جمهورية الشركات ونصيبها من التراث الشعبي
هناك العديد من المصطلحات المستخدمة لوصف الدول والشعوب والحكام والأنظمة وغيرها من الأمور السياسية والحكومية، ومن بين هذه المصطلحات يأتي لقب “جمهورية الشركات” وهو وصف شائع في الدول الرأسمالية.
المقصود بجمهورية الشركات
مصطلح جمهورية الشركات هو ما يطلق على أحد أشكال الحكومات التي تعتبر فيها الدولة كشركة كبرى، بينما مجلس الإدارة يشمل المسؤولين التنفيذيينـ على أن تكون المرافق في تلك الجمهورية هي المستشفيات والمدارس والجيش وقوات الشرطة وغيرها، وهو مصطلح لم يعد موجودا في الوقت الراهن، لكنه يطلق أحيانا في أعمال الخيال العلمي على الرغم من أنه يمكن القول أن بعض الدول التاريخية مثل فلورنسا في العصور الوسطى كانت محكومة كجمهورية شركات.
في الوقت نفسه، يتم الحفاظ على بعض جوانب الحكم الجمهوري، وفي جمهورية الشركات، يتولى تقديم الرعاية الاجتماعية الشركات بدلاً من الدولة التي كانت تلتزم بهذه المهمة سابقًا.
جمهورية الشركات مصطلح وهمي
إذا بحثنا الآن عن نظام جمهورية الشركات، فإننا سنجد أنه نظام وهمي لا يمت للواقع في العالم الحديث بأي صلة، ومع ذلك يتم استخدامه غالبا في الأعمال الخيالية أو التعليقات السياسية كتحذير من الخطر المفترض لانتشار وطغيان الرأسمالية، وعادة ما يتم استخدام مصطلح جمهورية الشركات عندما تكون هناك شركة كبيرة تملك صلاحيات وعلاقات وسلطات تمكنها من عزل حكومة ضعيفة مع مرور الوقت أو من خلال الانقلاب.
وأكد خبراء السياسة والعلوم الاستراتيجية أن الدولة الرأسمالية ليست الوحيدة التي يمكن وصفها بمصطلح `جمهورية الشركات`، بل يمكن أيضا أن تكون الدول الاشتراكية إحدى أشكال جمهوريات الشركات. يحدث ذلك عندما تسيطر الدولة بالكامل على الاقتصاد والحياة السياسية وتفرض الاحتكار على كل شيء داخل حدودها، مما يجعل الدولة نفسها شركة عملاقة. ومن الأمثلة على ذلك هي شركة الهند الشرقية الهولندية، التي تعتبر شركة شبه سيادية قادرة على شن الحروب وإقامة المستعمرات.
نصيب جمهورية الشركات من التراث الشعبي
ظهر مصطلح جمهورية الشركات في لعبة “نداء إلى السلطة”، وهي لعبة استراتيجية تعتمد على الأدوار الحضارية، واعتبرت جمهورية الشركة واحدة من أنواع الحكومات المستقبلية.
تُعد شينرا واحدة من الخصوم في لعبة تقمُّص الأدوار المعروفة باسم “فاينل فانتسي 7″، ويمكن اعتبار شينرا مثالًا على جمهورية الشركة بسبب نطاقها الشامل وتأثيرها الهائل في إدارة شؤون الكوكب .
وأشار الروائي الكبير “ماكس باري” في روايته “حكومة جينيفر” التي صدرت عام 2003 إلى مصطلح جمهورية الشركات، حيث وصف العالم بأن جميع وظائف الحكومة تمت خصخصتها.
4- ولم تخلو الدراما من التعبير عن جمهورايت الشركات؛ حيث تحدث “كونتينيام” وهو مسلسل تلفزيوني كندي يقدم نظاما لجمهوريات الشركات تهيمن على مستقبل سيء؛ وتدور أحداث المسلسل حول إقامة دولة بوليسية متقدمة تقنيا ولديها درجة رصد عالية تمكنها من قمع الحريات والتخلص من بعض المزايا الاجتماعية وخاصة مزايا حرية المعارضة والنقد وبالتحديد ذاك النقد الموجه ضد “مجلس نواب الشركات”.
يعتبر الشرطي الآلي في الخيال العلمي مثالًا حديثًا يستخدم كرمز مجازي لجمهورية الشركات الشريرة، حيث يتحكم الشرطيون الآليون في جميع ثروات ومقدرات البلاد ومقاليد الحكم والإدارة.
رغم عدم وجود دولة محددة تسمى `جمهوريات الشركات`، إلا أن هذا المصطلح شائع جداً لوصف أي دولة ضعيفة حيث يسيطر رجال الأعمال والمستثمرون والطبقة الأرستقراطية على مقاليد الحكم ويتحكمون في قرارات الحكومة وتوجهاتها لخدمة مصالحهم الخاصة.