حديث اغتنم خمساً قبل خمس
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (خذ فرصة خمسة أمور قبل حدوث خمسة أمور: شبابك قبل كبرك، وصحتك قبل مرضك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل انشغالك، وحياتك قبل موتك). هذا الحديث يحتوي على خمسة توجيهات ونصائح قدمها لنا النبي صلى الله عليه وسلم، لكي نحصل على الراحة والسعادة في حياتنا. في بداية الحديث يطلب منا أن نستغل هذه الأمور الخمسة قبل حدوث الأمور الأخرى الخمسة، وسنوضحها في هذه المقالة .
شرح حديث ” اغتنم خمسا قبل خمس “
– الشباب قبل الهرم
ينبغي للمؤمنين استغلال فترة شبابهم وقوتهم في عبادة الله عز وجل، والتقرب إليه بأمر المعروف والنهي عن المنكر، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، قبل أن يصلوا إلى مرحلة الهرم والعجز ويصعب عليهم التأديب في العبادة. كما ذكر في حديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم أن الشباب الذي يعبد الله عز وجل سيكون من السبعة الذين يستظلون بظل الله تعالى في يوم لا ظل إلا ظله .
– الصحة قبل المرض
صحة الإنسان من أغلى النعم التي وهبها الله عز وجل لعباده، وهي فرصة ومنفعة لمن يستثمرها في أداء العبادات والتقرب من الله سبحانه وتعالى. وبذلك يستغل الإنسان نفسه في الجهاد في سبيل الله، ورفع كلمة الله عز وجل وتعزيز كلمة رسوله، ويمكنه أيضا مساعدة المرضى والمعوزين والعمل الشريف لكسب الرزق وعدم الاعتماد على الآخرين .
– الإنفاق قبل الفقر
المفارقة في استخدام الإنسان للمال الذي أنعم الله به عليه هي أحد سنن الحياة التي يجب على الإنسان اتباعها، حيث يمكن للإنسان أن ينفق هذا المال على نفسه وعائلته أو أن يتصدق به، ويجب عليه تجنب البخل والشح وعدم حرمان نفسه والآخرين من النعمة المادية. وتعد المفارقة في استخدام النقود أمرا حتميا في حياة الإنسان، سواء فقدها أو اكتسابها، ولذلك يجب على الإنسان أن يستمتع بالمال قبل أن يموت أو يصبح فقيرا .
– الفراغ قبل الانشغال
يجب على المسلم استغلال وقت فراغه في عبادة الله سبحانه وتعالى، مثل الصلاة والاستغفار والتهليل والتسبيح، بدلا من اللهو بعيدا عن ذكر الله، مثل السهر والملاهي الليلية، أو مشاهدة برامج التلفاز والاستماع للأغاني. فهذه الأنشطة تستنفد الوقت وتضيع فرصا لأجر الأعمال المتعلقة بذكر الله، وعندما يفعل الإنسان ذلك، يشعر بالندم والأسف والخيبة عندما يواجه وجه الله، ولا يفيد طلب العودة إلى الحياة مجددا للقيام بالذكر والقيام بتلك الأعمال التي ترضي الله بعد أن يكون فات الأوان .
– الحياة قبل الموت
يجب على المسلم أن يستغل حياته على هذه الأرض في أعمال صالحة، مثل تلك التي تقربه من الله سبحانه وتعالى قبل أن يموت ويجد نفسه وحيدا في قبره، حيث لا ينفعه إلا عمله. تم ذكر ذلك في أحد أحاديث رسول الله – عليه الصلاة والسلام – حيث قال: (عندما يموت الإنسان، ينقطع عمله إلا من ثلاثة أشياء: ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية، أو علم ينتفع به) [صحيح]. والصدقة الجارية هي العمل الصالح الذي يظل للإنسان بعد مماته.