يعد الشباب الدعامة الأساسية للمجتمعات والقوة العاملة التي تعمل على بناء المجتمعات، فهم يتمتعون بالقوة الجسدية والقدرة على العمل، بالإضافة إلى الروح الجريئة والإيجابية وربما الاستعداد للتغيير والثورة، وهذه الصفات يمكن أن تساعد على دفع المجتمعات نحو التحسين والتطوير، ومع ذلك، فإن الشباب يعتبرون من الفئات الأكثر عرضة للتخريب نظرا لضعف الخبرة والحاجة إلى المزيد من التعلم والتجارب، وترتبط بهذه الفئة العديد من المشكلات الاجتماعية العامة، وفي مجتمعنا في المملكة، يعاني الشباب من بعض المشكلات مثل التعليم والتفحيط والعنف والإدمان والوحدة وغيرها، وهذه المشكلات تتطلب العمل على تخفيفها وحلها.
يحتاج علاج أي مشكلة إلى التعرف على المشكلة وأسبابها، ثم البحث عن العلاج من خلال التخلص من الأسباب من خلال تضافر كافة الجهود التي تعمل على التخلص من المشكلات والوقاية منها بشكل أساسي، وفي السطور التالية سنتحدث عن مشكلة الإدمان بين الشباب.
المخدرات
تعد المخدرات واحدة من الآفات القاتلة التي تؤثر على جميع فئات المجتمع، ولكن تؤثر بشكل أكبر على الشباب، حيث تجعلهم يفقدون إرادتهم وطموحاتهم وأهدافهم، وتجعلهم لا يهتمون بالعادات والتقاليد ولا بالدين، فيرتكبون المعاصي والجرائم دون أي شعور بالمسؤولية أو الذنب، حيث تؤثر المخدرات على العقل الذي يقدر الأمور ويزنها ويحدد ما هو حلال وما هو حرام، وللأسف أصبحت المخدرات بلاء أبتلي به المجتمع في المملكة وشبابها.
ما هى أسباب الإدمان بين شباب المملكة
تعتمد أسباب الإدمان وانتشار المخدرات في مجتمعنا على العديد من العوامل، بما في ذلك البيئة المحيطة بالمتعاطي وشخصيته وغيرها من العوامل. ومن بين هذه الأسباب، يمكننا الإشارة إلى:
يسعى بعض الأفراد للسيطرة على مجتمعاتنا وإعاقة قدرات الفئة الأساسية الهامة، وهم شباب المجتمع.
وسائل الإعلام وما يتم بثه من أفكار، سواء من خلال الأعمال الدرامية أو القصص التي تعرض الأفكار الغريبة والشاذة لمجتمعنا.
نظرا لغياب رقابة الأسرة على أصدقاء الأطفال وعدم متابعة الأطفال لهم عبر وسائل الإعلام المتاحة وكذلك أصدقاءهم ومعارفهم.
تُعدُّ الرفاق واحدةً من أهم العوامل التي تُساعد في انتشار تعاطي المخدرات بين الشباب.
الخلافات العائلية والتشتت الذي تعاني منه بعض العائلات.
تضعف الثقافة الدينية، مما يدفع الشباب بعيدا عن سبيل الله ويتجهون إلى طرق معاكسة تماما، وأبرز تلك الطرق هي استخدام المخدرات كوسيلة للهروب.
يعاني الشباب من الفراغ الناجم عن عدم ملء وقتهم بما هو مفيد بخلاف الدراسة، ولذلك يجب الاهتمام بالرياضة وتعليمها، وقد قالوا: “علّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل”، حيث إن ممارسة الأنشطة المفيدة دائمًا تساعد على تجنب العادات السيئة.
تخفيف العقوبة على ما يرتكبه المدمن من جرائم؛ فمن يشعر بأمان من العقوبة يسيء للأدب.
رغم أن المملكة توفر ميزانية عالية، إلا أن شبابنا يعانون من البطالة والفراغ.
توجد خلافات في الأفكار والمبادئ بين العمالة الوافدة إلى المملكة، وخاصة تلك العمالة الوافدة من بلاد غير إسلامية، والتي قد تكون أقل تماسكًا فيما يتعلق بالمحرمات والمباحات.
يعاني الكثيرون الذين يتعاطون المخدرات من عدم الوعي حيال الأخطار المرتبطة بتجربة المخدرات لأول مرة.
الآثار المترتبة على الإدمان
يؤثر انتشار تناول المخدرات والإدمان على كافة النواحي ومنها الناحية الاجتماعية فالمخدرات تؤثر على العقل فيمكن أن يرتكب الجرائم الموبقات دون رادع، كما إنه لا يستطيع القيام بواجباته مسؤولياته تجاه أسرته أو مجتمعه مما يترتب عليه ارتفاع في نسبة الطلاق وإنجاب أطفال مشوهين وانتشار الرذيلة.
فيما يتعلق بالآثار الاقتصادية، فإن المدمن الذي فقد عقله وصحته بشكل ملحوظ يصبح غير قادر على العمل والإنتاج، وبالتالي يفقد المجتمع القدرة الإنتاجية الخاصة به التي تبني اقتصاده.
أما الآثار النفسية والصحية، فمن المعروف أن الإدمان يؤثر بشكل أساسي على الصحة العقلية والجسدية، حيث تؤدي المخدرات إلى تناقص بعض أجزاء المخ وتؤثر على وظائفه، بالإضافة إلى العديد من الأعراض المرضية الأخرى. ومن الناحية النفسية، يكون المدمن دائما مصابا بالاكتئاب والتوتر، إلى جانب الشعور بالاضطهاد.
كيف تتم معالجة مشكلة الإدمان
يتطلب علاج مشكلة الإدمان تعاون جميع فئات المجتمع، بما في ذلك الأسرة والدولة والمجتمع.
دور المجتمع في العلاج والوقاية من مشكلة الإدمان
ينبغي على مؤسسات المجتمع المدني توفير الأماكن والأنشطة التي تشغل وقت فراغ الشباب، مثل المؤسسات الرياضية والثقافية والاجتماعية، حتى يتمكن الشباب من الاندماج في مجتمعاتهم وتفريغ طاقتهم.
تلعب وسائل الإعلام دورًا هامًا في توعية الناس حول مخاطر المخدرات وأضرارها.
تأهيل الأسرة وتدريبها لإنتاج أفراد صالحين للمجتمع.
دور الأسرة في العلاج والوقاية من مشكلة الإدمان
يجب رعاية ومتابعة الأبناء بشكل أكبر لمعرفة من يرافقونهم وما يتابعونه على وسائل الإعلام وشبكة الإنترنت.
التوازن بين عمل الأم والأب ورعاية الأطفال.
تتمثل أهمية توفير القدوة الحسنة داخل الأسرة في تنمية النزعة الدينية والارتباط بالله، ويتم ذلك عن طريق توجيه الشاب بطريقة مناسبةلشخصيته من قبل الأب والأم.
دور الدولة أو الحكومة في العلاج والوقاية من مشكلة الإدمان
يجب تشديد الرقابة على منافذ بيع الأدوية المخدرة لمنع بيعها بدون وصفة طبية معتمدة.
تقوم المراكز المتخصصة لعلاج الإدمان بتوفير أحدث وسائل العلاج والحفاظ على سرية علاج المدمنين.
تعني عمليات التوجيه المقودة من الدولة أو الحكومة لوسائل الإعلام، وإعداد الأسر للوقاية والعلاج من هذه المشكلات، وخاصة في المجتمعات الطلابية والجامعية.