توتر ما قبل الحمل يؤثر على حجم الجنين !
قد يؤثر الإجهاد الذي تعاني منه المرأة أثناء الحمل على جنينها بعد 17 أسبوعا من الحمل، وقد يتسبب الإجهاد والتوتر في حدوث العديد من الآثار الضارة المحتملة على دماغ الجنين ونموه، وتشير دراسة جديدة -وهي الدراسة الأولى من نوعها- إلى أن الأطفال الذين لم يولدوا بعد وتعرضوا لهرمونات التوتر من الأم في هذه المرحلة المبكرة من الحمل يعانون فيما بعد من نقص في الوزن عند الولادة .
وتعد النتائج التي تم نشرها في مجلة علم الغدد الصماء مهمة، وتأتي بعد أن أظهرت دراسة منفصلة على الحيوانات أن مستويات الإجهاد العالية في الأم خلال فترة الحمل قد تؤثر على وظائف الدماغ والسلوك للجنين، وهناك أدلة أخرى تشير إلى أن الإجهاد لدى الأمهات في البشر قد يؤثر على نمو الطفل، بما في ذلك انخفاض معدل الذكاء لديهم في المستقبل. فقد أظهرت الدراسة أن مستويات هرمون الإجهاد قبل الحمل يمكن أن تزيد من خطر ولادة طفل بوزن منخفض، وعادة ما تكون مستويات الكورتيزول -هرمون التوتر- مرتفعة عند استيقاظ الأم في الصباح، ثم تبدأ في الانخفاض خلال النهار. يقول الباحثون في هذه الدراسة أن بعض الأمهات قد يعانين من انخفاض مستوى الكورتيزول في الصباح وانخفاض أقل من المعتاد خلال النهار. وبالإضافة إلى ذلك، ربط الباحثون في هذه الدراسة بين الإجهاد المزمن للأم وعدة أمراض أخرى مثل السرطان وتصلب الشرايين .
وقد أجريت الدراسة على عينة قوامها 142 امرأة حامل في بالتيمور شرق ولاية كارولينا الشمالية بمقاطعة ليك، إلينوي؛ لوس أنجلوس وواشنطن العاصمة؛ من أجل تقييم مستويات التوتر النسائية، حيث قام الباحثون بتحليل ضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم، ومستويات الكورتيزول في اللعاب، وعوامل أخرى. وانتهت تلك الدراسة التي نشرت على الانترنت مؤخراً في مجلة علم النفس والصحة، إلى أن أنماط الكورتيزول الموجودة لدى الأم قبل الحمل يمكنها أن تؤثر على وزن ولادة الطفل.
في كل عام، يتم ولادة أكثر من 300,000 طفل بوزن منخفض عند الولادة، وهؤلاء الأطفال يكونون أكثر عرضة للمشاكل الصحية وحتى الموت. وقد شرح الدكتور كريس دنكل، المشارك في هذه الدراسة وأستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا، هذه النتائج؛ حيث يرجع ذلك إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول في الأمهات، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الجنين وتقليل كمية الأوكسجين والمواد المغذية التي يمتصها عبر المشيمة وتساهم في نموه وتطوره .
وقال الباحثون أن النساء اللاتي يخططن للحمل يجب عليهن تقييم مستويات التوتر لديهن واتخاذ التدابير اللازمة للحد منها إذا لزم الأمر. وقال كريس دنكل في بيان صحفي ؛ أنه أن يؤدي تحسين صحة المرأة قبل حدوث الحمل إلى تحسين صحة الجنين أيضاً وحمايته من مخاطر ومضاعفات قد تحدث له أثناء الولادة.
وأظهرت نتائج الدراسة تحذيرا للنساء الحوامل بشأن تناول المشروبات التي قد تزيد من مستويات التوتر لديهن من خلال زيادة إفراز هرمون الكورتيزول وتعريضهن لأشياء تساعد على إفراز هرمون التوكسيتوسين الذي يقلل من التوتر ويساعد الجسم على التعامل مع الضغوط. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الإجهاد المستمر إلى التعب والاكتئاب وزيادة عرضة الفرد للمرض .
فحص العلماء القائمون على دراسة أخرى، عينات دم من الأمهات الحوامل ومن السائل الذي يحيط بالجنين من جميع أنحاء الرحم، للأمهات اللواتي بلغن سن الحمل 17 أسبوعا أو أكثر، وكانت نتيجة الفحص أن مستويات الكورتيزول في دم الأمهات كانت أعلى من مستويات السائل الذي يحيط بالجنين، وهذا يدل على أن الجنين ينتج سائله الذي يحيط به بشكل رئيسي، ويشير هذا إلى أن الطفل معرض لمستويات متغيرة من الهرمونات.
وقد أشار الدكتور سركار، المسؤول عن الدراسة، إلى أن الأبحاث أظهرت أن وجود الكورتيزول في السائل المحيط بالجنين له علاقة إيجابية قوية مع مستوى الكورتيزول في دم الأم. وتبين للباحثين أن تأثير الكورتيزول يزداد قوة مع تقدم فترة الحمل؛ أي أنه كلما زادت فترة الحمل وتعرضت الأم لمزيد من التوتر والإجهاد، زادت فرصة وجود طفل يعاني من نقص الوزن عند الولادة. ونحن الآن بحاجة إلى المزيد من العمل لكشف الآليات التي يؤثر بها توتر الأمهات على الأجنة، سواء أثناء فترة الحمل أو في مرحلة الطفولة. ويمكنك الحفاظ على مستويات التوتر والإجهاد الخاصة بك لتعزيز صحة طفلك من خلال اتباع بعض الخطوات والإرشادات التالية
– البقاء قدر الإمكان خالية من الإجهاد هو مهم بالتأكيد خلال فترة الحمل وبطبيعة الحال فالقول أسهل من الفعل، والحمل في حد ذاته يمكن أن يحرض على جميع أنواع المشاعر من الشعور بالإرهاق، أو شعورك بالسعادة والعصبية خلال فترة الحمل في اوقات متتالية واضطراب مشاعرك بوضوح من تقلبات مزاجية إلى الشعور بالقلق بشكل لا يصدق، والتي قد ترفع أيضا مستويات التوتر النسائية.
من الأهمية البالغة أن يتم توفير الدعم الكافي والطمأنينة للنساء الحوامل من قبل عائلاتهن وأصدقائهن وأرباب العمل، حتى يتمكنن من الحصول على حمل سعيد وصحي.
يجب على المرأة تنظيم علاج الاكتئاب وتقييم وعلاج الإجهاد، والتأكد من وجود علاقة صحية، وممارسة النشاط البدني، والتوقف عن التدخين والحصول على الدعم العائلي.
يجب القيام بكل الأشياء التي تساعد الأم على الحصول على حمل صحي ومريح، وعلى توفير بيئة هادئة وصحية قبل الحمل .