تقنيات التحكم باللاوعي والسيطرة على العقل
لا يملك الإنسان عقلين، وفقا للاعتقاد الشائع، ولكنه يملك عقلا واحدا يؤدي وظائف مختلفة تبعا للحالة التي يكون فيها الإنسان وعيا أو غير واعا. ولذلك تم التمييز بينهما من خلال الوظائف التي يؤديها، فأطلق عليه اسم العقل الواعي، وأطلق على الآخر اسم العقل اللاواعي أو العقل الباطن.
العقل اللاواعي لا يفكر بشكل مستقل، بل يبدأ في العمل عندما يغيب العقل الواعي وبأوامر منه في نفس الوقت. لذلك، إذا كنت ترغب في استخدام عقلك اللاواعي في أي وقت، يجب أن تبحث عن كيفية توجيه تفكيرك بشكل إيجابي. بذلك، سيستجيب عقلك اللاواعي لهذا التوجيه وستبدأ في الوعي والتصرف بطرق إيجابية. ستتحول الأفكار والمعتقدات والرغبات إلى سلوكيات وفقا لتفكير الشخص. إذا كانت إيجابية، فسيكون السلوك إيجابيا، وإذا كانت سلبية، فسيكون السلوك سلبيا.
وظيفة العقل الباطن أو اللاواعي
يطلق على العقل الباطن العقل اللاواعي ، وهو المسؤل عن الخواطر والأحلام ومزاجية الفرد ، وتتشكل من خلاله السمات الشخصية لكل إنسان ، ويتشكل العقل اللاواعي من خلال تكرار الأفكار والمعتقدات بصورة دائمة ؛ ولهذا فالعقل الباطن أساس السلوك والتصرف ، نتيجة تكرار الأفكار والمعتقدات.
أثبتت الدراسات العلمية منذ سنوات أن العقل اللاواعي هو أساس تحكم الشخص في أفكاره وتحقيق أهدافه، فإذا أراد شخص تحقيق أهداف محددة، فعليه بتنشيط عقله اللاواعي والتفكير الإيجابي فيما يريده، حتى يتصرف بطريقة إيجابية تجاه أهدافه. وعند استخدام العقل الواعي لإرسال الأوامر للعقل اللاواعي، يمنح هذا المنهج السليم مرونة تساعد على تغيير السلوكيات وتحسين القدرات والمهارات لتحقيق الأهداف المرادة. لذلك، يعتبر العقل الباطن من أهم العوامل التي يمكن استخدامها لتغيير الذات.
التحكم في العقل الباطن
يبحث الكثيرون عن طرق للسيطرة على العقل الباطن أو التحكم في العقل اللاواعي، وقد اقترح العلماء العديد من الطرق لتنفيذ ذلك، وللوصول إلى طريقة مناسبة تمكن الأفراد من التحكم في عقولهم اللاواعية لتحقيق أهدافهم. جميع هذه الطرق والوسائل تعتمد على خاصية التكرار، لذا يجب أن يتبع الأفراد تفكيرا إيجابيا والاعتقاد به، ثم تكرار الفكرة بشكل متكرر، لكي يتسنى لهم فتح الباب للتحكم. وهذه هي الأساليب الرئيسية للسيطرة على العقل اللاواعي.
التمرين على الأفكار الإيجابية
لن تتمكن من تبني سلوك إيجابي إلا بعد أن تمتلئ تماما بالأفكار الإيجابية. لذلك، عليك التخلص فورا من التعبيرات السلبية والذكريات والأفكار والمشاعر السلبية. كن حذرا في استخدام أي عبارة تثير الإحباط داخلك. على سبيل المثال، لا تقل إنك فشلت، بل اعتبر أنك ستنجح بالتأكيد. ولا تقل إنه مستحيل علي أن أفعل كذا وكذا، بل قل أنا قادر على القيام بكذا وكذا. هذا التحول سيدفعك تلقائيا نحو التحسن والنجاح إذا استمررت في العمل وكررته كثيرا.
اصنع شعارًا إيجابيًا
إذا كنت تريد التخلص من الأفكار السلبية، يمكنك تصنيع أفكار وشعارات إيجابية تساعدك على الشعور بالتفاؤل والاعتقاد بأنك تستحق الحصول على الأمور الجيدة والهدايا، وعندما تتكرر هذه الأفكار في ذهنك، ستشعر بالحماس والدعم للتحرك نحو تحقيق ما تريد.
ممارسة التصور الدائم
الخيال” هو الوسيلة الرائعة والفعالة لتحويل الأفكار السلبية إلى إيجابية. إذا كنت ترغب في تحقيق أهدافك، حاول استخدام حواسك وتخيل نفسك وأنت تحقق هدفك. إذا كنت ترغب في الحصول على وظيفة ما، فعليك أن تشعر بأنك تستحقها وتتخيل أنك قد حصلت عليها بالفعل، وتسمع أصوات المهنئين لك بأذنيك. هذا سيحفزك للاستفادة من مهاراتك بشكل أفضل وتطوير نفسك.
ابدأ بالكتابة
اترك كل ما يشغلك جانبًا ، ثم أحضر ورقة ومجموعة أقلام ، واجلس في هدوء واسترخاء شديدين ، لمدة لا تقل عن خمس دقائق ، حتى تشعر بتمام الراحة والاسترخاء ، والآن ابدأ في الكتابة. مع الجلوس في وضعية مريحة لظهرك والحصول على نفس عميق ، واترك لنفسك العنان لتكتب كل ما يطرأ على ذهنك في تلك اللحظة ، ثم بعد الانتهاء ابدأ في لجلوس مسترخيًا ، وقم بتحليل ما كتبته من أفكار وكلمات ، وانظر لما كررته منها جيدًا ، والغريب منها أيضًا وصنفها إلى إيجابي وسلبي ، وحاول ربط الأفكار والكلمات ببعضها.
تعليمات إرشادية
عند الكتابة، يجب استخدام اليدين في تلك المرحلة وعدم اللجوء إلى الهواتف أو الحواسيب، حيث تمنحك الكتابة اليدوية الصبر لأنها تستغرق بعض الوقت.
أيضًا تستطيع الكتابة أن تمنحك فرصًا جيدة للتأمل ، فأنت تعبر عما تراه في ذهنك ، سواء منزلًا جديًا أو ملابس أو سيارة أو ثراء وخلافه ، يبقى فقط أن تخرج بذهنك وتتأنق وتذهب للجلوس بإحدى الحدائق ، وتكتب رغباتك. القدرة على التنفس بعمق أثناء الكتابة ، يمنحك فرصة جيدة لتحرير أفكارك ، والسماح لها بالانسياب المناسب دون تقييدها بفكر ما ، ولهذا يجب التركيز على التنفس دائمًا.
تقنية التحكم باللاوعي باستخدام الألوان
عند البحث عن تقنيات التحكم الذهني ، نجد أنها موجودة منذ القدم دون بداية محددة ، وقد استخدمتها العديد من الحضارات القديمة مثل الحضارة الفرعونية والسومرية. وأقوى ما استخدمه الفراعنة كانت تقنية الألوان ، حيث كانوا يتحكمون بالعقل اللاواعي من خلال استخدام اللون الأزرق كرمز للسماء واللون الأصفر كرمز للأرض. ومع ذلك ، أثبتت الدراسات الحديثة أن بعض هذه الألوان تعمل على العكس ، مثل الأسود والأبيض وما إلى ذلك.
كيف تؤثر الألوان على اللاوعي ؟
الألوان بحد ذاتها لا تؤثر مباشرة في العقل الباطن، بل تواجد لونين متناقضين هو ما يخلق التأثير على العقل الباطن. فالتناقض أو التضاد هو ما يسبب حالة التكامل ويجعل العقل الباطن مستيقظا، بينما يكون الوعي في حالة استرخاء دون فقدانه. وهو نفس الفكرة المتعلقة بوجود الخير والشر، حيث كلاهما متناقض ولكنهما ضروريان لتحقيق التوازن. وتنطبق نفس المبدأ على الصور والأصوات وليس فقط على الألوان.
على سبيل المثال، نجد نجمة داوود تتألف من مثلثين، أحدهما يشير للأعلى والآخر للأسفل، وهذا يدل على وجود قوى الخير العليا وقوى الشر السفلى، والحكمة في ذلك هي وجود الخير والشر في رمز واحد، وهذا ما يحقق العدل والتوازن.
توجد العديد من الرموز والأشكال والألوان والمؤثرات التي يتم استخدامها بشكل كبير، حتى أن شركات الإنتاج تستخدمها في الأفلام والألعاب، خاصة تلك الموجهة للأطفال. عندما يشاهد الطفل البطل وهو يطير ويمتلك قوى خارقة، يبدأ في البحث عن ذاته ويسعى لتطوير قدراته ليصبح مشابها للبطل.
المراجع
- Horga, G., & Maia, T. V. (2012). Conscious and unconscious processes in cognitive control: a theoretical perspective and a novel empirical approach. Frontiers in Human Neuroscience, 6.
- The Role Your Subconscious Mind Plays in Your Everyday Life
- Unconscious Mind
- How To Hack your Subconscious Mind for Massive Success
- 13 Ways To Start Training Your Subconscious Mind To Get What You Want
- How Understanding Color Psychology Helps You Build a Subconsciously Beautiful Home