حالات سجود السهو بعد السلام
قد يحدث للمسلم خلال صلاته السهو أو النسيان أو الذهول، مما يؤدي إلى زيادة أو نقصان الصلاة، ولذلك فقد شرع الله عز وجل السجود في نهاية الصلاة، كتعويض عن الأخطاء التي يمكن حدوثها خلال الصلاة، إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نسي في صلاته لإتمام شريعة الإسلام وأحكامها للأمة.
سجود السهو
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : النبي صلى الله عليه وسلم يحفظ خمسة أشياء: إذا سلم من شيئين فسجد، وإذا سلم من ثلاث فسجد، وفي الزيادة والنقص، وقام من شيئين ولم يشهد.
يجوز الإشارة إلى أن العلماء أجمعوا على أن سجود السهو واجب في حالة حدوث خطأ في الصلاة، ويتمثل هذا الخطأ في ثلاثة أشياء، وهي: الزيادة أو النقص في الصلاة بسبب السهو، حيث يقوم المصلي بعمد زيادة أو نقصان في أحد فرائض الصلاة أو ركن من أركانها، وهو يلغي الصلاة بالإجماع العلمي. أما ترك سنة من سنن الصلاة فيستحب السجود سهوا، ويشرع سجود السهو في الصلوات الفريضة والنافلة التي تتضمن ركوعا وسجودا، ولذلك لا يشرع سجود السهو في صلاة الجنازة لعدم وجود ركوع أو سجود .
سجود السهو بعد السلام
يشرع للمسلم المصلي سجود السهو في حالتين، إحداهما إن سلم المصلي وكان ساهياً عن ركعة أو أكثر من ذلك ناسياً لأدائها، فعليه أن يكمل صلاته وينتهي منها ثم يجلس للتشهد ثم يسلم ثم يسجد للسهو سجدتين بعد السلام، وذلك ما كان من فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما سلم وكانت صلاته ناقصة،
يمكن أن يحدث شك لدى المصلي في عدد الركعات التي أداها، ويقوم المصلي ببناء ظنه على الغالب، ومثال ذلك إذا اعتقد المصلي أنه صلى ثلاث ركعات بدلاً من أربع، ولكن الغالب أنه صلى أربع ركعات، فيجب عليه إنهاء صلاته، ثم القيام بسجود السهو.
إذا كان الشخص غير متأكد من عدد الركعات التي صلى ، فإنه ينبغي أن يعتمد على العدد الأقل ويصلي على هذا الأساس، ثم يكمل صلاته، ويسجد للسهو بعد الانتهاء من الصلاة، إذا بنى الصلاة على أقل عدد من الركعات.
إذا كان المصلي واثقا من عدد الركعات وقام بها بالتأكيد، فإن سجود السهو يكون قبل السلام، ويتم سجود السهو بعد التسليم من الصلاة في حال زيادة المصلي في الركوع أو السجود، مثل الركوع مرتين في الركعة الواحدة أو السجود ثلاث مرات.
حكى الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله: صلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إبراهيم: لا أدري زاد أو نقص، فلما سلم، قالوا له: يا رسول الله، هل أحدثت شيئا في الصلاة؟ فقال: “ما ذلك؟”، قالوا: صليت كذا وكذا، فثنى رجليه واستقبل القبلة، ثم سجد سجدتين ثم سلم. ودليل الحالة الثانية من حالات سجود السهو بعد السلام قول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا شك أحدكم في صلاته، فليتحرى الصواب وليتم عليه، ثم ليسلم، ثم يسجد سجدتين
أحكام تتعلّق بسجود السهو
وضح العلماء والفقهاء العديد من الأحكام والمسائل المتعلقة بسجود السهو، وسنوضح فيما يلي بعضها بالتفصيل:
لقد اختلف العلماء في حكم سجود السهو، حيث ذهب كل من الشافعية وبعض الحنفية إلى القول بأن سجود السهو سنة سواء أكان في الفريضة أم في النافلة، إلا أن الحنفية في قول آخر ورد عنهم ذهبوا إلى القول بأن سجود السهو واجب، فالأمر الوارد في الحديث النبوي يدل على الوجوب، كما استدل الحنفية على وجوبه بمداومة الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم عليه، فالمواظبة والمداومة دليل على الوجوب، أما المالكية فقد اختلفوا في سجود السهو بناء على السبب الذي أدى إليه، فإن كان سببه نقص في الصلاة فهو واجب، وأما إن كان سببه زيادة في الصلاة فهو سنة، وفقهاء الحنابلة قالوا بوجوب سجود السهو إن كان بسبب ترك ركن من أركان الصلاة أو واجبا من واجباته، وإن كان سببه غير ذلك فهو سنة.
– يكون سجود السهو بالتكبير على رأس السجدة الأولى من سجدتي السهو، ثم السجود، ثم التكبير ورفع الرأس، وكذلك تكون السجدة الثانية، ثم الجلوس والسلام إن كان السجود قبل السلام من الصلاة الأصلية، ولكن إن كان سجود السهو بعد السلام من الصلاة الأصلية فيجب على المصلي أن يجلس للتشهد بعد السجدتين ثم يسلّم.
تكثر أشكال وأنواع الأخطاء في الصلاة. فإذا ترك المصلي تكبيرة الإحرام، فعليه أن يعيد الصلاة. فتكبيرة الإحرام هي مفتاح الصلاة، ولا يستطيع المصلي إصلاحها إذا تركها. وإذا كانت الخطأ هو ترك سنة من سنن الصلاة، فلا يجوز سجود السهو في هذه الحالة، إلا في بعض الاستثناءات التي اتفق عليها بعض الفقهاء، مثل القنوت في صلاة الصبح والوتر في النصف الثاني من شهر رمضان عند فقهاء الشافعية. وأيضا في صلاة الوتر طوال السنة عند جمهور الفقهاء، وكذلك سجود السهو بالجهر في الصلاة السرية أو الإسرار في الصلاة الجهرية. وهذا يختلف عن رأي الإمامين الشافعي وأحمد بن حنبل في رواية عنه. بالإضافة إلى الأدعية والأذكار المستحبة في الصلاة، على الرغم من أن بعضها إلزامي لدى بعض الفقهاء.