علم وعلماء

جون دالتون وقصة اكتشافه لعمى الألوان

عمى الألوان هو مرض يصيب العين البشرية ويؤثر بشكل كبير على الرؤية. يعاني مرضى عمى الألوان من صعوبة في تمييز بعض الألوان أو جميع الألوان. يجدر بالذكر أن هذا المرض منتشر بشكل كبير بين الرجال أكثر من النساء. يعزو الأطباء الإصابة بعمى الألوان إما إلى خلل في العصب البصري أو بسبب مشاكل معينة في الدماغ البشري تؤثر على قدرة العين على رؤية الألوان.

كما أكد الأطباء على أن عمى الألوان هو مرض وراثي ومن الممكن أن ينتقل من شخص إلى أخر في العائلة من خلال الجينات الوراثية الخاصة به وطبيا فإن مريض عمى الألوان يعاني من تحديد درجة الاختلاف بين الألوان المتقاربة وعلى سبيل المثال الأحمر والأخضر وقد تم تقسيم درجات عمى الألوان إلى ثلاثة أقسام هم :

1-  الدرجة الأولى : تعني عدم القدرة على التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر وجميع الدرجات الخاصة بهما.
2-  الدرجة الثانية : الصعوبة في التمييز بين الأصفر والأزرق وبين العديد من الدرجات الخاصة بهم.
3-  الدرجة الثالثة : يصعب التمييز بين جميع الألوان بسبب تباين درجاتها.

هناك بعض حالات عمى الألوان التي يعاني فيها المريض من عدم قدرته على تمييز سوى ثلاثة ألوان فقط: الأبيض والأسود والرمادي. يثير الكثيرون تساؤلات حول قصة اكتشاف عمى الألوان ومن هو العالم الذي اكتشف هذا المرض.

الكيميائي جون دالتون واكتشافه لعمى الألوان :

جون دالتون هو عالم كيميائي بريطاني الجنسية، وولد في السادس من سبتمبر عام 1766 وتوفي في عام 1844. وقد نجح جون دالتون في اكتشاف عمى الألوان الذي يصيب العين، وكان أول شخص يشخص هذا المرض. ويتعلق اكتشاف دالتون لهذا المرض بقصة مرتبطة به.

عمل دالتون في القرية التي نشأ فيها خلال فترة دراسته، وعندما غادر القرية وسافر، عمل أيضا في التدريس. وفيما يتعلق بتشخيصه لعمى الألوان، بدأ دالتون بتحليل وفهم الضوء بنفسه لأول مرة، ولون زهرة البرسيم الذي يعرف باللون الزهري بدا له باللون الأزرق الزاهي.

ولكن عندما كان يحضرها إلي منزله ويقوم بالنظر إليها عن قرب بضوء الشمعة كان يتغير لون الزهرة تدريجيا فيتحول لون الزهرة من الأزرق إلى الأصفر فقد عمل دالتون على تأمل تلك المسألة وهل ذلك الأمر على علاقة به وحده وقد ذهب إلى تلاميذه ليسألهم ليجد 4 أو 5 منهم يعانون من الأمر ذاته.

تأثير دالتون على نظرية عمى الألوان في حياته ومماته :
وبذلك فقد أصبح دالتون هو أول من اكتشف عمى الألوان وقد تم اطلاق على من يعانون من تلك الحالة اسم الدالتونية وإلى الآن لازال يطلق ذلك الاسم على من يعانون من ذلك الأمر فى فرنسا ولم تتوقف علاقة رانسوم بالأمر خلال حياته فقط بل تطور الأمر بعد مماته حيث  طالب دالتون من طبيبه رانسوم أن يقوم بتشريح إحدى عينيه بعد مماته لتأكده من وجود سائل أزرق هو سبب حدوث العمى.

بعد التشريح لم يتم العثور على أي سائل أزرق من قبل رانسوم. ومع ذلك، أكد أن العمى اللوني ناجم عن مشكلة نفسية بين العين والدماغ في جسم الإنسان. عمل رانسوم خلال حياته على شرح العديد من المحاضرات حول العمى اللوني.

وأما عن علاج عمى الألوان فحتى الآن لا يوجد علاج جذريا لتلك المشكلة التي تصيب الانسان إلا أنه يتم حلها من خلال وضع عدسات لاصقة على العين أملا في تحسين الرؤية والتي قد حسنت الرؤية بالفعل لدى الكثير من مستخدمي تلك العدسات ولكن ليس مع جميع الحالات فيوجد حالات أكثر صعوبة وتحتاج لمزيد من العلاج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى