تقرير عن عدد مدارس المملكة العربية السعودية
: قام التعليم في المملكة بتحول مذهل، فعندما تأسست المملكة عام 1932 كان التعليم متاحا لعدد قليل جدا من الأشخاص، وكانوا غالبا من أبناء الأسر الغنية الذين يعيشون في المدن الكبرى، واليوم يتضمن نظام التعليم في المملكة أكثر من خمسين جامعة عامة وخاصة، وحوالي 30000 مدرسة، بالإضافة إلى العديد من الكليات والمؤسسات الأخرى، ويتاح التعليم لجميع المواطنين ويقدم للطلاب خدمات التعليم المجاني والرعاية الصحية. وعلى الرغم من أن دراسة الإسلام لا تزال جزءا أساسيا من النظام التعليمي في المملكة، إلا أنه يوفر أيضا تعليما جيدا في مجالات مختلفة من الفنون والعلوم، ويساعد هذا التنوع المملكة في تأهيل مواطنيها للعمل في الاقتصاد العالمي والحياة بشكل عام .
عدد المدارس في المملكة
وفقا لإحصائيات عام 1432 و 1433 هجري، فإن عدد المدارس في المملكة بلغ 26,934 مدرسة، وعدد المعلمين والمعلمات بلغ 460,610، وعدد الطلاب والطالبات بلغ 4,918,577، ويعد التعليم الإسلامي شرطا لكل مسلم ذكرا وأنثى، حيث يؤكد القرآن الكريم والحديث الشريف على أهمية التعليم بشكل متكرر، كما أن الدول الإسلامية أنشأت المدارس والجامعات والمكتبات في القرون التي تلت ولادة الإسلام، وأصبح العالم الإسلامي مركزا للتعلم في تلك الفترة التي عرفت باسم “العصر الذهبي“، حيث قدم المسلمون مساهمات كبيرة في الفلك والفيزياء والفن والفلسفة والطب .
التعليم الابتدائي في المملكة
أصبحت الأساليب التي ابتكرها العلماء والعلماء المسلمون خلال العصر الذهبي أساسا للعلوم الحديثة، وتم تدريسها في الجامعات الأوروبية حتى القرن الثامن عشر. بدأ التعليم الابتدائي الرسمي في المملكة في الثلاثينيات، وفي عام 1945 بدأ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود برنامجا موسعا لإنشاء المدارس في المملكة ، وبحلول عام 1951 كانت هناك 226 مدرسة تضم 29887 طالبا. تأسست أول جامعة في المملكة ، وهي جامعة الملك سعود في الرياض ، في عام 1957 ، وفي عام 1954 تم إنشاء وزارة التعليم ، تلتها وزارة التعليم العالي في عام 1975 .
تم بناء أول مدرسة حكومية للبنات في عام 1964، وفي نهاية الثمانينيات تم إنشاء مدارس للبنات في جميع أنحاء المملكة، واليوم يشكل الطالبات أكثر من نصف الطلاب المسجلين في المدارس والجامعات السعودية التي يبلغ عددها أكثر من 6 ملايين طالب، ويهدف النظام التعليمي السعودي إلى تأهيل الطلاب للعيش والعمل في العالم الحديث، مع تلبية الاحتياجات الدينية والاجتماعية والاقتصادية للبلد، والقضاء على الأمية بين البالغين هو هدف آخر رئيسي .
التعليم العام في المملكة
يتألف التعليم العام في المملكة من رياض الأطفال، وست سنوات من التعليم الابتدائي، وثلاث سنوات لكل من التعليم المتوسط والثانوي. بعد المرحلة الابتدائية والمتوسطة، يحق للطلاب اختيار الالتحاق بإحدى المدارس الثانوية التجارية والفنية والعلمية، أو بمدرسة مهنية. وفي المدرسة الثانوية، يخضع الطلاب لاختبارات شاملة مرتين في السنة تحت إشراف وزارة التعليم. تشمل المناهج التعليمية في المدارس السعودية مجموعة متنوعة من الموضوعات مثل الرياضيات والعلوم والأدب والتاريخ واللغة العربية والدين الإسلامي. تحدد وزارة التعليم المعايير العامة وتراقب التعليم الخاص للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. تعمل الحكومة على تحسين المعايير التعليمية من خلال تقديم برامج تدريب متميزة للمعلمين وتحسين معايير تقييم الطلاب وزيادة استخدام التكنولوجيا التعليمية .
على سبيل المثال، في عام 2000 تم إدخال علوم الحاسوب في المرحلة الثانوية، كما تم تحسين إدارة النظام التعليمي من خلال منح المجالس المحلية للمدارس سلطة أكبر لاتخاذ القرارات. تؤتي هذه الجهود ثمارها، حيث لم يقتصر الأمر على زيادة عدد المدارس السعودية بشكل كبير، بل ازدادت أيضا جودة التعليم. وتعد نسبة الطلاب إلى المدرسين في المملكة التي تبلغ 12.5 إلى 1 من أدنى النسب في العالم. وعندما دخلت المملكة العربية السعودية حقبة جديدة من التطور السريع في أوائل السبعينات، بدأت في التركيز على التعليم العالي .
التعليم العالي في المملكة
في عام 1975، تأسست وزارة مستقلة للتعليم العالي في المملكة العربية السعودية، وأطلقت الوزارة خطة طويلة الأجل لتوفير الكوادر البشرية المؤهلة التي تحتاجها البلاد لإدارة اقتصادها المتطور بشكل متزايد. وكانت إحدى أهم أهداف هذه الخطة هي إنشاء مؤسسات جديدة للتعليم العالي في جميع أنحاء المملكة، وتوسيع المؤسسات القائمة، وكان هناك 25 جامعة عامة كبرى بحلول عام 2014، بالإضافة إلى عدد كبير من المعاهد المهنية والكليات الخاصة. وكان الهدف الآخر هو إنشاء برامج للطلاب الجامعيين والدراسات العليا في مختلف التخصصات في هذه الجامعات والكليات، مما يمكن للطلاب السعوديين الحصول على شهادات في أي مجال تقريبا في المملكة، والاستمرار في الدراسة المتخصصة في الخارج فقط إذا لزم الأمر .
المدارس السعودية في الخارج
أنشأت المملكة عددا من المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم للطلاب السعوديين المقيمين بالخارج، وتوجد أكبر ثلاث مؤسسات من هذا النوع في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، وتستوعب هذه المدارس الطلاب من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر، وتوفر التعليم في الإسلام واللغة العربية وكذلك الفنون والعلوم، وفي محاولة للحفاظ على مستوى ثابت يجتمع مدراء هذه المدارس في الخارج بانتظام لمناقشة المناهج الدراسية وغيرها من القضايا المشتركة، وفي منطقة واشنطن توفر الأكاديمية الإسلامية السعودية (ISA) التي تم تأسيسها في عام 1984، الفرصة للطلاب لدراسة الإسلام واللغة العربية بالإضافة إلى المناهج الأمريكية .
ISA” هي مفتوحة لجميع المهتمين الباحثين عن بيئة تعليمية تتماشى مع مبادئ الإسلام. إنها مؤسسة تعليمية غير ربحية مستقلة تقوم بإدارة المدارس للمكفوفين والصم وذوي الإعاقات الجسدية والعقلية بالتعاون مع وزارة التعليم. بالإضافة إلى ذلك، هناك معاهد أخرى تهتم بكبار السن المعوقين. تشكل هذه المدارس الخاصة جزءا من جهود المملكة لتشجيع كل فرد على تحقيق إمكاناته الكاملة. يشكل تعليم الكبار جزءا مهما آخر من البرنامج التعليمي في المملكة. وقد أنشأت المملكة عددا كبيرا من مراكز تعليم الكبار لتوفير التعليم للجميع والقضاء على الأمية. بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية المعزولة، تعقد الحكومة دورات مكثفة لتعليم الكبار لمدة ثلاثة أشهر خلال فصل الصيف .