبر .
أحاديث عن الصبر
-عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عجبا لأمر المؤمن كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له”، حسبما رواه مسلم
يعني أن المؤمن الصادق والمخلص لله سواء كان في الرخاء أو الشدة فهو عند الله على خير، فإذا أنعم الله عليه بالنعم والرخاء فإنه يشكر الله، وإذا ابتلي بالبلاء أو المصيبة فإنه يصبر ويسلم لقضاء الله، وبذلك يكسب الأجر. والشكر ليس مجرد الاعتراف بالنعم التي أعطاها الله للإنسان، ولكنه يعني أن ينفق الإنسان النعم فيما يحب الله ويحل له، ولا ينفقها فيما حرم الله عليه، وإذا فرح الإنسان بالنعم التي وهبها الله له فعليه أن يقول “الحمد لله” و”الشكر لله”، وليس فقط الفرح بها، وإذا فعل ذلك العبد فإنه يكون شاكرا لله .
– وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم أحاديث عن فضل الصبر على البلاء: من يتحمل الصعاب بصبر، يثاب من الله، وليس هناك عطية أفضل من الصبر، وهذا متفق عليه.
– عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لا يصيب المؤمن من نصب، ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه”، متفق عليه
– قال ابن حجر في فتح الباري:قاله الذي نصبته بفتح النون والمهملة ثم موحدة هو التعب ووزنه ومعناه قوله ولا وصب بفتح الواو والمهملة ثم الموحدة أي المرض ووزنه ومعناه وقيل أنه المرض اللازم وقاله ولا هم ولا حزن، فهما من أمراض الباطن ولذلك سألتفت لهما عن الصب، وقاله ولا أذى هو أكثر مما ذكر سابقا وقيل أنه متعلق بما ينال الشخص من الظلم الواقع عليه، وقاله ولا غم بالغين المعجمة هو أيضا من أمراض الباطن وهو ما يضيق على القلب، وقيل في هذه الأشياء الثلاثة وهي الهم والغم والحزن أن الهم ينشأ بسبب التفكير فيما من المتوقع أن يحدث وما يؤذينا به، والغم هو الكرب الذي يصيب القلب بسبب ما حدث، والحزن يحدث عند فقدان شيء يعتبر ثمينا بالنسبة للشخص، وقيل أن الهم والغم لهما نفس المعنى وقال الكرماني إن الغم يشمل جميع أنواع الأشياء المكروهة، سواء كانت بسبب ما يتعرض للجسم أو النفس، وأولا إما بأن يخرج عن المسار الطبيعي أو لا، وثانيا إما أن يلاحظه الآخرون أو لا، وثالثا إما أن يظهر فيه الانقباض أو لا، ورابعا بالنظر إلى الماضي أو لا
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أراد الله بعبده الخير، عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر، أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة). وهذا الحديث رواه الترمذي .
إن عظم الجزاء يتناسب مع عظم البلاء، وإذا أحب الله قوما، ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط.” (رواه الترمذي وقال: حديث حسن). “ما يزال البلاء يصيب المؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة.” (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح) .
قوله : البلاء يستمر في التأثير على المؤمن الكامل (ذكرا) و(أنثى)، والواو هنا تعني `أو` أو `بدلا`. يشير ذلك إلى تفرده بالضمير فيما يتعلق بنفسه وممتلكاته وأبنائه. وفي كتاب المشكاة ، يستخدم الواو للتنويع فيما يتعلق بالمؤمن الذكر أو الأنثى. وفي كتاب أصول ابن حجر ، يستخدم الواو في هذا السياق للإشارة إلى `أو` أو `بدلا` وهو يتعارض مع النسخ المصححة والأصول المعتمدة. `ولده` يشير إلى أولاده. `حتى يلقى الله` يعني حتى يموت. `وما عليه خطيئة` يشير إلى أنه ليس عليه أي خطيئة لأنها زالت بسبب البلا .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مالك في الموطأ عنه مرفوعا بلفظ : ما يزال المؤمن يصاب في ولده وخاصته حتى يلقى الله وليست له خطيئة . وأخرجه أيضا أحمد وابن أبي شيبة بلفظ : لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى الله وليس عليه خطيئة كذا في الفتح وقال المنذري في الترغيب بعد ذكر حديث أبي هريرة هذا : رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ، والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم ، انتهى .
قوله : (وفي الباب عن أبي هريرة وأخت حذيفة بن اليمان) يتحدث هذا الباب عن حديثين، الأول لأبي هريرة وروايته للبخاري، والثاني لأخت حذيفة بن اليمان وروايته للنسائي وحققه الحاكم. واسم أخت حذيفة بن اليمان هو فاطمة بنت اليمان وقد صرح بها الحافظ في كتابه الفتح .
– قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزول الابتلاء عن العبد حتى يمشي على الأرض وهو ليس عليه خطيئة. رواه ابن ماجة وابن أبي الدنيا والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. قوله: “أي الناس أشد بلاء” يعني أكثر وأصعب محنة ومصيبة. قال الأنبياء يعني هم أشد في الابتلاء لأنهم يتلذذون بالابتلاء كما يتلذذ غيرهم بالنعم. ولأنهم لو لم يبتلوا لتوهم فيهم الألوهية، وليتعلموا الصبر على البلاء. ولأن من كان أشد بلاء كان أشد تضرعا والتجاوز إلى الله تعالى. قال الحافظ: الأمثل أفضل من المثالة والجمع أماثل وهم الفضلاء. وقال ابن الملك: أي الأشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة. يعني من هو أقرب إلى الله بلاؤه أشد، ليكون ثوابه أكثر. قال الطيبي: “ثم” فيه للتراخي في الرتبة والفاء للتعاقب على سبيل التوالي تنزلا من الأعلى إلى الأسفل، واللام في الأنبياء للجنس .
قال القاري : يمكن اعتبار البلاء اختبارا للصبر، وجميع الناس يتعرضون لاختبارات وبلاءات في حياتهم، وهذا ما يدل عليه القول: `يبتلى الرجل على حسب دينه`، أي بناء على قوته وضعفه وكماله ونقصه. والجملة الثانية توضح أكثر عن هذا الاختبار، حيث يمكن أن يكون الاختبار قويا وشديدا إذا كان الشخص قويا في دينه، ويمكن أن يكون ضعيفا إذا كان الشخص ضعيفا في دينه. ويمكن أن يترتب على البلاءات والاختبارات تحسن الصبر والإيمان، ويمكن أن تكون هذه الاختبارات سهلة أو صعبة، ولكن الإنسان يجب أن يصبر ويثق بأن الله سيساعده في تخطي هذه الاختبارات، وعندما يتجاوز هذه الاختبارات بنجاح، فإنه لن يحمل أي خطيئة أثناء مسيرته على الأرض .
قوله : هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وأخرجه أحمد والدارمي والنسائي في الكبرى وابن ماجه وابن حبان والحاكم، وبهذا اللفظ في الفتح .
– عن أبي سعيد : ذكرت الرواية أن رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعاني من الحمى، فوضع الرسول يده فوق البطانية التي يغطيها الرجل وقال: `ما أشد حرارتك يا رسول الله!` فأجاب النبي: `نحن كذلك نتعرض للبلاء ولكنه يزيدنا أجرًا
ثم قال: يا رسول الله! من هم أكثر الناس تعرضا للبلاء؟ قال: الأنبياء، قالوا: ثم من بعدهم؟ قال: العلماء، قالوا: ثم من بعدهم؟ قال: الصالحون،،، أحدهم يعاني من قمل يصيبه حتى يقتله، وآخر يعاني من الفقر حتى لا يجد سوى العباءة ليتحنى بها، وأحد الصالحين يشعر بفرح أكبر بالبلاء من أي منكم بالعطاء.” – رواه ابن ماجة وابن أبي الدنيا، واللفظ له، وقال: صحيح على شرط مسلم .
– وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن العبد لديه منزلة عند الله، وما يصل إليها بأعماله، ولكن الله سيستمر في ابتلائه بما يكره حتى يصل إلى تلك المنزلة) وفي رواية أخرى: (إذا كان للعبد منزلة عند الله ولم يصل إليها بأعماله، سيبتليه الله في جسده أو ماله أو ولده، ولكنه يجب أن يظل صبورا حتى يصل إلى تلك المنزلة التي وعده بها الله عز وجل) تم نقله كما رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوس .