اسلامياتالقران الكريم

تفسير قول الله تعالى ” وكواعب اترابا “

قال الله تعالى في سورة سبأ في الآية الثالثة والثلاثين: “وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا”، وفيما يلي تفسير هذه الآية الكريمة .

تفسير قول الله تعالى ” وكواعب اترابا “ :
– تفسير الطبري :
تفسير قوله تعالى: `إن للمتقين مفازا`، حيث أن المتقين سينجون من النار وسيدخلون الجنة، وسيحصلون على ما يرغبون فيه. وقد قيل عن مجاهد في تفسير قوله تعالى (إن للمتقين مفازا): فقد فازوا بالنجاة من النار. وقد قيل عن قتادة في الآية الكريمة: إنهم فازوا بالنجاة من النار والعذاب، وقيل أيضا عن قتادة: فازوا بالنجاة من النار والدخول إلى الجنة. وقيل عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى (إن للمتقين مفازا): أنهم سينتزعون.

تفسير قوله تعالى “حدائق وأعناب”، فالحدائق هي البساتين التي تحتوي على أشجار النخيل والأعناب والأشجار الأخرى التي تحيط بالحديقة، وأما “أعناب” فتعني الكروم والعنب، ولذلك تم الاستغناء عن ذكر الكروم لأنها تشمل في معنى الأعناب.

وفسر الطبري قول الله تعالى `وكواعب أترابا`: أي نواهد في سن واحدة، وقد قال ابن عباس في قوله تعالى `وكواعب`: أي نواهد، وقال في قوله `أترابا`: مستويات، ويقال أن ابن عباس قد أوضح في قوله `وكواعب أترابا`: يعني النساء المستويات.

وقيل عن قتادة في قوله تعالى ” وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا  ” : قال نواهد أترابا: لسن واحدة، ثم وصف ما في الجنة قائلا `حدائق وأعنابا` و `وكواعب أترابا`، ويعني بهذا النساء أترابا ليسن واحدة. وقيل عن ابن جريج أنه قال: الكواعب هي النواهد، وقال ابن زيد في تفسير قوله تعالى `وكواعب أترابا`: الكواعب هن اللواتي نهدن كعب ثدييهن، وقال `أترابا`: مستويات، فلانة تربة فلانة، وقيل إن الأتراب هي اللدات. وقيل عن مجاهد في تفسير قوله تعالى `وكواعب أترابا`: لدا.

– تفسير القرطبي : فسر القرطبي قوله تعالى `إن للمتقين مفازا`، حيث أن الشخص الذي يتقي الله يكون قد حقق النجاح والنجاة من النار ويكون قد اكتسب الجنة ونعمها.

يفسر تأويل قوله تعالى “حدائق وأعنابا” بأنه يعني الفوز بالنعيم، حيث ذكرت بعد قوله تعالى: “إن للمتقين مفازا”، وذلك لأن الذين يتقون الله لهم حدائق، وهي بساتين محاطة بالأشجار وتحتوي على الكثير من الفواكه، وكذلك فسر قوله “وأعنابا” بأنه يعني الكروم والعنب.

فسر قوله تعالى “وكَوَاعِبَ أَتْرَابًا “، حيث أن “كواعب” هي جمع كاعب وهي الناهد، ويقال كعبت الجارية تكعب كعوبا، وكعبت تكعب تكعيبا، ونهدت تنهد نهودا، حيث قال الضحاك : ككواعب العذارى، وقال قيس بن عاصم : وكم من حصان قد حوينا كريمة ومن كاعب لم تدر ما البؤس معصر، والأتراب هو الأقران في السن .

– تفسير السعدي :  تفسير قول الله تعالى `إن للمتقين مفازا` يعنى بأن الذين يتقون الله ويتمسكون بطاعته سبحانه وتعالى، سينجون من النار والعذاب، وسيدخلون الجنة التي تحوي كل نعيم.

فسر قوله تعالى “حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا ” ، حيث أن الجنة هي المفاز للفائزين والحدائق هي جمع حديقة وتعنى البساتين التي تضم عدة أصناف من الأشجار الزاهية وتحتوي على الثمار التي تتفجر بين خلالها الأنهار، وقد ضرب الله تعالى مثلا على الفاكهة الموجودة في هذه الحدائق وقد خص الأعناب لكثرتها في هذه الحدائق.

تم تفسير قوله تعالى `وكواعب أترابا`، حيث يشير إلى أن الفوز الذي ينتظرهم لديهم زوجات في الجنة تلبي مطالب أنفسهم. فالكواعب هن النساء الشابات اللواتي لم يتأثر شبابهن وقوتهن ونضارتهن بعد، أما الأتراب فهن النساء اللواتي يكونن في نفس السن ومتقاربات في العمر. وعادة ما يكن الأتراب متآلفات ومتعاشرات، وتكون أعمارهن في الثلاثينات وفي أفضل مراحل الأنوثة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى