تفسير قوله تعالى ” قل الله يفتيكم في الكلالة “
قال تعالى في سورة النساء في الآية رقم 176: `يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة`، وفيما يلي تفسير الآية الكريمة.
تفسير قوله تعالى ” قل الله يفتيكم في الكلالة ” :
– تفسير الطبري : فسر الطبري قوله تعالى ” يستفتونك ” أنهم يستفتون ويسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكلالة، حيث كان أصحاب الرسول يسألون عن شأن الكلالة، فأنـزل الله تعالى هذه الآية، وقد ذكر عنها قول قتاده : (فسألوا عنها نبيَّ الله، فأنـزل الله في ذلك القرآن إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ، فقرأ حتى بلغ، وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ).
وقال : وذكر لنا أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، في خطبته قائلا: إن الآية الأولى التي أنزلها الله في سورة النساء تتعلق بالفرائض، وأنزلها الله فيما يتعلق بالوالد والولد. والآية الثانية أنزلها فيما يتعلق بالزوج والزوجة والإخوة من الأم. والآية التي ختم بها سورة النساء، أنزلها الله فيما يتعلق بالإخوة والأخوات من الأب والأم. والآية التي ختم بها سورة الأنفال، أنزلها الله فيما يتعلق بأولياء الأرحام، حيث بعضهم أفضل من بعض في كتاب الله، وذلك بالنسبة للأرحام التي تنشأ من نفس العشيرة
قال سعيد بن المسيب : (سأل عمر بن الخطاب النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الكلالة، فقال: أليس قد بيَّن الله ذلك؟ قال: فنـزلت: ” يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة “. )، قال جابر بن عبد الله : (اشتكيت وعندي تسع أخوات لي – أو سبْع – فدخل عليّ النبيّ صلى الله عليه وسلم فنفخ في وجهي، فأفقت وقلت : يا رسول الله ألا أوصي لأخواتي بالثلثين؟ فقال : أحسن! قلت: الشطر؟ قال: أحسن! ثم خرج وتركني، ثم رجع إليّ فقال : يا جابر إنِّي لا أُرَاك ميتًا من وجعك هذا، وإن الله قد أنـزل في الذي لأخواتك فجعل لهن الثلثين. قال : فكان جابر يقول: أنـزلت هذه الآية فيّ “يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة”.
عن جابر بن عبد الله قال: عندما مرضت، جاءني النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وهما يمشيان، ووجدوني فاقد الوعي. قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوضوء ثم سكب من ماء وضوئه علي، فاستفيقت وقلت: يا رسول الله، ماذا أفعل في مالي؟ وكان لدي تسعة أخوات ولم يكن لي والد أو ولد، فلم يجبني على شيء حتى نزلت آية الميراث “يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلال.
وقال بعض أصحاب الرسول الله صلى الله عليه وسلم : يعتبر الآية التي تقول: `يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة` آخر آية نزلت من القرآن، وذلك حسب ما قاله البراء بن عازب بن عبد المطلب عن أبي إسحاق،
تختلف وجهات النظر حول المكان الذي نزلت فيه الآية الكريمة. قال جابر بن عبد الله: نزلت في المدينة. وقال آخرون: نزلت في مسيرة كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وقال ابن سيرين: نزلت عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرته، وبجانبه حذيفة بن اليمان. وقد وصلت الآية إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حذيفة، ووصلتها حذيفة إلى عمر بن الخطاب وهو يسير خلفه. فعندما تولى عمر الخلافة، سأل حذيفة عنها، ورجا أن يكون لديه تفسيرها. فقال له حذيفة: والله إنك لعاجز إن ظننت أن إمارتك تلتزمني بأن أحدثك فيها بما لم أحدثك به ذلك اليوم! فقال عمر: لم أكن أقصد ذلك، رحمك الله.
قال عمر بن الخطاب : ما أشد ما نازعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء مثلما نازعته في آية الكلالة، حتى ضرب صدري وقال: يكفيك منها آية الصيف التي أنزلت في آخر سورة النساء `يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة`، وسأقضي فيها بقضاء يعلمه من يقرأ ومن لا يقرأ، هو ما خلا الأب.